في صباح أحد أيام أغسطس/آب 1865، صعد تشارلز هيل، القنصل العام للولايات المتحدة في مصر، على متن قارب صغير على ضفة النيل في القاهرة، وقاده القارب إلى منطقة الجزيرة حيث كان الخديوي إسماعيل والي مصر يقيم هناك رسمياً.

وحتى صباح ذلك اليوم، كانت وتيرة عمل هيل بطيئة بشكل كبير. إذ كان يقضي أغلب وقته في المناسبات الاجتماعية أو دراسة وجمع معلومات عن صناعة القطن المصرية.

سيمون بوليفار: حكاية رجل حرر قارة من نير الاستعمار

قصة الحرب الأهلية الأمريكية التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص
إعلان

ولكن هذا الاجتماع جعل مهمته في مصر أكثر تعقيداً حيث أبلغه إسماعيل باشا بأن 900 جندي من الجيش المصري سيصلون قريباً إلى الإسكندرية ليتم نقلهم في سفن فرنسية إلى المكسيك. وكانت هذه هي الدفعة الثانية للجنود المصريين والسودانيين في الحرب الأهلية المكسيكية.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة

صورة أرشيفية: لافتة تظهر في منطقة مراقبة جوازات السفر عند الوصول في المبنى رقم 5 بمطار هيثرو في لندن، بريطانيا، 23 مارس 2023.
“لا موسم هجرة إلى الشمال بعد اليوم”.. لماذا أوقفت بريطانيا “التأشيرة الإلكترونية” للأردنيين؟
سيدة تقدم الطعام لزوجها وطفليها
لماذا تروج نساء غربيات لفكرة “الزوجة التقليدية”؟
عبد الناصر وعامر
قصة صديق عبد الناصر الذي “انتحر بالسم”
تسبب الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في قتل الآلاف وتشريد ملايين السودانيين.
السودان: لماذا يضع البرهان شروطا لحضور محادثات جنيف؟

قصص مقترحة نهاية

لقد بدأ ما أُطلق عليه “التدخل المصري في المكسيك” في عام 1863 عندما انضم 446 جنديًا من الجيش المصري إلى الصراع في المكسيك. واعتقد العديد من الدبلوماسيين، بما في ذلك ويليام سيوارد، وزير خارجية الولايات المتحدة، أن هؤلاء الجنود كانوا من “الرقيق أو العبيد”.

وفي حين احتج ويليام ثاير القنصل العام للولايات المتحدة في مصر، سلف هيل، على التدخل المصري في بدايته عام 1863، ظل سيوارد صامتًا حيث كان يركز على مكان آخر إذ كانت الولايات المتحدة تعاني آنذاك من ويلات الحرب الأهلية.

ولكن عندما أبلغ هيل وزير خارجيته سيوارد في خريف 1865 أن التدخل المصري سيستمر، كانت الحرب الأهلية في الولايات المتحدة قد انتهت.

وقد استجاب سيوارد على الفور وكتب محتجا على التدخل المصري قائلا: “إن سلامة المؤسسات الجمهورية الحرة في هذه القارة تتطلب إلغاء كل أشكال العبودية المدنية أو العسكرية الإجبارية في هذا النصف من الكرة الأرضية”.

ولقد كان احتجاج سيوارد على التدخل المصري على أسس مناهضة للعبودية، وقد تم إبلاغ الاحتجاج الأمريكي إلى الحكومات الفرنسية والمصرية والعثمانية.

وعلى هذا الأساس سحبت فرنسا طلبها للحصول على الدعم المصري، ولم ترسل مصر قوات جديدة إلى المكسيك.
أصل الحكاية

يقول موقع تاريخ الدولة الأمريكية الحكومي إنه في عام 1857، انخرطت المكسيك في حرب أهلية بين القوات الموالية للسياسي الإصلاحي الليبرالي بينيتو خواريز ضد المحافظين بقيادة فيليكس زولواغا. وسيطر المحافظون على مكسيكو سيتي، والليبراليون على فيراكروز.

واعترفت الولايات المتحدة بحكومة خواريز في عام 1859. وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1861، استولت القوات الليبرالية على مدينة مكسيكو، مما عزز بشكل كبير موقف حكومة خواريز وشرعيتها.

ومع ذلك، تزامن استمرار عدم الاستقرار مع تزايد الديون الخارجية التي كان من الصعب على الحكومة المكسيكية سدادها بشكل متزايد.

ومع عدم وجود خيارات أخرى، علق خواريز مدفوعات الديون المكسيكية لمدة عامين. وردًا على ذلك، اج

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG