في أسوان مشاهد عندما تراها فهی تؤكد تعافي السياحة الثقافية وعودتها إلی معدلاتها شبه الطبيعية بعد غياب طويل بسبب جائحة كورونا، المشهد الأول هو اصطفاف الحناطير التي تتجول بالمدينة قبل غروب الشمس وهی تقل مئات السائحين، والثاني جولة السائحين في السوق السياحية القديمة بعد تطويرها، والمشهد الثالث هو نشاط المراكب الشراعية في النيل ورحلة الجُزر وقرية غرب سهيل، وأخيرًا مشهد المقاهي المزدحمة بالأفواج السياحية، فتعافي السياحة في مصر يؤكد أنها تعيش أزهي عصور الاستقرار والأمان في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
أكد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، قرب الانتهاء من كافة الأعمال بقطاعات العمل المختلفة حتى تظهر أسوان فى أبهى صورها أمام زائريها من كافة دول العالم، وأوضح لـ”بوابة الأهرام” أن أجهزة المحليات متواجدة بصفة دائمة في الشارع الأسواني لتلافي الملاحظات والسلبيات من نظافة عامة وتطوير وتجميل وتشجير ورفع الإشغالات، قائلا: “إن تنفيذ مشروع الهوية البصرية الذي وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته الأخيرة لأسوان سيكون له دورا هاما في الترويج والتسويق السياحي وسينعكس بالإيجاب علی الموسم الجديد، خاصة في ظل تضمنه التعريف بالأنماط والمزايا النسبية للمحافظة، وكذا تضمنه تسليط الضوء على المقومات الحضارية والتاريخية والبيئية والسياحية والإقتصادية التى تتفرد بها أسوان ، وذلك من خلال اللوحات والمجسمات والجداريات التي تربط مابين القيمة الثقافية والتراثية والفنية والعنصر البشري علی واجهات المطارات ومحطات السكك الحديدية والأتوبيسات والمراكب الشراعية والفلايك والمناطق السياحية والأماكن التى تشهد إقبالاً متواصلا من السائحين”.
وأشار اللواء أشرف عطية محافظ أسوان إلی القيام بمتابعة وتأمين حركة سير البواخر والفنادق العائمة العاملة بين الأقصر وأسوان، لافتا إلی الحرص علی تنفيذ تعليمات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بشأن فرض الرقابة المشددة على المنشأت السياحية لضمان التزامها بتدابير الإجراءات الوقائية، وأكد المحافظ أن تعافي السياحة يعود إلی حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتا إلی أعمال التطوير الجارية بكورنيشي النيل القديم والجديد ستمثل إضافة قوية لعناصر البرامج السياحية الترفيهية، الأمر الذي ستكتمل معه بانوراما البر الغربي والممشی النهري بمدينة أسوان الجديدة، وأوضح “عطية” بأنه تم إدراج جولة الحنطور ضمن برنامج الأفواج السياحية داخل المحافظة، مع وضع ضوابط محددة بحيث ستقتصر فقط علی السائقين الملتزمين والحناطير المميزة التي تم تجميلها وصرف أطقم موحدة لكل سائقيها.
وأخيرا أضاف محافظ أسوان في تصريحاته لـ”بوابة الأهرام” قائلا: “إنه تم تشكيل لجنة لتنسيق آلية محددة لتراكي اللنشات النيلية والفلايك، وذلك من أجل تأمين وتسهيل حركة دخول وخروج السائحين من وإلی المراسي السياحية ، كما يتم متابعة رفع إشغالات السوق السياحي الذي تم تطويره وإدراجه بالبرامج السياحية ، وأشاد المحافظ بجهود وزارة السياحة والأثار في تطوير العديد من المواقع والمتاحف الأثرية ،ومن بينها متحف النوبة ومعابد فيلة وأبو سمبل والمقابر الفاطمية وغيرها من المقاصد التى تتمتع بها أسوان”.
وكشف حسن عبد القادر أمين عام غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بأسوان عن عودة السياحة إلی معدلاتها الطبيعة رويدا رويدا، وقال لـ”بوابة الأهرام” إن هذه الفترة تعد فترة تحضيرية للموسم السياحي المقبل ومع هذا تتراوح نسب الإشغال مابين 60 إلی 70% ، خاصة في الفنادق العائمة.
وأوضح أمين عام الغرفة بأن رحلة الفندق العائم تبحر من الأقصر إلی أسوان بنسبة 60% وهناك رحلات تبحر من أسوان إلی الأقصر بنسبة 40% من الأفواج السياحية، وأضاف للبوابة قائلا: إن هذه الفترة أغلبها من السائحين الأسبان وسائحي أمريكا اللاتنينية وهناك سياحة فردية من الألمان والإنجليز والبولنديين والأمريكان.
وأشار عبد القادر إلی أن نوعية سائح المزارات الأثرية تختلف عن نوعية السياحة الترفيهية التي تقصد شرم الشيخ والغردقة ومرسی علم وغيرها من المدن الشاطئية، فهي سياحة ذات طابع خاص يتفرد بها هذا السائح ، وقال إن نسبة الإشغال ترتفع في نهاية كل إسبوع وتحديدا أيام الأربعاء والخميس والجمعة وهی مواعيد وصول الفنادق العائمة إلی أسوان، كما كشف أمين عام الغرفة عن معدلات زيارة معبد أبو سمبل، حيث يزوره في المتوسط 8 آلاف سائح إسبوعيا بمعدل ألفي سائح في أيام الذروة، وذلك عن طريق رحلات الطيران أو الطريق البري، وقال إن 90% من السائحين في أسوان يحرصون علی زيارة المعبد الكبير في أبي سمبل وأيضا معبد زوجته نفرتاري جميلة الجميلات، هذا بخلاف زيارة المعابد الأثرية النوبية كالدكة وعمدا والسبوع من خلال رحلات الفنادق العائمة في بحيرة ناصر .
وأعرب عبد الهادي محمد علي رئيس مجلس إدارة غرفة السياحة بأسوان، عن أمله في أن تكون هناك نوعية من السياحة الجديدة قادرة علی مزيد من الجذب مثل السياحة العلاجية والبيئية ورحلات السفاري، وطالب بضرورة الترويج لرحلات الطيران العارض “الشارتر” مع ربط مزارات أسوان ببرامج السياحة الترفيهية في المدن الشاطئية من خلال خطوط طيران مخفضة ، وأضاف رئيس الغرفة بضرورة تسهيل إجراءات زيارة المعابد الأثرية النوبية علی ضفاف بحيرة ناصر والإهتمام بخدمات طريق أسوان أبو سمبل السياحي، وأوضح بأن ساحرة الجنوب العديد من المزارات السياحية والأثرية التي تبدأ بمعبد إدفو شمالا مرورا بمنطقة الكاب ومعبد كوم أمبو وجبل السلسة ووصولا إلي مدينة أسوان بمعابدها وأثارها ومناظرها الخلابة حتي تحفة المعابد الصخرية وأجملها معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل، هذا بخلاف بعض المزارات الأخرى التي ننتظر فتحها لاستقبال السائحين مثل معبدي إيزيس وكلابشة ومقابر النبلاء ومقبرة آغاخان المغلقة منذ سنوات ، مما سيمثل إضافة للعناصر السياحية في أسوان.
وقال تامر حسين مرسال رئيس اللجنة النقابية للعاملين في السياحة بأسوان: إن المشهد الحالي في ساحرة الجنوب يعطي مؤشرات قوية بأن الموسم السياحي المقبل سيكون قويا للغاية، وأضاف لبوابة الأهرام قائلا: إن انتعاش سياحة الجنوب الثقافية يعود إلی نجاح خطة الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلی الاستقرار والأمن والأمان الذي تشهده مصر بفضل القيادة الحكيمة للقيادة السياسية، وأوضح بأن السائحين الأجانب حاليا أغلبهم من السياح الأسبان والبرازيلين ، مشيدا بعودة مشاركة أسوان فى البورصات العالمية بعروض متميزة اظهرت من خلالها المقومات السياحية والتنوع المتفرد في المنتج السياحي .