يحاول الاقتصاد الاجتماعي شرح كيفية تأثير العوامل الاجتماعية في النشاط الاقتصادي للمجتمع اعتمادًا على معلومات من مجالات مختلفة، مثل التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع والعلوم السياسية. ويحلل المعلومات لدراسة كيف تؤثر في سلوك المستهلك، وتشكل العادات الشرائية والأنشطة الأخرى ضمن الأعمال والاقتصاد.

من الجدير بالذكر أن نظريات الاقتصاد الاجتماعي ليست تقليدية إلى حدٍ ما، خاصةً في ما يتعلق بالعوامل التي لا يركز عليها علم الاقتصاد عادةً، مثل أثر البيئة في الثروة وسلوك الاستهلاك في المجتمع.

الاقتصاد الاجتماعيّ والطبقات الاجتماعية

يعتمد الاقتصاد الاجتماعي بقوة على نظريات علم الاجتماع لتفسير كيف يضع أبناء الطبقات الاجتماعية الاقتصادية المختلفة في المجتمع الواحد أولويات مختلفة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات المالية التي تخصهم هم وعائلاتهم.

ويشير مصطلح الطبقات الاجتماعية الاقتصادية إلى مجموعات البشر المتماثلة في المكانة الاجتماعية، التي تتأثر بشدة بعوامل مثل التعليم والدخل والمهنة وخلفية العائلة، مثل مستوى التعليم ودخل الأهل والأقرباء الآخرين.

مع تزايد التنوع في المجتمع الغربي وعولمته، تلعب عوامل مثل الإرث والخلفية الإثنية دورًا ملحوظًا وتؤثر في الطبقات الاجتماعية الاقتصادية بسبب مواجهة أبناء الأقليات والمجموعات المتضررة العوائق أمام التعليم وبعض المهن تاريخيًا، مقارنةً بنظرائهم من الأعراق الأخرى مثل العرق القوقازي.

بالعودة إلى العوامل الأساسية الأهم، تواجه بعض الطبقات الاجتماعية الاقتصادية صعوبةً في شراء بعض السلع والخدمات، لأنهم غير قادرين على تحمل تكلفتها المادية بسبب انخفاض الدخل، ونتحدث هنا عن سلع وخدمات مثل الرعاية الصحية المتقدمة أو الغذاء الصحي أو السكن ضمن بيئة آمنة ومريحة.
أهمية الاقتصاد الاجتماعي وأثره

لا شك أن الاقتصاد الاجتماعي يؤثر بشدة في حيوات الأفراد، وأن وضعهم الاجتماعي الاقتصادي يؤثر في إنجازاتهم المستقبلية ومستوى تعليمهم ودرجة الأمان المالي لديهم.

على سبيل المثال، يصادف الفرد الذي ينحدر من عائلة ثرية مزيدًا من الفرص في حياته، فهو قادر على تحمل تكاليف التعليم العالي إضافةً إلى إثراء تجربته بواسطة برامج الدراسة في الخارج أو السفر لاستكشاف الثقافات والأماكن الأجنبية.

ومن المرجح أن يفعلوا ذلك بسبب إنجازات أقرانهم المشابهة، الذين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية اقتصادية مشابهة، إضافةً إلى الضغط الذي تفرضه عائلاتهم والأفراد الآخرون ضمن ذات الطبقة الاجتماعية.

يرتبط الحصول على الشهادة الجامعية بزيادة في الدخل وبالجدارة في الحصول على المناصب الإدارية العليا. ويفتح المجال أمام التفاعل مع الآخرين ضمن الطبقة الاجتماعية المشابهة، وبناء شبكات اجتماعية تتضمن أبناء الطبقة المشابهة أو الطبقات الأعلى.

وفقًا لعدة دراسات، يحصل أبناء المتعلمين جامعيًا على فرصة أكبر في النجاح في المدرسة، ومن المرجح أن يحصلوا على درجات مرتفعة تؤهلهم للتعليم الجامعي والشهادات العليا. ومن المرجح تفوق أداء أبناء المتعلمين جامعيًا في المدرسة، مع حصولهم على معلمين وموارد أفضل.

وبناء على دراسات أخرى، من المرجح أن يعطي الآباء المتعلمون جامعيًا قيمة كبيرة لإنجازات أبنائهم الدراسية، وأن يزرعوا في أبنائهم أهمية السلوك والفرص الموجهة نحو الإنجاز، مثل الحصول على شهادات عليا والقراءة والكتابة بهدف تنمية مجموعة مهارات متينة، والمشاركة في الأنشطة والبرامج خارج المدرسة من أجل تطوير عمق واتساع خبرتهم. ما يؤدي إلى زيادة إيمانهم بمنافع السعي نحو التعليم العالي، ما يفتح مجالًا أوسع لفرص العمل ويصنع مسارات مهنية ناجحة.

أما عند أبناء غير المتعلمين جامعيًا، يرجح اعتقادهم بأن التعليم الجامعي لا يستحق تكلفته، وأنهم سيستفيدون أكثر إذا دخلوا مجال العمل مباشرةً بعد المدرسة الثانوية.

وعلى الأغلب، يزيد من حدة هذه العقلية غياب قدوة تعليمية للأبناء في سني المراهقة، وعدم حصولهم على الدعم الكافي، سواء معنويًا أو ماليًا، للسعي نحو التعليم الجامعي بعد التعليم الثانوي.

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG