يطلق على سياحة اليخوت “سياحة الأثرياء”، لأن أغلب ملاكها من مليونيري العالم، لذا عكفت الحكومة المصرية على التخطيط لتعظيم سياحة اليخوت كنمط سياحي جديد ومربح للقطاع السياحي المصري، لما تمتلكه مصر من موقع جغرافي متميز يتوسط العالم وطقس مشمس، كما يبلغ طول السواحل المصرية 2400 كيلومتر على البحرين الأبيض والمتوسط، وتضم البلاد 23 ميناء سياحياً جرى تطويرها، لكن هل ستنجح مصر في جذب أثرياء العالم لزيارتها؟
نافذة رقمية موحدة
وأعلن مجلس الوزراء المصري إصدار أول لائحة تنظيمية لسياحة اليخوت الأجنبية في المراين والموانئ المصرية، عبر إنشاء نافذة رقمية موحدة تحت إشراف قطاع النقل البحري في وزارة النقل المصرية، جرى تفعيل العمل بها من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي. تسهل هذه النافذة على مالك اليخت أو من ينوب عنه، إدخال البيانات ورفع المستندات والوثائق المطلوبة، وكذلك الإخطار بتسلم الفواتير وكافة التعليمات والتوجيهات وتسلم الشكاوى والمقترحات.
ذكر كامل الوزير، وزير النقل المصري في تصريحات صحافية، أنه يجري بالتنسيق مع وزارة السياحة، إطلاق حملة دعائية دولية لجذب سياحة اليخوت، عبر التعريف بموانئ ومراين مصر، وربطها بالمقاصد والمزارات السياحية، وإبراز التسهيلات المقدمة لملاك اليخوت عبر النافذة الرقمية الموحدة، كما أشار إلى أنه جرى التنسيق مع وزارة المالية (مصلحة الجمارك) في شأن تعديل بعض الفقرات الخاصة باللائحة التنفيذية لقانون الجمارك واستحداث نشاط تخزين اليخوت الأجنبية، في حال رغب ملاك اليخوت بركن يخوتهم في مصر والسفر إلى بلادهم عبر خطوط الطيران، مع عودتهم خلال الإجازات الدورية للاستمتاع بجولاتهم السياحية في اليخوت مرات أخرى.
ماذا تريد مصر من سياحة اليخوت؟
ذكر عضو الاتحاد المصري لغرف شركات السياحة حسام هزاع، أن “سياحة اليخوت هي سياحة الصفوة، فحجم إنفاق السائح الواحد على متن اليخت يتجاوز خمسة أضعاف متوسط السائح العادي، لذلك باتت سياحة اليخوت بؤرة اهتمام دولي لجميع المدن الساحلية السياحية في العالم”.
ولدى سؤاله حول ماذا تريد مصر من سياحة اليخوت؟ أجاب حسام: “مصر تريد جذب أنظار أثرياء العالم للسياحة والاستثمار داخل الدولة المصرية الجديدة، التي شهدت سلسلة من المشروعات القومية خلال السنوات الثماني الماضية، إضافة إلى الاستفادة من بذخ إنفاق مرتادي رحلات اليخوت من خلال توفير نقد أجنبي كاف لخزانة الدولة المصرية. فالاستفادة لن تقتصر على الزيارات السياحية العابرة، بل لتوطين إقامة أثرياء العالم في مصر للاستثمار، لذلك حرص مجلس الوزراء على وضع خطة شاملة لتعظيم سياحة اليخوت، وكل ما سبق سيصب في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشر للشباب المصري حول المراين والموانئ السياحية”.
مقومات متنوعة
من جهته، قال رئيس جمعية الإنقاذ البحري والحفاظ على البيئة الكابتن حسن الطيب، “مصر تمتلك مقومات سياحية متنوعة تستطيع من خلالها أن تضع نفسها نقطة جذب واعدة في سياحة اليخوت. فهي تمتلك سواحل بطول 2400 كيلومتر على البحرين الأبيض والمتوسط، وتضم الأقاليم المصرية 23 مارينا ورصيفاً بحرياً لليخوت والسفن السياحية، من أبرزها مارينا الغردقة الذي تبلغ مساحته أكثر من 60 ألف متر مربع، تتسع لـ188 يختاً، وبورتو مارينا الذي يتسع لنحو 500 يخت، وهو أول مرسى يخوت دولي في شمال أفريقيا، إلى جانب مارينا خليج نعمة ومارينا طابا”، لافتاً إلى أن “كل هذه المراين تقدم خدمات الصيانة والدعم لليخوت الوافدة”.
وأضاف، أن رواد سياحة اليخوت لن يجدوا تنوعاً شاملاً في الأنماط السياحية مثل ما هو موجود في المقاصد السياحية المصرية، بداية من سياحة الغوص والسنوركلينغ، وسياحة السحاب المتمثلة في البالون الطائر، ومقاصد السياحة الثقافية المتمثلة في الإرث الحضاري العظيم المتنوع لمختلف الحضارات الفرعونية والمسيحية والإسلامية، بقوائم تتجاوز مئات المعابد والمتاحف والمزارات في أغلب الأقاليم المصرية، علاوة على اعتدال أجواء الطقس المشمس واستقرار حالة البحار أغلب أيام العام، ما يسمح بتوطين سياحة اليخوت في المراين المصرية.
اقرأ المزيد
السيولة المحلية تتجاهل قرارات “المركزي المصري” وتواصل الصعود
قيود الاستيراد تنعش أسواق المنتجات اليدوية والتراثية في مصر
بعد أزمة الواردات… هل تزرع مصر قهوتها؟
عوائق سياحة اليخوت
وأوضح محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية أن “السائحين على متن اليخوت من فئة أثرياء العالم، يتجولون بيخوتهم خلال إجازاتهم السنوية عبر المقاصد السياحية التي يرغبونها، بحثاً عن الاستقلالية والاستمتاع والخصوصية مع أسرهم أو أصدقائهم، لذلك هذا النمط السياحي المميز يهرب من الدول التي يكسوها الروتين والبيروقراطية والجمود، وهي العوائق الأكثر عداء لسياحة اليخوت”، مشيداً بقرار مجلس الوزراء بتفعيل العمل بأول نافذة رقمية موحدة لتسهيل إجراءات وصول وسفر اليخوت السياحية”.
وأضاف، عثمان أن المدن المطلة على البحر المتوسط مثل الإسكندرية ومرسى مطروح والعلمين، ستحظى بالاستفادة الأكبر من سياحة اليخوت، لأن حركة اليخوت تأتي عن طريق البحر الأبيض المتوسط. ويقدر عدد اليخوت في هذه المنطقة بـ30 ألف يخت أغلبها لأثرياء وكبار مستثمري أوروبا والخليج العربي. وأكد أن قطاع سياحة اليخوت سيكون قطاعاً واعداً، إذا جرى القضاء على الروتين في استقبال اليخوت الأجنبية وتوفير الاحتياجات الفنية واللوجيستية لليخوت داخل المراين.
عن سؤال حول مدى نجاح سياحة اليخوت في مصر في السنوات المقبلة، أجاب الكابتن عاطف العنزي، مالك وقائد يخت في مارينا الغردقة، مصر تمتلك أغلب المقومات العالمية التي تغري أي سائح عربي أو أجنبي للقدوم إليها، لكن بشرط توفير جميع الخدمات اللوجيستية والفنية لليخوت والقائمين عليها، من تمويل الوقود والكهرباء والإرشاد البحري والتكريك. فالأمر لا يقتصر على جمال الطبيعة والمقاصد السياحية وروعتها، وكذلك تسهيل الإجراءات لأن رواد سياحة اليخوت يهربون من التعقيد، فإذا نجحت مصر في تبسيط الإجراءات وتوفير الخدمات، فسوف تصبح المراين المصرية رقماً مهماً في سياحة اليخوت العالمية”.
وذكرت ليندا فانري سائحة بلجيكية مقيمة في مدينة الغردقة، أن مصر تأخرت في تنمية سياحة اليخوت العالمية التي باتت أحد أهم أنواع السياحات الحديثة لأثرياء العالم، لكن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة المصرية باتت مبشرة لتشجيع ملاك اليخوت لزيارة مصر والاستمتاع بطقسها المشمس والتجول في مقاصدها الكثيرة.
قطاع واعد
وذكر أيمن ناصف مدير تأمين أجسام السفن لدى إحدى الشركات: “منطقة البحر الأبيض المتوسط وحدها تشهد رواجاً كبيراً لحركة سياحة اليخوت تقدر بـ30 ألف يخت سنوياً، وتسهم سياحة اليخوت العالمية في خلق اقتصاد مربح قيمته 300 مليار دولار أميركي، طبقاً لبيان رسمي صادر عن وزارة السياحة المصرية.
وأضاف، “توطين سياحة اليخوت في مصر سيخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب، كما سيثري السوق السياحية المصرية بشكل عام، لأن حجم إنفاق السائح الواحد على متن اليخت السياحي يتجاوز خمسة أضعاف السائح التقليدي، ما سينعش خزانة الدولة المصرية بالنقد الأجنبي، لأن سياحة اليخوت مصدر قوي لتدفقات العملات الأجنبية بجميع المراين الدولية”.
وأوضح مدير مارينا العين السخنة إيهاب طاهر، “الرسوم اليومية المنصوص عليها في اللائحة الجديدة لوزارة النقل تقدر بمبلغ أربعة إلى 14 دولاراً لكل متر فيما يخص اليخوت الصغيرة، بينما تتضاعف رسوم اليخوت الكبيرة التي يتجاوز طولها 50 متراً”، مؤكداً أن “تلك الأسعار تتناسب مع الرسوم الدولية للمراين”.
وأشار زياد السيسي الخبير السياحي ومنسق إحدى المبادرات الداعمة للسياحة، إلى أن وزارة السياحة بدأت بخطة ترويج دولية بالتنسيق مع القطاع الخاص، لتعريف ملاك اليخوت في العالم بخريطة المراين المصرية وإمكاناتها الفنية، وكذلك التسهيلات المقدمة لهم عبر النافذة الرقمية الموحدة المخصصة لاستقبال اليخوت السياحية.
وأضاف، “إمكانات مصر ستجذب أثرياء العالم ليس للسياحة بها عبر يخوتهم فحسب، بل للاستثمار. فأزمة الطاقة التي تعصف بأغلب الدول الأوروبية ستدعم سياحة اليخوت الوافدة إلى مصر للاستمتاع بالطقس الدافئ والمقومات السياحية المصرية”.
المزيد عن: مصرسياحة اليخوتالبحر المتوسطوزارة السياحةحملة دعائية دوليةالموانئأثرياء العالم
المزيد من منوعات
منوعات
الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تروي ما جمعها بترمب في وثائقي
منوعات
التلاعب بصورة أخرى للأسرة المالكة البريطانية
منوعات
3 شخصيات بداخلنا تتحكم في تصرفاتنا وردود أفعالنا
منوعات
نصف سكان العالم رحلتهم إلى السعودية لا تستغرق 6 ساعات
آخر الأخبار
أسهم وبورصة
تراجع أسعار الذهب والمستثمرون يترقبون مؤشرات المركزي الأميركي
رياضة
رئيس ريال مدريد يبحث عن رونالدو جديد في مانشستر يونايتد
أخبار وتقارير اقتصادية
موجة الذكاء الاصطناعي تشعل التحالف بين كبرى الشركات
متابعات
وثيقة سودانية تقترح هدنة شهرين وجيشا موحدا
متابعات
أمام “تيك توك” 6 أشهر ساخنة في الولايات المتحدة
ثقافة
“اللعبة الخطرة” مسرحية ساخرة من واقع أثرياء الحرب السورية
آراء
أنس بن فيصل الحجي
من مهد الرأسمالية… إلى مهد الاقتصاد المخطط
مصطفى النعمان
السلام الضائع
أنوشه عاشوري
شهادة سجين إيراني – بريطاني سابق: كنت رهينة
نبيل فهمي
رصيف بحري أميركي في غزة… فوائده وأخطاره
طوني فرنسيس
إيران تخوض حرب الملاحة الدولية
عبد الله علي إبراهيم
عشنا الحرب وغاب المعنى