ورت إلى دمج الصوت والصورة معًا. ثم وصل إلى المرحلة التي تعتمد على الاتصال بين المعلمين والطلاب، ثم إلى أن انتهى مفهوم تكنولوجيا التعليم في الوقت الحالي إلى ما هو عليه الآن. حيث يعتمد على دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية. وفي هذا المقال سنتعرف على مفهوم تكنولوجيا التعليم، وسنتطرق إلى الحديث عن مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم بالتفصيل.
مفهوم تكنولوجيا التعليم

يشير مفهوم تكنولوجيا التعليم إلى استخدام الأدوات والتقنيات الحديثة في تسهيل وصول المعلومات والتواصل بين جميع الأطراف في العملية التعليمية. كما يستخدم مصطلح تكنولوجيا التعليم للدلالة على العديد من البرامج والتطبيقات والأجهزة المتعلقة بالتدريس بشكل كبير يتزايد في المدارس والجامعات.

وتستخدم التكنولوجيا في التعليم لتحقيق العديد من الأهداف التعليمية. وهي توفير بيئة تعليمية متطورة وممتعة بعيدًا عن أسلوب التعليم التقليدي الذي يقتصر على تلقين المعلومات. بالإضافة إلى تحفيز الطلاب وجذب انتباههم وبالتالي زيادة تفاعلهم وانتاجيتهم وتحسين قدراتهم ومهاراتهم.

وتُعرّف اليونسكو مفهوم تكنولوجيا التعليم بأنها عملية منهجية لتصميم العملية التعليمية ومن ثم تطبيقها وفق أهداف محددة سلفًا. وهي نتاج بحث في مجال التعليم والاتصال البشري، باستخدام الوسائل البشرية وغير البشرية، من أجل تحسين كفاءة وفعالية التعليم، وهو تعريف يشمل كل منهجية تقنية تعليمية.

يعرّف هاينك تكنولوجيا التعليم من أساسين مهمين: التطبيق المنهجي للمعرفة وتعريف اليونسكو. وإنه يبتعد تمامًا عن النظرية التربوية عندما يعرّف تكنولوجيا التعليم، وهي ممارسة شائعة بين المعلمين، لكنه يحولها إلى ممارسة فعالة وناجحة توفر المواد العملية للطلاب وإمكانية الوصول إليها والتفاعل معها بطريقة مبسطة وعملية.
مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم

تعددت مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم، على سبيل المثال:
1. التعليم البصري

وهي بداية أحد المراحل في تطوير مفهوم تكنولوجيا التعليم، ويتم من خلالها استخدام الوسائل التعليمية في تعليم الطلاب المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة. وقد استخدم المصريون قديماً الوسائل التعليمية المختلفة مثل الحجارة والحصى والنقش لتعليم المهارات الأساسية للطلاب. وكانت هذه الوسائل التعليمية المستخدمة في عملية التعلم، وسائل مرئية تعتمد على حاسة البصر في توصيل المعلومات للطلاب.

حيث يمكن من خلال حاسة البصر اكتساب القدرات والمهارات بنسبة كبيرة. والتعليم البصري يعتمد على استخدام الوسائل التعليمية المرئية في توصيل المعلومات للطلاب بسهولة وترسيخها في أذهانهم. حيث في هذه المرحلة تم الإعتماد على الوسائل البصرية مثل الرسوم المتحركة، وبعد ذلك تم دمج الصوت مثل الأفلام الصوتية.
2. التعليم السمعي والمرئي

في هذه المرحلة لم يقتصر التعليم على حاسة البصر، بل تم دمج الصوت في الوسائل التعليمية. حيث لا يمكن من خلال حاسة البصر وحدها توصيل المعلومات لكافة فئات الطلاب. فعلى سبيل المثال، المكفوفين لا يستطيعون التعلم من خلال حاسة البصر وعليهم اللجوء إلى السمع، مما يؤدي إلى ظهور مصطلح التعليم السمعي والبصري الذي يعتمد بشكل أساسي على التأثير المشترك لحاستي السمع والبصر في العملية التعليمية.

حيث أكد العلماء في هذه المرحلة مدى تأثير السمع والبصر معًا في تعزيز وصول المعلومات إلى الطلاب والعمل على إدراكها بصورة جيدة في عقول الطلاب.
3. مفهوم الاتصال

تعتمد هذه المرحلة على التفاعل والاتصال بين المعلم والطلاب داخل الفصل الدراسي، ويكون الهدف من الاتصال هو نقل المعرفة والمعلومات إلى الطلاب والنقاش مع المعلمين حول المواضيع المطروحة من خلال الوسائل التعليمية من أدوات ومعدات وأجهزة كمبيوتر وشبكات إنترنت. وأدت هذه المرحلة إلى تطوير المفاهيم النظرية حول تكنولوجيا التعليم. ويمثل المعلم في هذه المرحلة بالعنصر المرسِل، والطلاب العنصر المستقبل. بينما الأدوات والتقنيات التعليمية تكون وسيط بين العنصرين لنقل المعلومات من المرسِل إلى المستقبل.
4. مفهوم النظم

بدأ الاتجاه إلى الوسائل التعليمية ومفهوم تكنولوجيا التعليم من هذه المرحلة من خلال نهج النظم، وهو جزء لا يتجزأ من تكامل الأنظمة في العملية التعليمية. ويتم استخدام تكنولوجيا التعليم في هذا المفهوم لتحقيق العديد من الأهداف التعليمية المحددة وفق خطة مسبقة، مع مراعاة اختيار الوسائل التعليمية ضمن معايير محددة تتناسب مع تحقيق أهداف تكنولوجيا التعليم. وهو مفهوم يشمل التعليم المنظم، ويعتمد على رؤيته للتعليم من خلال العناصر المنظمة والمتكاملة فيما بينها، لتحقيق الأهداف المشتركة لكليهما.
5. مرحلة العلوم السلوكية

في بداية هذه المرحلة، يعتمد الأمر على شخصية الطالب والأحداث المحيطة به، وكذلك البيئة التعليمية نفسها، والتي لها تأثير كبير على التعليم، ولكن مؤخرًا استخدام الأدوات الداعمة التي تطور وتعزز عملية التعلم بالإضافة إلى التدريب ومراعاة جميع الشروط.
6. مفهوم تكنولوجيا التعليم

وهي آخر مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم، ونتج عنها المفهوم الحالي المتعارف عليه لتكنولوجيا التعليم، الذي من خلاله يعرّف العلماء تكنولوجيا التعليم بأنها عملية الممارسة الأخلاقية التي تعزز العملية التعليمية وتعزز أداء التدريس وأنماط التعلم، من خلال الاستخدام والابتكار والإدارة والموارد الملائمة للعملية التعليمية.

أقرأ المزيد: تكنولوجيا التعليم الأسس والتطبيقات ودورها في الخطة التعليمية
أسئلة شائعة

ما هو مفهوم تكنولوجيا التعليم؟

التكنولوجيا التعليمية هي عملية تكاملية تعتمد على تطبيق الهياكل العلمية والمعرفية حول التعلم البشري واستخدام موارد التعلم البشرية وغير البشرية، مع التركيز على أنشطة وشخصيات المتعلمين، باستخدام نهج النظم لتحقيق الأهداف التعليمية والتواصل من أجل تعلم أفضل.

ما هي الاتجاهات الحديثة في تقنيات التعليم؟

تتجه تكنولوجيا التعليم في الوقت الحالي نحو التعلم التكيفي، وهو التعلم القائم على استجابات الأفراد العاملين. ومع هذا النوع من التعليم، يتم تقديم المحتوى بعدة طرق مختلفة، اعتمادًا على كيفية استجابة الموظفين له، كماً ونوعاً.
الخلاصة

في الختام، يمكن القول أن مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم متنوعة على مدى العصور المختلفة، كان التركيز في البداية محصوراً بالمواد التعليمية، ثم استخدام الوسائل التعليمية، ثم

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG