من المعروف أن الإلحاد هو إنكار وجود الله،واعتبار الكون وُجد هكذا بلا خالق أو مدبر له، بل يرى بعضهم أن في الكون مادة أزلية أوجدته وهي خالق ومخلوق في آن واحد، فالإلحاد له مظاهر عديدة و تاريخ طويل،تتمثل بعض هذه المظاهر في العلمانية والداروينية وغيرها من النظريات التي تجعل من المادة أساس لهذا الكون،و كما قولت لك من قبل للإلحاد شبهات كثيرة وردت و تم الرد عليها و بيان بطلانها، ولا يسعني في هذا المقال سوى أن أعرض لك نظرية دارون الإلحادية و بيان بطلانها..
لقد عرض دارون نظرية تُبين تاريخ الإنسان وتوضح نشأته وتطوره،يقول فيها بالتطور العشوائي للكائنات الحية إلى أن وصلت إلى طور الإنسان،و قد أثبت العلم الحديث مدى بطلان قول دارون بأن الكائنات الحية معقدة جداً لا يمكن أن نفسرها بالنشوء العفوي،إلا أن الملحدين تمسكوا بأقوالهم وقالوا أن الخلق العشوائي للكائنات يحدث من الإنتقال من البسيط جداً إلى المعقد، وأن الإنسان نشأ من هذا التطور الطبيعي وأن وجوده بفضل الطبيعة التي أوجدته ليعيش فيها ويتناسب مع هذا البناء الطبيعي،فكلما كان الكائن الحي لديه القدرة على التكيف مع الطبيعة كلما كان أكثر رُقي وتقدم،أما الكائنات التي لا تتكيف مع الطبيعة فلا تبقى بل تفنى وتنقرض،فإنك تجد نفسك من خلال هذه النظرية الداروينية أمام إلحاد تام،أمام فكر يجعل من الإنسان حيوان،فبعد أن كرم الله الإنسان وسخر له الكون أجمع تأتي مثل هذه النظريات تجعل من الإنسان منزلة في احط المنازل وتجعله يتساوى مع الحيوانات التي لا تعقل ولا تفهم،فإي عقل يقبل ذلك؟! لا أدري..
في حين أن الصحيح و الأكرم أنه كما جاء في الشرع أن الله خلق آدم من سلالة من طين وخلقه على أطوار،و أن جميع أفراد العالم من أب واحد وهو آدم، فالله خلقنا من طين و سنعود مرة أخرى إلى التراب،ثم إنك بالنظر ربما تجد تشابه تشريحي في معظم الأنواع والفصائل وهذا لا يعني سوى شيء واحد،هو أن الخالق لجميع الكائنات إله واحد، مثل المخترع الذي يصنع عربة وقطار ربما تشابهت الفكرة في بعض الجوانب لكن لا يعني ذلك أن العربة هي القطار، بل يعني أن الصانع واحد،هكذا هي الفكرة ولله المثل الأعلى، وهذا رد قوي على زعم دارون بأن النظام التشريحي واحد في جميع الكائنات ولكنها تكيفت مع البيئة التي عاشت فيها و أخذت تتطور شيئاً فشيئاً إلى أن وصلت إلى نظام التشريحي الخاص بالإنسان..