المنع و العطاء:

إن لله عطايا لا حصر لها، قال تعالى: “و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..”، فقد أخرج الله من بطون الأرض زرعاً مختلف الألوان، و أنزل من السماء المطر لينبت الزرع و يُحيي الأرض بعد موتها، و أعطانا من كل شيء، فلا حد لعطاؤه ولا ممسك له، و قد خلقنا طبقات و أراد منا الصبر على ما خُلقنا عليه، فالله قادر أن يُغني الفقير في غمضة عين و قادر أن يُفقر الغني في لمح البصر، و لكن لا يفعل ذلك إلا لحكمة، فلربما لو أعطى الفقير لبغى في الأرض الفساد، و لو لم يُعطي الغني لضل الطريق، لذلك هو أعلم بعباده و ينزل الرزق لهم بقدرٍ معلوم، فلا تظن يوماً أن الله عندما منع عنك كان ظلم و العياذ بالله، أو منع عنك عجز منه و العياذ بالله، اقرأ معي هذا الحديث القدسي الذي يقول فيه الله عز وجل: “يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جِنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر”

 

يقول “ابن عطاء السكندري”: “ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء”

 

أتظن بعد ذلك أن إله بهذه القدرة و العظمة تعجزه مساءلتك؟!، فلا  والله، سبحانه و تعالى عز ملكه وتبارك اسمه لا يعجزه شيئاً في الارض ولا في السموات، فلو أنك أنعمت النظر لوجدت أنه لابد من وجود حكمة في ذلك تظهر لك عندما ترضى بما قدره الله، ربما تظهر عاجلاً او آجلاً لكنها ستظهر حتماً مع الوقت..

 

كل الفتن والبلاء بسبب المنع والعطاء:

خلال الأيام السابقة شغلتني فكرة البحث عن السبب أو البذرة الأولى وراء الفتن و البلاء، و بعد فترة من إمعان النظر وجدت أن المنع و العطاء من أكثر الأشياء سبباً وراء الفتن و الضلال، فالكثير يتعجل ويستسهل ولا يرى حكمة الله في منعه، و بسبب عدم صبره  وسخطه يحيد عن الطريق المستقيم ويترك ما عزم عليه و يذهب إلى طرق آخرى لا تناسبه ولا تنفعه بل ربما فيها كل الضرر، و كل ذلك بسبب أنه يريد الشيء في التو و الحال ولا يريد أن يصبر و يتأنى و يرى حكمة الله.

فالوقت أمر في غاية الأهمية في مساءلة العطاء، فربما تكون غير مؤهل لعطاء الله في تلك الفترة و يريد الله أن يدخر لك أضعاف ما تطلب في وقت آخر تكون على إستعداداً له، و لكنه الإنسان دائماً عجول وبسبب استعالجه كثيراً ما يسقط في اختبار الله له ويُفتتن و يضل الطريق.

 

و في ذلك يقول “ابن عطاء السكندري”: “لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء_ موجباً ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختار لنفسك و في الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد”

 

كما إنك تجد في الناحية الأخرى أُناس ضلوا الطريق بسبب العطاء،و سقطوا في الاختبار، فقد أعطاءهم الله كثيراً لكنهم للأسف لم يستخدموا عطاء الله لهم جيداً فضلوا به و أضلوا غيرهم و كان عطاءهم سبب للفتنة و الضلال عن الطريق الصحيح المعتدل.

أما الذين فازوا في الاختبار هم المعتدلون الذين يعلمون أن لله حكم في العطاء و المنع، فعندما يعيطهم يستخدموا عطائه بطريقة معتدلة صحيحة فلا ضلال ولا فتن، وعندما يمنع عنهم يصبروا ويعلموا أن وراء هذا المنع حكمة و يزدادوا تقرباً لله مع الثبات فلا ضلال ولا فتن، جعلنا الله من هولاء، آللهم آمين.

إذاً معظم أسباب الفتن كانت تكمن في المنع و العطاء فعليك إنعام النظر أيها القارئ الكريم لكي تتجنب هذه الفتن.

 

المسؤلية على قدر العطاء:

من المعروف أن لكل عطاء مسئولية، فكلنا سنُحاسب يوماً ما عن كل ما مكنا الله منه في هذه الحياة، فالعطاء مُقدر بالمسئولية و على قدر عطاء الله لك تزداد المسئولية التي على عاتقك، فنرجع من خلال هذه اللفتة إلى الربط بين المسئولية و منع الله، فلربما كان منع الله لك بسبب أن الله يعلم كون هذا الأمر مسئولية كبيرة عليك في ذلك الوقت، فمنع عنك الإجابة في ذلك الوقت إلى أن يشتد عودك و  تكون قادراً عليه في وقت لاحق، لذلك عليك أن تعلم ان العطاء لا يكون هكذا بلا قيد ولا شرط، بل على قدر العطاء و عظمته تزداد مسئوليتك.

 

و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي تحدثنا فيه عن الحكمة من المنع و العطاء و أنهما سببا الفتن و البلاء و عن المسئولية التي تزداد بزيادة العطاء، و ارجو من القراء الكرام أن يكونوا تأثروا بحديثنا و لو بشيئاً قليلاً و أن يطبقوا ذلك الكلام على أنفسهم قدر الإمكان، و إلى اللقاء في مقال آخر و تدوينة آخرى، تحياتي.

 

 

 

 

المنع و العطاء:

 

إن لله عطايا لا حصر لها، قال تعالى: “و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..”، فقد أخرج الله من بطون الأرض زرعاً مختلف الألوان، و أنزل من السماء المطر لينبت الزرع و يُحيي الأرض بعد موتها، و أعطانا من كل شيء، فلا حد لعطاؤه ولا ممسك له، و قد خلقنا طبقات و أراد منا الصبر على ما خُلقنا عليه، فالله قادر أن يُغني الفقير في غمضة عين و قادر أن يُفقر الغني في لمح البصر، و لكن لا يفعل ذلك إلا لحكمة، فلربما لو أعطى الفقير لبغى في الأرض الفساد، و لو لم يُعطي الغني لضل الطريق، لذلك هو أعلم بعباده و ينزل الرزق لهم بقدرٍ معلوم، فلا تظن يوماً أن الله عندما منع عنك كان ظلم و العياذ بالله، أو منع عنك عجز منه و العياذ بالله، اقرأ معي هذا الحديث القدسي الذي يقول فيه الله عز وجل: “يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جِنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر”

 

 

يقول “ابن عطاء السكندري”: “ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء”

 

 

أتظن بعد ذلك أن إله بهذه القدرة و العظمة تعجزه مساءلتك؟!، فلا  والله، سبحانه و تعالى عز ملكه وتبارك اسمه لا يعجزه شيئاً في الارض ولا في السموات، فلو أنك أنعمت النظر لوجدت أنه لابد من وجود حكمة في ذلك تظهر لك عندما ترضى بما قدره الله، ربما تظهر عاجلاً او آجلاً لكنها ستظهر حتماً مع الوقت..

 

 

 

كل الفتن والبلاء بسبب المنع والعطاء:

 

خلال الأيام السابقة شغلتني فكرة البحث عن السبب أو البذرة الأولى وراء الفتن و البلاء، و بعد فترة من إمعان النظر وجدت أن المنع و العطاء من أكثر الأشياء سبباً وراء الفتن و الضلال، فالكثير يتعجل ويستسهل ولا يرى حكمة الله في منعه، و بسبب عدم صبره  وسخطه يحيد عن الطريق المستقيم ويترك ما عزم عليه و يذهب إلى طرق آخرى لا تناسبه ولا تنفعه بل ربما فيها كل الضرر، و كل ذلك بسبب أنه يريد الشيء في التو و الحال ولا يريد أن يصبر و يتأنى و يرى حكمة الله.

 

فالوقت أمر في غاية الأهمية في مساءلة العطاء، فربما تكون غير مؤهل لعطاء الله في تلك الفترة و يريد الله أن يدخر لك أضعاف ما تطلب في وقت آخر تكون على إستعداداً له، و لكنه الإنسان دائماً عجول وبسبب استعالجه كثيراً ما يسقط في اختبار الله له ويُفتتن و يضل الطريق.

 

 

banner

 

و في ذلك يقول “ابن عطاء السكندري”: “لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء_ موجباً ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختار لنفسك و في الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد”

 

 

كما إنك تجد في الناحية الأخرى أُناس ضلوا الطريق بسبب العطاء،و سقطوا في الاختبار، فقد أعطاءهم الله كثيراً لكنهم للأسف لم يستخدموا عطاء الله لهم جيداً فضلوا به و أضلوا غيرهم و كان عطاءهم سبب للفتنة و الضلال عن الطريق الصحيح المعتدل.

 

 

أما الذين فازوا في الاختبار هم المعتدلون الذين يعلمون أن لله حكم في العطاء و المنع، فعندما يعيطهم يستخدموا عطائه بطريقة معتدلة صحيحة فلا ضلال ولا فتن، وعندما يمنع عنهم يصبروا ويعلموا أن وراء هذا المنع حكمة و يزدادوا تقرباً لله مع الثبات فلا ضلال ولا فتن، جعلنا الله من هولاء، آللهم آمين.

 

 

إذاً معظم أسباب الفتن كانت تكمن في المنع و العطاء فعليك إنعام النظر أيها القارئ الكريم لكي تتجنب هذه الفتن.

 

 

المسؤلية على قدر العطاء:

 

من المعروف أن لكل عطاء مسئولية، فكلنا سنُحاسب يوماً ما عن كل ما مكنا الله منه في هذه الحياة، فالعطاء مُقدر بالمسئولية و على قدر عطاء الله لك تزداد المسئولية التي على عاتقك، فنرجع من خلال هذه اللفتة إلى الربط بين المسئولية و منع الله، فلربما كان منع الله لك بسبب أن الله يعلم كون هذا الأمر مسئولية كبيرة عليك في ذلك الوقت، فمنع عنك الإجابة في ذلك الوقت إلى أن يشتد عودك و  تكون قادراً عليه في وقت لاحق، لذلك عليك أن تعلم ان العطاء لا يكون هكذا بلا قيد ولا شرط، بل على قدر العطاء و عظمته تزداد مسئوليتك.

 

 

 

و إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا اليوم الذي تحدثنا فيه عن الحكمة من المنع و العطاء و أنهما سببا الفتن و البلاء و عن المسئولية التي تزداد بزيادة العطاء، و ارجو من القراء الكرام أن يكونوا تأثروا بحديثنا و لو بشيئاً قليلاً و أن يطبقوا ذلك الكلام على أنفسهم قدر الإمكان، و إلى اللقاء في مقال آخر و تدوينة آخرى، تحياتي.

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG