ند الحديث عن الشيعة لابد لنا من الرجوع بالتاريخ قليلاً،و ذلك لأن بداية ظهور الشيعة كانت بسبب أمور تتعلق بالخلافة و الإمامة في عهد سيدنا “علي بن أبي طالب رضي الله عنه”،و الخلاف الذي وقع بينه و بين “معاوية” بسبب قتل الخليفة “عثمان بن عفان رضي الله عنه”،حيث أراد “علي” المبايعة و عدم أخذ الثأر لعثمان حالياً،و أراد “معاوية” و من معه أخذ الثأر في التو و الحال من قتلة عثمان،و التف حول “معاوية” فئة كبيرة تنصره،و التف حول “علي” فئة كبيرة تنصره،و كانت الشيعة هي هذه الفئة التي التفت حول “علي”،لكن مع الوقت كثر في داخلهم الفتن و تم تحويل الإعتقاد تماماً،إلى أن أصبحوا أصحاب إعتقاد يجعل لهم دين جديد، و أول من قال بهذه المعتقدات “عبدالله بن سبأ” اليهودي، و ظلت هذه الأقوال مجرد إشاعات تُقال في عهد “علي رضي الله عنه”و يتم نفيها،إلى أن أصبحت مع مرور الوقت و كثرة ترديدها،أصبحت إعتقادات أصيلة في المذهب الشيعي الذي يوجد اليوم،و هذه كانت نبذة بسيطة عن نشأة الشيعة،فلو أننا تركنا العنان لأنفسنا في الحديث لكنا في حاجة إلى صفحات طويلة،لكني لا أريد أن اُطيل على القارئ الكريم حتى لا يمل،و الآن نذهب لبيان أهم معتقدات المذهب الشيعي اليوم.
banner
معتقدات الشيعة و ما وصلت له:
بعد مراحل طويلة مرت بها الشيعة،و فرق كثيرة كثرت إليها الشيعة،فإن أهم فئة تجمع معظم أقوال و معتقدات الشيعة،هي الفئة المعروفة على الساحة اليوم “الإثنى عشرية ” أو ” الإمامية” و لها أسماء كثيرة لكن هذه أشهر الاسماء،و هم يعتقدون أن الإمام الثاني عشر سوف يظهر في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلاً،و هم يرون أنهم خاصة الناس و ما دونهم عوام لا تُذكر،و أهم معتقداتهم هي كالآتي:
قولهم في الإمامة: إن أول شيء يلفت النظر في معتقدات الشيعة قولهم في الإمام و الأئمة،فهم يوالون أهل البيت،و المراد بأهل البيت،ليس أهل بيت رسول الله صل الله عليه و سلم ،إنما يريدون أهل بيت “علي رضي الله عنه” فهم يحصرون الإمامة في علي و أولاده و هم إحدى عشر إمام و الثاني عشر هو الإمام المهدي المنتظر،فهم يرون أنهم أحق الناس بعلي،و من شدة حبهم لعلي يمدحونه و يمجدونه و يصل بهم الحال إلى أنهم يكفرون كل من لم يؤمن بما يؤمنون به،و أننا نجد لديهم أحاديث موضوعة و روايات مكذوبة كل ذلك من أجل تمجيد علي و أولاده من بعده، مثلاً تجدهم يقولون في بعض رواياتهم: “حبنا إيمان و بغضنا كفر”..
قولهم في عصمة الأئمة: يصل بهم الحال إلى أنهم ينزلون الأئمة في مكانة أبعد من الرسل و الأنبياء،بل يرون أن الأئمة أفضل من الملائكة،بل قد يساون بينهم و بين الله عز وجل،و نحن هنا لا نُعلق و كيف لنا أن نُعلق على أقوال و معتقدات تصل إلى حد تسوية البشر بالله!!
قولهم في الصحابة رضوان الله عليهم:لا يمكن لأي إنسان مسلم أن يقبل القول بكفر الصحابة الذين قد بشرهم الله بالجنة و كانوا أكثر الناس قرباً من الرسول صل الله عليه و سلم،و قد عملوا على إعلاء كلمة الدين و نشرها في مختلف بقاع الأرض،ثم بعد ذلك يأتي من يدعون حبهم إلى أهل البيت و يكفرون الصحابة!،فإن عقيدة الشيعة في الصحابة تدور حول القول بكون الجميع قد أرتد عن الإسلام بعد الرسول صل الله عليه و سلم،ما عدا ثلاث فقط،ثم تجدهم في روايات أخرى يقولون أن الجميع قد أرتد،فهم يكفرون الصحابة و بالأخص الخلفاء الثلاث أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم…
قولهم في التقية: التقية عندهم تعني الكتمان و عدم التصريح بما في النفوس من أقوال و معتقدات خشية من الضرر،و هم يرون أن التقية فرض و من لم يكن صاحب تقية فهو ليس شيعي،أي مذهب هذا الذي يدعو صراحة إلى الكذب و النفاق؟!
قولهم في البداء:و هو يعني العلم بعد الجهل،و للأسف بعد كل هذه المعتقدات السابقة لا نستغرب من قولهم ذلك في حق الله عز وجل،فهم يقولون بالبداء في حق الله،اي أن الله أصبح عالماً ببعض الأمور التي كانت خفية عنه و العياذ بالله..
كانت هذ أهم الأمور التي تدور حولها عقيدة الشيعة،و التي أردنا توضيحها بشكل موجز غير مُخل،و نرجو أن نكون قد قدمنا إلى قراءنا معلومات وفيرة ذو فائدة عديدة..
و إلى هنا نصل لنهاية مقالنا اليوم،و إلى لقاء آخر و تدوينة أخرى بمشيئة الله.
المصادر و المراجع:
1_التشيع نشأته و مراحل تكوينه،أ.د.أحمد بن سعد حمدان الغامدي،1431هجرياً،2010م.
2_دراسة حول فرقة الشيعة،عصماني خالد،دكتور:إبراهيم بن فهد الودعان.