ن إنشاء تصميم جيد دون فهم مبادئ التصميم، لكن لا شك أن الوصول إلى تصميم يجمع بين المظهر الجيد وتجربة المستخدم المثالية يكلف كثيرًا من التجارب والأخطاء.

 

عند الحديث عن مبادئ التصميم فإن من أكثر النقاط جدلًا تحديد العدد الفعلي لهذه المبادئ (هل هي خمسة أم سبعة أم عشرة؟)، ثم تحديد المبادئ التي يجب ضمها إلى هذه المجموعة التي تمثل أساسيات التصميم؟

 

إذا بحثنا في جوجل عن “principles of design”، ستظهر في النتائج مقالات تتحدث عما يتراوح من خمسة إلى أكثر من اثني عشر مبدأً مستقلًا للتصميم البصري، وحتى تلك التي تتفق في العدد ليس بالضرورة أن تتفق في ماهية المبادئ التي تدرجها ضمن هذه المجموعة.

 

في الواقع، هناك ما يقارب اثني عشر مبدأً أساسيًا للتصميم يحتاج المصممون المبتدئون والمحترفون على حدٍّ سواء إلى مراعاتها عند العمل على مشاريعهم؛ يضاف لها حوالي اثني عشر مبدأً “ثانويًا” للتصميم والتي تُعَد أحيانًا أساسية (مثل مبادئ جشتالت وأسلوب الخط واللون والتأطير).و فيما يلي شرح وتوضيح لأهم مبادئ التصميم.

مبادئ التصميم البصري الأساسية

 

كما ذكرنا آنفًا، لا يوجد إجماع حقيقي في مجتمع المصممين حول المبادئ الأساسية للتصميم، لكن المبادئ الاثني عشر التالية للتصميم البصري هي الأكثر تكرارًا في المقالات والكتب المتعلقة بالموضوع.

التباين

 

أكثر شكاوى المصمم على ملاحظات العملاء تدور حول العميل الذي يقول أن على التصميم أن يكون بارزًا أكثر، فهو يبدو للمصمم مصطلحًا غير محدد، لكن ما يقصده العميل غالبًا هو الحاجة إلى المزيد من التباين في التصميم.

 

يشير التباين إلى مدى اختلاف العناصر في التصميم، وخصوصًا المتجاورة منها، فهذا الاختلاف يجعل العناصر أكثر بروزًا. بالإضافة لذلك فإن التباين جانب مهم جدًا من أجل إمكانية وصول التصميم، فقلة التباين قد تؤدي إلى تعذر قراءة المحتوى النصي، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل وإعاقات بصرية.

 

02 تباين جيد

 

يُعَد موقع Parabola نموذجًا رائعًا لمبادئ التصميم من خلال تصميمه عالي التباين

التوازن

 

يحمل كل عنصر ومبدأ للتصميم (أسلوب الخط والألوان والصور والأشكال والأنماط، إلخ) وزنًا بصريًا؛ بعض هذه العناصر ثقيلة الوزن البصري وتجذب العين، بينما بعضها الآخر أخفّ، لكن يجب أن يعطي توزيع هذه العناصر على الصفحة إحساسًا بالتوازن.

 

هناك نوعان أساسيان للتوازن: متناظر وغير متناظر؛ حيث يوزع التصميم المتناظر العناصر ذات الوزن المتكافئ على جانبي خط مركزي وهمي، في حين يوزع التصميم غير المتناظر عناصر مختلفة الوزن على جانبي خط غير مركزي بالنسبة للتصميم ككل.

 

03 توازن غير متناظر

 

يضفي التوزيع الذي يحيد قليلًا عن المركزية نوعًا من التوازن بين الصورة البارزة والكتابة المبسطة على موقع The Nue Co

التأكيد

 

يطبَّق التأكيد على أجزاء التصميم التي من المفترَض أن تكون أكثر بروزًا، أي أهم المعلومات التي يهدف التصميم إلى إيصالها.

 

04-التأكيد.png

 

تساعد العبارة كبيرة الحجم في موقع Clique على تأكيد شعاره

 

يمكن أيضًا استخدام التأكيد لإنقاص تأثير بعض المعلومات، ويتجلى ذلك على سبيل المثال في الكتابة بحجم صغير للعبارات الثانوية، فمثلًا تحمل الكتابة المصغرة المتموضعة بعيدًا في أسفل الصفحة وزنًا أقل بكثير من أي شيء آخر في التصميم، لذلك يقل التركيز عليها.

التناسب

 

التناسب هو أحد مبادئ تصميم الرسوميات الأسهل فهمًا، فهو ببساطة حجم العناصر بالنسبة لبعضها البعض. يساعد التناسب على الإشارة إلى العناصر المهمة وغير المهمة في التصميم، فالعناصر الأكبر أكثر أهمية من العناصر الأصغر.

 

مبدأ التناسب.jpg

 

 

 

الاختلاف التناسبي بين الكتابة الصغيرة والصورة الكبيرة مؤشر واضح على ترتيب أهمية العناصر على موقع Bluecated Interactive

التسلسل الهرمي

 

التسلسل الهرمي مبدأ آخر من مبادئ التصميم يرتبط مباشرةً بمدى قابلية محتوى الموقع للمعالجة بطريقة جيدة بواسطة المستخدمين، وهو مؤشر على أهمية العناصر في التصميم؛ فالعنصر (أو المحتوى) الأكثر أهميةً يجب أن يدل مظهره على مدى أهميته.

 

06 التسلسل الهرمي

 

يُنشئ موقع Grafill تسلسلًا هرميًا عبر كل من مخطط ترتيب العناصر (الجزء الأهم في الأعلى) والحجم (المحتوى الأهم أكبر حجمًا) وأسلوب الخط (العناوين أكبر من متن النص).

 

يتضح التسلسل الهرمي بسهولة باستخدام العناوين الرئيسية والفرعية في التصميم، إذ يجب إعطاء العنوان الرئيسي الأهمية الكبرى ليتمكن المستخدم من التعرف عليه مباشرةً على أنه العنصر الرئيسي في الصفحة، كما يجب تنسيق العناوين الفرعية وتحت الفرعية بطريقة توضح ترتيب أهميتها بالنسبة لبعضها البعض وكذلك بالنسبة للعنوان الرئيسي ولمتن النص.

التكرار

 

يُعَد التكرار طريقةً رائعةً لترسيخ الفكرة، كما أنه مفيد جدًا لتوحيد التصميم وجمع العديد من العناصر المختلفة. يمكن إجراء التكرار بعدة أساليب، مثل تكرار الألوان أو الخطوط أو الأشكال أو عناصر أخرى في التصميم.

 

على سبيل المثال، يراعي هذا المقال التكرار في تنسيق العناوين، فكل المبادئ التصميمية تحمل التنسيق نفسه، مما يدل القارئ على أنها جميعها متساوية في الأهمية ومتعلقة ببعضها البعض، فتناسق العناوين يوحد هذه العناصر في الصفحة.

 

07 التكرار

 

الصورة على الأيسر من موقع Type and Pixel نموذج رائع للتكرار في التصميم

التناغم

 

يمكن أن يضفي التباعد بين العناصر المتكررة شعورًا بالتناغم في المظهر، بما يشبه الإيقاع الذي تمنحه الفراغات بين النوتات في مقطوعة موسيقية. هناك خمسة أنواع أساسية للتناغم البصري يمكن أن يُنشئها المصممون:

 

عشوائي

منتظم

متناوب

متدفق

تدريجي

 

التناغم العشوائي ليس له نمط محدد يمكن تمييزه، أما التناغم المنتظم فيترك نفس المسافة بين العناصر دون تغيير. يتبع التناغم المتناوب بدوره مجموعةً من الأنماط المتكررة، فيكون هناك اختلاف في المسافات بين العناصر المتجاورة لكن بنمط متناوب (مثل النمط 1-2-3-1-2-3)، في حين يتبع التناغم المتدفق منحنيات مشابهة لتموُّج الكثبان الرملية أو تدفق الأمواج، وأخيرًا فإن التناغم التدريجي يتغير مع تقدمه، بحيث يضاف كل تغيير إلى التكرارات السابقة.

 

08-تناغم-عشوائي.png

 

ينشأ عن التباعد غير المنتظم بين الأشكال في خلفية موقع TheArtCenter تناغمٌ عشوائي

 

يمكن الاستفادة من التناغم في توليد عدة مشاعر، مثل الإثارة (خصوصًا في التناغم المتدفق والتدريجي) أو الطمأنينة، بالإضافة إلى دوره في توحيد النسق، ويتوقف ذلك على طريقة تطبيقه.

الأنماط

 

النمط ليس سوى تكرار لعدة عناصر تصميمية تعمل معًا، والمثال الأكثر انتشارًا الذي يألفه الكثير من الناس هو ورق الجدران ذي الأنماط المتكررة، لكن يمكن أن تشير الأنماط في التصميم أيضًا إلى مجموعة المعايير التي تحكم كيفية تصميم عناصر معينة. على سبيل المثال، التنقل العلوي هو نمط تصميمي يتفاعل معه أغلب مستخدمي الإنترنت.

المساحات البيضاء

 

المساحة البيضاء (وتعرف أيضًا بالمساحة السلبية) هي المساحة الفارغة من التصميم، أي تلك التي لا تحتوي على أي عنصر تصميمي.

 

يعتقد الكثير من المصممين المبتدئين أن عليهم ملء كل نقطة من المساحة المخصصة للتصميم، دون الانتباه لأهمية المساحة البيضاء، والتي في الواقع تخدم غايات كثيرة ذات أهمية في التصميم، على رأسها إعطاء “فسحة تنفس” لعناصر التصميم، بالإضافة إلى المساهمة في تسليط الضوء على جزء معين من المحتوى أو من التصميم.

 

تساعد المساحات البيضاء أيضًا على تسهيل تمييز عناصر التصميم، ولهذا السبب يكون النص أسهل قراءةً عند استخدام الحروف الصغيرة مع الكبيرة باللغة الإنجليزية (قياسًا باستخدام الحروف الكبيرة فقط)، فالحروف الصغيرة تكون محاطةً أكثر بالمساحة البيضاء، مما يسمح بتفسيرها بصورة أسرع.

 

10 المساحات البيضاء

 

تضفي المساحة البيضاء “فسحة تنفس” للنص البسيط والرسوم التوضيحية في موقع Jan Behne، كما تساهم في الحفاظ على جمالية التصميم المبسط

 

تستخدَم المساحة البيضاء في بعض الحالات لإنشاء صورة ثانوية قد لا تتضح مباشرةً للمشاهد، مما يساهم كثيرًا في إيصال العلامة التجارية بطريقة ممتعة للعملاء، والسهم الخفي في شعار شركة FedEx هو أحد الأمثلة على ذلك.

 

11 صورة ثانوية في الشعار باستخدام المساحة البيضاء

الانتقال

 

يشير الانتقال إلى الطريقة التي تتحرك بها العين فوق التصميم عند النظر إليه، إذ يجب على العنصر الأكثر أهميةً أن ينقل النظر إلى العنصر التالي الأكثر أهمية، وهكذا دواليك، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحديد الموضع (يقع النظر تلقائيًا على مناطق معينة من التصميم أولًا) والاستفادة من التأكيد وغيره من عناصر التصميم المذكورة أعلاه.

 

12 الانتقال

 

تساهم الصور والأرقام المائلة في مبدأ الانتقال بالنسبة لموقع Abby Stolfo

التنوع

 

يستخدَم التنوع في التصميم من أجل جذب الانتباه البصري، وبغيابه يصبح التصميم بسرعة رتيبًا ومملًا للمستخدم. هناك طرائق كثيرة يمكن من خلالها تحقيق التنوع، مثل الألوان وأسلوب الخط والصور والأشكال وأي عنصر آخر في التصميم.

 

مع ذلك فإن إضفاء التنوع ليس غايةً بحد ذاته بل وسيلة؛ فلا فائدة من التنوع إذا لم يوظَّف لتعزيز العناصر الأخرى من التصميم والتآزر معها من أجل تحقيق نتائج أكثر جمالية وإثارة للاهتمام، وبالتالي تحسين تجربة المستخدم.

 

13 التنوع

 

تتضمن خلفية موقع Kennard Lilly ألوانًا وأشكالًا مختلفةً لإثارة الاهتمام مع التأكيد في الوقت نفسه على محتوى العبارة المرفقة

الانسجام

 

لا شك أن الكثيرين منا قد صادفوا موقعًا إلكترونيًا أو تصميمًا آخر يبدو وكأنه تجميعٌ عشوائي للعناصر على الصفحة دون الاكتراث بمدى التوافق فيما بينها، وفي هذا السياق قد تتبادر إلى الأذهان مباشرةً إعلانات الصحف التي ربما تُستخدَم فيها عشرة أنواع من الخطوط معًا.

 

يشير الانسجام إلى مدى ملاءمة عناصر التصميم مع بعضها البعض، إذ يجب أن تكون هناك علاقة واضحة بين العناصر البصرية في التصميم. يساعد الانسجام على ضمان توصيل المفاهيم بطريقة واضحة ومتسقة، كما أن التصاميم المنسجمة جيدًا تبدو أكثر تنظيمًا وأعلى جودةً وأهميةً من التصاميم قليلة الانسجام.

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG