تعريف التكنولوجيا (Definition of technology )
يمكن تعريف التكنولوجيا على أنها ناتج توظيف المعرفة البشرية لتحقيق هدف معين عن طريق الاختراع. وبالتالي تبني فكرة تخدم البشرية ومن ثم الوصول إلى إنجاز هذه الفكرة عملياً. وبالتالي تحويلها إلى شيء ملموس باستخدام المعرفة والمعلومات المتاحة لدى البشر.
إذاً، تُعتبر التكنولوجيا أساس التطور البشري والطريق الذي قاد البشرية إلى الحداثة والاختراع وتسهيل الحياة البشرية وذلك عن طريق تقليل الجهد البشري واستغلال جهد الآلة لتنفيذ نفس العمل الذي يمكن أن ينجزه انسان طبيعي لكن بزمن أقل، وفي الكثير من الأحيان بكفاءة أكبر.
كما ترتبط التكنولوجيا بالكثير من مجالات الحياة، وكنتيجة يمكن أن نقول اليوم أنها أصبحت ترتبط بكل المجالات تقريباً. وذلك لأنها كانت مُقتصرة على الجانب العسكري أو التقني، بينما أصبحت اليوم أساساً موجوداً في كل منزل بدءاً من الضوء الذي ينير الغرفة وانتهاءً بالبيوت الذكية.
وبالتأكيد، لا يخلى أي انجاز بشري من الآثار الضارة، والتي يمكن وفي مجال التكنولوجيا حصراً تعتمد بشكل رئيسي على طريقة فهمنا واستخدامنا للتكنولوجيا.
دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية (The role of technology in our daily life)
في السنوات الأخيرة، ونتيجة للتطورات المتتالية التي حدثت، أصبحت نتائج التطور أساساً في حياتنا اليومية سواء اعترفنا بذلك أم لا، ولذلك سوف نذكر بعض النواحي التي أثرت فيها التكنولوجيا بنا:
تسهيل التواصل الاجتماعي (Facilitate social communication)
عندما تستطيع الاتصال بأي شخص تحتاجه في أي وقت وفي أي زمانٍ كان، عندها نستطيع أن نقول أن التطور التكنولوجي سهل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، واختصر المسافات حتى جعلها غير موجودة من الناحية النظرية.
بغض النظر عن الاتصال عبر المكالمة الهاتفية، هناك العديد من طرق التواصل عبر الانترنت التي توفرها كل تطبيقات التواصل الاجتماعي حالياً. منها واتس آب (WhatsApp)، مسنجر (Messenger)، وغيرها الكثير.
كذلك ظهرت العديد من التطبيقات في الآونة الأخيرة التي جعلت عملية عقد الاجتماعات والمؤتمرات ومناقشة المحاضرات عبر الانترنت أمراً سهلاً جداً. حيث أصبح كل ما تحتاجه هو جهاز حاسوب أو هاتف محمول، بالإضافة إلى تحميل التطبيق على هذا الجهاز!
كان من أشهر هذه التطبيقات تطبيق زوم (Zoom).
اختصار الوقت عبر استخدام الآلة (Reducing time by using the machine)
الأثر الأكثر وضوحاً لاستخدام التكنولوجيا هو استخدام الآلة التي وظفت التكنولوجيا لتقليل الجهد واختصار الوقت. وكان ذلك عن طريق جعل الآلة تقوم بنفس المهمة التي يقوم بها الانسان بزمن أقل وجودة أكبر.
قد تعتقد أننا نقصد بالآلة الروبوتات والبيوت الذكية والاختراعات المعقدة، ولكن الأمر أقرب بكثير. فجهاز الخلاط والفرن الكهربائي وحتى هاتفك المحمول الذي تحمله بين يديك الآن، هي أقرب الأمثلة لتسهيل التكنولوجيا لحياة الانسان.
تسهيل عملية التسوق (Facilitate the shopping process)
قد يعاني الكثير من الأشخاص من عدم امتلاك الوقت الكافي للتسوق، وقد يعاني كبار السن من صعوبة الذهاب للتسوق.
لذلك قامت التكنولوجيا بحل هذه المشكلة عن طريق توفير التسوق عبر الانترنت، والذي اتخذ أشكال عدة منها التسوق عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتسوق عن طريق تطبيق خاص بالمحل التجاري (مثل التطبيقات الخاصة بمطاعم الوجبات السريعة).
كذلك لا ننسى مواقع البيع بالتجزئة والتي توفر سوق كامل عبر الانترنت مثل موقع أمازون Amazon)).
تسهيل عملية الوصول للمعلومات (Facilitate access to information)
يقول ستيف هارفي (مدرب تنمية بشرية):
عندما كنت في أعماركم وأردت الحصول على معلومة، كان يجب عليّ الذهاب إلى المكتبة، الذهاب إلى فهرس البطاقات وسحبه لفتحه، والعثور على الكتاب، العثور على الرقم والصعود إلى المصعد، الذهاب إلى الصف والعثور على دفتر الأرقام، والحصول على الكتاب. وستكون محظوظاً إذا لم يقم أحدهم بتمزيق الصفحة التي أردتها…
ولو أردت معرفة معلومات عن الفيلة يمكنك شراء موسوعة بها صفحتين عن الفيلة وهذا كل ما ستحصل عليه!
أما اليوم… لديكم جميعاً غوغل!
ليس فقط غوغل، لدينا كل أنواع التطبيقات والمواقع وكذلك الكتب الالكترونية التي تمكنك من الوصول إلى أي معلومة في أي وقت، لذلك علينا حقّاً أن نكون شاكرين لهذه النعمة.
تسهيل الأعمال (Business facilitation)
كما ذكرنا من قبل العديد من التطبيقات عبر الانترنت أصبحت توفر إمكانية عقد الاجتماعات والمؤتمرات عن بعد. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يساهم تسهيل التواصل الاجتماعي عن بعد في تسهيل إدارة الأعمال.
كما أصبح لدينا العديد من التطبيقات التي تُستخدم لإدارة المهام (مثل تطبيق نوشن Notion) والتي تهدف لتسهيل عمليات التنظيم والإدارة. ولا ننسى التطبيقات التي تدعم الخدمات السحابية لدعم العمل المشترك (مثل Google Drive) والتطبيقات التي تدعم تقنية BIM (مثل التطبيقات الهندسية وأشهرها تطبيق ريفيت Revit).
متابعة الأمور الصحية (Follow up on health matters)
حيث انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات عبر الانترنت تراقب صحة الانسان وذلك عن طريق قياس العديد من المؤشرات الصحية لدى الانسان.
كذلك التطبيقات التي تعمل كمدرب رياضي خاص التي بإمكانها تزويدك بتدريبات رياضية يومية حسب حالتك الصحية. مثلها التطبيقات التي تحث على الرياضة بتوفير إمكانية تبديل عدد خطواتك أثناء المشي أو الركض بعملات رقمية (مثل تطبيق سويت كوين “Sweat Coin“).
أنواع التكنولوجيا (Types of technology)
الذكاء الاصطناعي (Artificial intelligence “AI”)
الذكاء الاصطناعي هو محاكاة للعقل البشري باستخدام الأنظمة والآلات والتقنيات لأداء مهام عالية المستوى يتطلب أدائها ذكاءً بشرياً.
من أشهر أمثلة الذكاء الاصطناعي “google assistant” الموجود على كل هاتف محمول.
تكنولوجيا المعلومات (Information Technology “IT”)
وتتضمن استخدام الأنظمة والآلات وأجهزة الكمبيوتر لتخزين المعلومات ومعالجتها وإرسالها واستعادتها متى نشاء. وبالتالي تسهيل وتبسيط عملية تخزين وتنظيم المعلومات.
من أهم تطبيقات تكنولوجيا المعلومات هي أجهزة الهاتف والراديو.
تكنولوجيا الفضاء (Space Technology)
هو المجال المختص بمساعدة العلماء على استكشاف الفضاء ومراقبة الأرض، إذاً يُستخدم هذا المجال في الملاحة والاتصالات. بالإضافة إلى الكثير من الأنشطة البشرية خارج الغلاف الجوي للأرض.
من أهم الأمثلة عن تكنولوجيا الفضاء هي الاتصالات عن طريق الأقمار الصناعية (مثل الاتصالات التي يقوم بها شرطة المرور والاتصالات العسكرية واتصالات الطوارئ من السفن والبواخر). كذلك الراديو وأنظمة GPS والتلسكوب.
تكنولوجيا الترفيه (Entertainment Technology)
هذا النوع هو النوع الأكثر تواجداً، وهو توظيف التكنولوجيا لتأمين وسائل الترفيه المختلفة سواء عن طريق الألعاب الالكترونية، أو التلفزيون، أو البث المباشر، أو غير ذلك.
من الأمثلة الشائعة حول استخدام التكنولوجيا للترفيه هي الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
تكنولوجيا الطب (Medical Technology)
وقد كان لها تأثير كبير في الحفاظ على حياة الأشخاص، وبالتالي هي الدليل الأكبر على كمية الثقة التي يمكن أن نضعها في التكنولوجيا.
يهدف توظيف التكنولوجيا في الطب إلى إجراء التقييمات الصحية والتشخيص، وإدارة الأمراض والعلاج منها، كما لها دور كبير فيما يخص الأدوية وتصنيعها.
من أهم الأمثلة على التكنولوجيا الطبية هو التصوير التشخيصي، الجراحة الروبوتية، أجهزة قياس الضغط والسكر الالكترونية.
تكنولوجيا التشغيل (Operational Technology)
كما تعرف اختصاراً “OT” عملها الأساسي هو توظيف البرامج والأجهزة وعمليات البرمجة المختلفة للتحكم بالآلات الصناعية وإدارتها، بالإضافة إلى أنها تتيح مراقبة التغييرات في العميلات والأجهزة.
أبرز التقنيات التكنولوجية التشغيلية هي أنظمة التحكم في الحرائق.
التكنولوجيا المساعدة (Assistive Technology)
تجعل التكنولوجيا المساعدة الأنشطة اليومية كالمشي والاستحمام وصعود السلالم والحركة وغيرها من الأنشطة التي نقوم بها يومياً أسهل.
ولذلك الفئة الأكبر (وليس كلها) التي تخدمها هم ذوي الإعاقات الخاصة حيث توفر لهم حياة سهلة وسلسة، وبالتالي مساعدتهم على امتلاك حياة طبيعية.
أهم الابتكارات في هذا المجال هي الأطراف الصناعية، وكرسي المشي المتحرك، والعكازات.
التكنولوجيا الأمنية (Cyber Technology)
التي تهدف لإدارة الأمور العسكرية ودعم الأمن السيبراني وتوفير مستوى أعلى من الأمان، ويمكن لها أن تحمل نتائج إيجابية أو سلبية على العالم.
حيث يمكن أن تتضمن أنظمة الحماية من الهجمات العسكرية، وبنفس الوقت يمكن أن تشمل تصنيع المعدات العسكرية التي يمكن أن تفتك بالبشرية.
أبرز الأمثلة عليها هي أنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة العسكرية بمختلف أنواعها.
الفوائد التكنولوجية (Benefits of technology)
بالتأكيد وبلا شك، الفوائد التي جلبتها التكنولوجيا للبشرية لا تعد ولا تحصى، نذكر منها أهمها:
تسهيل الاتصال والتواصل وجعله أكثر فاعلية.
دعم تقنيات التصنيع بهدف جعلها أكثر كفاءة.
تقليل الفقد والضياع في المخزون.
تحسين أنظمة التخزين والإدارة.
القدرة على تطوير مناهج جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات.
جعل التسويق والترويج للمنتجات أسهل وأكثر فاعلية.
تطور كبير في المجال الطبي الذي ساهم بالحفاظ على حياة البشر وبالتالي تقليل الوفيات عن طريق مواجهة الأمراض والكشف المبكر عنها.
التطور الكبير في المجال الأمني، من خلال توفير الأمن بدرجة أكبر.
المساهمة في تطوير الأفراد من خلال توفير العملية التعليمية واكتساب المعرفة عبر الانترنت وبالتالي وضعها في متناول كل فرد.
توفير الوقت والجهد، وجعل القيام بالعمليات أمراً سهلاً.
توفير بيئة مناسبة لمختلف الأشخاص بمختلف إعاقاتهم أو حاجاتهم وذلك من خلال توظيف