الاقتصاد الرقمي .. داعم جديد لاقتصاد الصين الذي يكافح عن كثب لتجاوز أزمة مالية خلفتها موجة التضخم العاتية التي يواجهها العالم، بجانب إلتزام بكين ولفترة طويلة بقيود إغلاق صارمة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
الصين تتصدر قائمة الاقتصاد الرقمي العالمي من حيث عدد الشركات، حيث يوجد على أرضها أكثر من 16 % من الشركات العاملة في هذا المجال.
في أحدث بيان رسمي، تجاوز حجم الاقتصاد الرقمي الصيني 45 تريليون يوان في عام 2021، وهو ما يمثل أكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
تضاعف حجم الاقتصاد الرقمي الصيني أكثر من 4 مرات خلال السنوات العشر الأخيرة ويشكل قوة دافعة رئيسية لنمو اقتصادي مستقر.
الصين أكبر سوق للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في العالم ما دعم تطور عدد كبير من مؤسسات الاقتصاد الرقمي الصينية.
في عام 2021، أصدر مجلس الدولة الصيني خطة خمسية لتنمية الاقتصاد الرقمي، تشمل إجراءات لتعزيز تنمية الاقتصاد الرقمي كما توفر المقطاعات والمدن الصينية تدابير خاصة لدعم هذا النوع من الاقتصاد.
وفي بكين وشنغهاي، يمثل الاقتصاد الرقمي أكثر من 50 % من الناتج المحلي الإجمالي.
التكنولوجيا الرقمية تغير وجه الحياة حيث تتكامل مع كافة المجالات وتعيد تشكيل سلاسل صناعية متعددة للتجارة الإلكترونية والخدمات اللوجستية.
التحول الرقمي يضيف بعدا مرنا للصناعة والإنتاج حيث يتم بيع نحو ثلث الانتاج عبر الإنترنت في الصين، كما تحل التكنولوجيا الرقمية معوقات منها تيسير التنسيق للسلاسل الصناعية وسلاسل التوريد، وتقصير دورة الإنتاج وتغيير أساليب ومعدات الإنتاج.
الاقتصاد الرقمي عزز التعاون وحركة التجارة الدولية، كما أن لوجستيات التجارة الإلكترونية عبر الحدود توفر المزيد من المنتجات الصينية للمستهلكين الأجانب.
طريق الحرير الرقمي .. عزز التجارة الالكترونية بين الصين و22 دولة وساهم في تسريع وتيرة التعاون الثنائي، حيث تم إنشاء قاعة المحاضرات السحابية بالتعاون مع الدول الشركاء، كما يوفر قطار التجارة الإلكترونية الشحن السريع بين الصين وأوروبا.
وفي مطلع العام الماضي، تجاوز عدد المستودعات الصينية الخارجية للتجارة الإلكترونية عبر الحدود 2000 مستودع، بمساحة تزيد عن 12 مليون متر مربع، موزعة في دول ومناطق مثل روسيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وجنوب شرقي آسيا والشرق الأوسط، لتصبح بنية تحتية جديدة لتعزيز تطوير التجارة الإلكترونية العالمية عبر الحدود.
التطور السريع للاقتصاد الرقمي الصيني ساهم في إعادة تشكيل هيكل ثاني أكبر اقتصاد في العالم حيث منح بكين مزايا تنافسية جديدة قادرة على منح الاقتصاد فرصا كبرى في العبور إلى المستقبل.