دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– وقعت مدينة دوبروفنيك ضحية نجاحها، إسوة بالبندقية، وبرشلونة، وبراغ.
وفي عام 2019، تدفّق أكثر من 3 ملايين سائح إلى البلدة الأسطورية المسوّرة، الممتدة على طول ساحل دالماتيا في كرواتيا، وتتوقّع السلطات المحليّة أن يصل الرقم إلى المستوى عينه مجدّدًا خلال الأعوام القليلة المقبلة، مع تعافي السياحة العالمية من جائحة “كوفيد-19”.
ودفعت الحشود التي سبقت الجائحة، والأثر الذي خلّفته على المدينة التاريخية، منظمة اليونسكو إلى التهديد بإلغاء مكانة دوبروفنيك باعتبارها مدرجة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
أدّى مسلسل “صراع العروش” إلى جذب المزيد من السيّاح إلى دوبروفنيك.
Credit: igorp1976/Adobe Stock
ويعود سبب الارتفاع بعدد الزوّار لحدٍ كبير إلى إطلاق محطّة جديدة للسفن السياحية التي يمكنها التعامل مع 5 سفن دفعة واحدة، ونقل ما يصل إلى 10 آلاف راكب يوميًا، إضافةً إلى وجود مطار دولي موسّع يمكنه نقل هؤلاء الركاب من وإلى قواربهم.
وأدّى مسلسل “صراع العروش” التلفزيوني أيضًا إلى جذب مجموعة جديدة من السياح.
وقال إيفان فوكوفيتش، المرشد السياحي المخضرم في دوبروفنيك،: “قبل مسلسل صراع العروش، كان معظم الأشخاص الذين أرشدهم يهتمون بالفن، والعمارة، وهذا النوع من الأمور”، ثم أضاف: “لكن بعد ذلك، أراد المزيد من الأشخاص التقاط صور السيلفي في الأماكن التي صُوّر فيها المسلسل، مثل بوابة بايل، وحصن لوفريجيناك”.
ولا يقصد بذلك ضرورة تجنّب زيارة دوبروفنيك، فهي لا تزال واحدة من أروع المساحات الحضرية على كوكب الأرض.
لكن بالنسبة لمن يحبون استكشاف التاريخ، والفن، والهندسة المعمارية برفقة عدد أقل من الأشخاص، توفّر هذه المدن الساحلية الكرواتية أجواءً مماثلة.
قرية “ستون”
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
تُعرف هذه القرية الهادئة بجدرانها الحجريّة، ومأكولاتها البحريّة الشهيّة.
Credit: xbrchx/Adobe Stock
وتبعد قرية “ستون” ساعة واحدة بالسيارة عن دوبروفنيك، وهي من أفضل أسرار دالماتيا.
وتشتهر القرية الساحليّة الهادئة، التي أسسها الإيليريون القُدامى، بجدرانها الحجريّة، ومأكولاتها البحريّة الرّائعة.
وهذه الوجهة أشبه بالنسخة الكرواتية لسور الصين العظيم، إذ تتعرّج فيها الأسوار التي تعود إلى القرن الـ14، عبر الجبل الذي يظلّل القرية.
ويستغرق عبور أطول هيكل محصّن في أوروبا، ويبلغ طوله 5.5 كيلومتر، بضعة ساعات.
مدينة تروجير
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
تتجسّد 4 قرون من الحكم البندقي في الهندسة المعمارية لهذه المدينة الساحليّة.
Credit: SCPRO/Adobe Stock
وهذه المدينة الجُزُريّة الصغيرة أشبه بنسخة مُصغّرة عن دوبروفنيك، وتشكلت تروجير نتيجة 4 قرون تقريبًا من الحكم البندقي.
وستذكّرك تروجير بالبندقية أكثر من أي موقع آخر على طول ساحل دالماتيا.
وعند إدراج تروجير ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1997، وُصفت المدينة بأنها “مثال ممتاز لبلدة من العصور الوسطى.. حافظت على نسيجها الحضري بدرجة استثنائية، وبأقل قدر من التدخّلات الحديثة.. في كل جانب من جوانب البلدة”.
بريموستين
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
تحتضن الممرّات الضيّقة للبلدة متاجر الحِرَف اليدويّة، ومحلات الملابس.
Credit: Goran/Adobe Stock
وتشتهر بريموستين بمهرجانها الشعبي الصيفي، وسباقات الحمير، وهي بلدة جُزُريّة قديمة أخرى تقريبًا.
وخلال عصر النهضة، بنى السكان جسرًا ضيقًا لربط منازلهم المعزولة بالبر الرئيسي.
وتضم الممرّات الضيقة للبلدة متاجر الحِرَف اليدويّة، ومحلات الملابس، ومطاعم “كونوبا” التقليديّة.
وتعلو كنيسة سانت جورج أسطح المنازل المغطّاة بالقرميد الأحمر، وشيّدت على قمة تل حيث تطل على مناظر رائعة للبحر الأدرياتيكي.
بيوغراد نا مورو
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
تُعتبر هذه الوجهة بوابة الزائر للمغامرات المائيّة.
Credit: ilijaa/Adobe Stock
وتتوزّع بيوغراد نا مورو عبر شبه جزيرة صغيرة، وهي بلدة قديمة أخرى تعود عملية بنائها للعصور الوسطى، وتأثّرت كثيرًا بالحكم البندقي الذي خضعت له لقرون.
ولكن تكمن ميزتها الحقيقية في إمكانية الوصول إلى البحر الأدرياتيكي.
وباعتبارها واحدة من المحاور البحرية على الساحل الدلماسي، تقدّم البلدة العديد من الطرق للتوجّه إلى الماء.
وتغادر رحلات الغطس يوميًا باتجاه “حديقة كورناتي الوطنيّة”، وجُزُرِها البكر.
وفي البلدة، تحتضن “Marina Šangulin” العديد من شركات تأجير اليخوت، التي تقدّم مجموعة متنوعة من المركبات.
ويمكنك أيضًا استئجار ألواح التجديف، والتنقّل بين الخلجان ذات المناظر البديعة جنوب البلدة القديمة.
زادار
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
ذكر ألفريد هيتشكوك أن بلدة زادار تتمتّع بأجمل منظر لغروب الشمس شاهده على الإطلاق.
Credit: xbrchx/Adobe Stock
وتقع البلدة القديمة زادار بين مرفأ مليء باليخوت، والبحر الأدرياتيكي الحاضن للجُزُر، وهي توفّر أجواءً ساحرة مثل دوبروفنيك.
ومن أطلال الميدان الروماني، والكنائس الرومانيّة، إلى جدرانها البندقيّة القويّة، وهياكلها التي تعود إلى الحقبة الشيوعيّة، تُعتبر الهندسة المعمارية للبلدة القديمة مزيجًا للعهود التي حكمت زادار على مرّ الأعوام.
وذكر المخرج ألفريد هيتشكوك ذات مرّة أنّ زادار تتميّز بأجمل منظر لغروب الشمس، شاهده على الإطلاق.
سبليت
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
لدى ثاني أكبر مدينة في كرواتيا الكثير لتقدّمه.
Credit: Kirk Fisher/Adobe Stock
وقد لا تكون سبليت، المُحاطة بالمصانع، والضواحي المترامية الأطراف، أكثر وجهة جاذبة في ساحل دلماتيا، ولكن لدى ثاني أكبر مدينة في كرواتيا الكثير لتقدّمه.
ويُشكّل قصر “دوكليشن” مصدر فخر المدينة، وكان قد أمر ببنائه إمبراطور روماني مرتاب في القرن الرابع ميلادي.
فقد كان الإمبراطور على يقين أنه سيُغتال إذا لم ينتقل من العاصمة الإمبراطورية، ويُحِط نفسه بجدران منيعة.
ويُعد القصر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهو أشبه بمدينة صغيرة.
وحتّى يومنا هذا، يعيش أكثر من 3 آلاف شخص داخل جدرانه الخارجيّة الضخمة.
وتزدخر الواجهة البحريّة للمدينة بالعبّارات المتجهة إلى جُزُر شهيرة في البحر الأدرياتيكي، مثل “براك”، و”هفار”، و”فيس”، حيث تم تصوير فيلم “Mamma Mia! Here We Go Again” (بدلاً من اليونان).
ويتواجد حصن “كليس” على قمة جبل قريب، وهو هيكل مهيب بُني في القرون الوسطى، واحتضن فرسان الهيكل، ومدينة “ميرين” الأسطورية في “صراع العروش”.
بولا
واحدة من أشهر الوجهات بأوروبا.. هكذا تتجنّب الحشود في كرواتيا
لا يزال هذا المدرّج بين أفضل الهياكل الرومانيّة المحفوظة في العالم.
Credit: dudlajzov/Adobe Stock
وتُعتبر بولا واحدة من المدن الواقعة في أقصى شمال الساحل الكرواتي، وهي معروفة بآثارها الرومانية القديمة.
وبعد مرور حوالي ألفي عام على بناء مدرّج بولا، ما زال أحد أفضل الهياكل الرومانيّة المحفوظة في العالم.
واليوم، يوفّر المدرّج الضخم مساحة لعرض المسرحيّات، وتنظيم الحفلات الموسيقيّة، وإقامة مهرجان بولا السينمائي السنوي في الهواء الطلق.
دوبروفنيك
قد يهمك أيضاً
كرواتيا تقدم إقامة سارية لسنة واحدة لهذه الفئة من الأشخاص فقط
وفي حال لم تستطع مقاومة التوجّه إلى دوبروفنيك، فهناك أمور عدّة يمكنها أن تُسهّل زيارتك.
ورغم أن الإقامة في فندق صغير داخل أسوار المدينة قد يبدو أفضل خيار من الناحية الرومانسية (وهو كذلك)، غالبًا ما يعني ذلك أنك ستحمل حقائبك وتضعد المئات من السلالم الحجرية.
وسيكتشف الزوّار الذين يتجولون حول المدينة على متن سيارات مستأجرة أن كلفة مواقف السيارات الملائمة قد تصل إلى 100 دولار في اليوم.
ويكمن الحل البديل بالمكوث في مكانٍ ما خارج الجدران، أو مكان يوفّر مواقف مجانيّة للسيارات، مثل فندق “هيلتون إمبيريال”.
ويمكنك التخلّي عن فكرة استئجار سيارة، إذ تتميّز خدمات الحافلات المحليّة بسرعتها، تمامًا مثل سيارات الأجرة، وخدمات مشاركة السيارات.
ويمكنك تجنّب الازدحام الشديد عند استكشاف البلدة القديمة، قبل وبعد وصول الدفعة اليومية لركاب السفن السياحية.