تعرف بورصة النفط بسوق الأوراق المالية، والتي تعد بمثابة سوق منظم لبيع وشراء الأوراق المالية، مثل: الحصص، والأسهم، والسندات وغيرها من التداولات، كما أنها ترتبط في كل ميدان عام تقوم به أيّة منظمة أو جمعية، أو كذا فئة من الفئات المهتمة بمجال التداول، بما فيه التداول بالأوراق المالية التي تقوم مقام أسهم الشركات،
كما أن للبورصة دورين أساسيين يتجليان في توفير نظام التداول وهما: توفير سوقٍ لشراء وبيع الأسهم، وكذا توفير وسيلةٍ لرصد قيمة حافظة استثمارات للأوراق المالية، ومن بين البورصات المتواجدة نذكر بورصة النفط حيث سنتعرف في هذا المقال، على أنواعها وأهم وظائفها.
تعريف بورصة النفط ومراحل تأسيسها
تم تأسيس بورصة النفط عام 1980، والتي أصبحت بمثابة بورصة دولية يقع مقرها في لندن متخصصة في تداول العقود الآجلة والخيارات المتعلقة بالعديد من السلع المرتبطة بالطاقة، وقد كانت بورصة النفط في بدايتها تابعة لـ شركة ICE منذ شرائها في عام 2001 وتعرف الآن باسم ICE Futures .
كما شهدت هذه الشركة الجديدة توسعا على مستوى محفظتها لتشمل بذلك مجموعة من العروض المستقبلية في مختلف منتجات الطاقة، بما في ذلك الغاز الطبيعي والكهرباء، وركزت حينها على خام برنت كسلعة اساسية للتداول، وبكونه مقياسا عالميا في تحديد أسعار النفط.
إقرأ أيضا :
تداول النفط أهم الخطوات والنصائح المعمول بها لنجاح وتحقيق الأرباح
كيفية تداول البترول والخيارات المتاحة لتحقيق الأرباح
وقد شملت المعاملات الأخرى التي يتم تداولها في بورصة الخيارات والعقود الآجلة على النفط والغاز الطبيعي والكهرباء ومجموعة من المواد والغازات، بالإضافة إلى أرصدة الانبعاثات الكربونية الأوروبية، ويتم استثمار العقود الآجلة في هذه الشركة من خلال التعامل مع التداولات المتاحة، إضافة إلى خيارات أخرى جديدة في التداول.
وفي سنة 2005 غيرت البورصة من نظامها الذي يتميز بكون المتداولين يستخدمون فيه الإشارات اليدوية الشيء الذي جعلهم يطلقون عليه نظام الصراخ المفتوح، وذلك عبر تطويره إلى نظام التداول الإلكتروني، الذي تشكل فيه كل من بورصة نيويورك التجارية أو نايمكس وبورصة شيكاغو التجارية إحدى أهم المنافسين.
الوظائف المقدمة من خلال البورصة
توفر بورصة النفط وغيرها سوقا للأوراق المالية والتي تتجلى في وظيفتين أساسيتين وهما :
الأسواق الأولية: والتي من يمكن من خلالها لمجموعة من الجماعات كالشركات والحكومات والكتل السياسية وكذا الدبلوماسية، والهيئات المتحدة الأخرى، من رفع مستوى رأسمالها وذلك من خلال توجيه الأموال المدخرة لدى المستثمرين إلى مشاريع إنتاجية.
الأسواق الثانوية: والتي عن طريقها يمكن للمستثمرين داخل هذه الأسواق الثانوية بيع الأوراق المالية لباقي المستثمرين الآخرين، الشيء الذي يقلل من خلاله من مخاطر الاستثمار، كما يحافظ على السيولة على مستوى هذا النظام، إضافة إلى أن البورصات تقنن مجموعة من القواعد الصارمة،بالإضافة إلى مستلزمات محددة ومساطر قانونية مفروضة على مختلف الأطراف المعنية بالاستثمار والتداول.
أنواع بورصة النفط وكيفية التداول فيها
جرت العادة في إجراء الصفقات في البورصات القديمة على الأرض، وتسمى بقاعة التداول لعملية التبادل، من خلال نظام الصراخ المفتوح، أمّا عمليات التبادل الحديثة، فيتمّ إجراؤها عبر الهاتف أو الإنترنت وكمثال بورصة النفط، حيث يمكن اعتبار جميع التبادلات على أنّها مزادات، يشترك فيها المشترون في مناقصاتٍ تنافسية، ويشترك البائعون في أوامر تنافسيةٍ خلال يوم التداول، وقد تم افتتاح أول بورصةٍ في أمستردام سنة 1602م.
أهم منصات تداول النفط وأفضل الخيارات المتاحة
وتقوم بورصات العقود الآجلة المتقدمة في مجال الطاقة بتوفير سوق منتظم، يتم على مستواه التداول بأكثر من ملياري دولار ضمن القيمة الأساسية اليومية، والذي يتم التركيز على تنظيمه لكونه بورصة استثمار معترف بها بحكم القانون البريطاني ، حيث تقوم هيئة الخدمات المالية بالإشراف عليه والاهتمام بإجراءاته وأعضاءه.
كما يتم تداول العقود الآجلة على مستوى هذا السوق والخيارات الخاصة كذلك بعدة سلع على مستوى بورصة النفط، وأبرزها خام برنت المتمثل في النفط و زيت الغاز والغاز الطبيعي وكذلك الكهرباء، ويشمل العقد المستقبلي الاعتماد على نفط برنت الخام والذي هو نوع معين من النفط ويشكل واحدا من أبرز معايير أسعار النفط في العالم.
ويتم تداول عقود خام برنت الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن، باستخدام تداول مفتوح حيث يضم ثلاثة أسواق، منها سوق برنت الذي يتوفر على الفور، والذي يسمى برنت مؤرخ أو مادي، برنت مستقبلي، والذي هو للشراء أو البيع في تاريخ مستقبلي، وعقود برنت الآجلة والتي لها مواعد ومبالغ تسليم محددة .
Advertisements
كما يمكن للجهات المستثمرة والتي تتاجر أساسا في عقود برنت الآجلة ومن أبرزها مستخدموا المنتجات النفطية من التسلم الفعلي للنفط، وذلك باستخدام تقنية التبادل مقابل المعاملات المادية، حيث تمنح للمستثمرين إمكانية إغلاق العقود المستقبلية الخاصة بهم من خلال التداولات المادية.
وتصنف البورصات تراتبيا إلى ثلاث أنواع معروفة عالميا حسب ما يلي :
بورصة نيويورك.
بورصة لندن.
بورصة طوكيو.
أساسيات البورصة و طرق ربح المال من خلالها
يركز الاستثمار في البورصة على امتلاك أسهم الملكية في شركةٍ معينة، وذلك عن طريق شرائها والمعروفة باسم الأسهم العادية، لأن محصول الاستثمار يعتمد إما على نجاح الشركة التي تمّ فيها الاستثمار أو فشلها ، ففي حالة عمل الشركة بشكلٍ جيد، وتمكنها من الحصول على الأرباح من بيع منتجاتها، أو الخدمات التي تقوم بتقديمها، حينها تستفيد من نجاحاتها والمكاسب التي حققتها، وهنا نشير إلى الطريقتين الرئيسيتين التي تمكننا من كسب المال في سوق بورصة النفط وهما كالآتي:
1- توزيعات الأرباح على المساهمين
يتم الإشارة إلى الأسهم التي تقوم بدفع نسبة مرتفعة من الأرباح على المتوسط أحياناً بأسهم الدخل، ففي حالة امتلاك القطاع العام للشركات المربحة، حينها يصبح باستطاعتها توزيع نصيب من هذه الأرباح على المساهمين، وذلك عن طريق دفع الأرباح، الشيء الذي يمَّكن المساهم في الشركة من أخذ أرباحه نقداً، أو أن يشتري مزيداً من الأسهم في الشركة،
كما يركز العديد من المستثمرين المتعاقدين على الأسهم التي يكون لها توزيعات أرباح منتظمة، وذلك للتعويض عن الدخل الذي لا يأخذونه من وظائفهم السابقة .
ويتمّ شراء وبيع الأسهم بشكل يومي ومتواصل خلال كلّ عملية تداول، وعند ارتفاع سعر السهم الذي تم شراؤه بسعرٍ منخفض، تتيح للمستثمر إمكانية بيعه والحصول على أرباح، أمّا إذا تمّ بيع الأسهم بسعرٍ منخفض من السعر الذي تمّ به شراء الأسهم، هنا تكون الخسارة على مستوى رأس المال.
2- الأرباح الرأسمالية
تُعرف الأرباح الرأسمالية بأرباح رأس المال، فأسعارها تتغير في كلّ وقت مثلها مثل الطريقة السابقة، حيث يتم شراء الأسهم وبيعها باستمرارٍ خلال كلّ يوم تداول، فعندما يرتفع سعر السهم الذي تمّ شراؤه بسعرٍ أقل، تتاح فرصة بيعه وكسب الأرباح من ذلك ، والعكس صحيح فإن تم بيع السهم بسعر منخفض فعندها يتكبد المستثمر الخسارة.
وبناءا على ذلك نستنتج أن بورصة النفط هي بمثابة أداة تفاعل ومكان إلقاء لقوى الاستثمار المختلفة ولها دور فعال في توجيه الاقتصاد دون حواجز وتحريك عجلته وتنشيط دورته الاقتصادية، وإعطاء قوة دفع أكبر وأوسع للمشروع الاقتصادي الحضاري حيث أصبحت من شروط التقدم وأداة لتحقيق التنمية, وكل هذا بفضل الخصائص التي تتمتع بها البورصة وأهدافها التنموية الاقتصادية،
حيث تعتبر البورصة بمثابة مقياس لدرجة حرارة الاقتصاد، فحالة سوق البورصة تشير بشكل عام إلى التطور و إلى حالة قطاع الإنتاج في الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن المرور عن طريق البورصة أصبح أمراً لابد منه و لا يمكن الاستغناء عنه خاصة بالنسبة للشركات وذلك لتحصيل الرأسمال الضروري للاستثمار المرغوب فيه، أو للزيادة في العمليات الاستثمارية المستقبلية.