ل هذا العام مرور سنتين على أكبر أزمة اقتصادية وجائحة فيروسية هزّت العالم، وهو وقت كافٍ لرصد بعض الملاحظات المهمة. فقد أظهر تقرير حديث لبنك “كريدي سويس” أنّ عدد الأثرياء في العالم ارتفع بنحو 5.2 مليون شخص أصبحوا من أصحاب الملايين. أما البنك الدولي، فقد أعلن عن زيادة عدد أفقر دول العالم لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً.
انطلاقاً من هذه المعطيات وقبل دخول عام جديد قد يحمل إلينا متغيّراته الخاصة، كيف يمكننا تحصين وضعنا المادي؟ تعالوا نبحث فيما يلي 5 نقاط أساسية في الثروة والاستثمار.
1) مشروع المليون ريال ليس مستحيلاً
لكنه يحتاج الكثير من العمل والجهد والوقت، ولن تجدوا كتاباً أو نصيحة أو مقالاً يفصّل لكم خطوات الرحلة بكل ميل منها. لذلك، وكي لا تستسلموا سريعاً، انطلقوا من هدف قيّم ويعنيكم كثيراً، مثل رغبتكم في التقاعد مبكراً، أو ريادة عمل خيري معيّن، أو شعوركم بمسؤولية توريث أبنائكم ما يدعمهم في تحقيق نجاحاتهم. بعد تحديد الحافز الشخصي، يمكنكم البدء من أي مبلغ متاح لديكم لأنّ الاستثمار يقوم على مبدأ النسب، وهذا سيضاعف أموالكم أكثر في كل مرة.
2) الإدارة المالية السليمة تقوم على التنازلات
من الأخطاء الشائعة هو الاعتقاد أنه لتكونوا أصحاب ثروة مالية، يجب أن تظهر الثروة عليكم، سواء من خلال المنزل الفخم الذي تسكنونه أو السيارة العصرية، أو الأحذية، والملابس، والعطور بآلاف الريالات. فهناك فرق شاسع بين المظهر الثري والثروة التي تحتاج إلى التنازلات لا سيما في الطريق إلى أول مليون. مثلاً، بدلاً من شراء سيارة جديدة، ابحثوا عن سيارة مستعملة بحال جيد، وهكذا توفّرون آلاف الريالات في ثمنها ويكون تمويلها أسهل عليكم.
3) الثروة تحتاج إلى الاستثمار المناسب
بناءً على المثل أعلاه، ووفقاً للسيارة المستعملة التي ستشترونها، يمكنكم التوفير بمعدّل 40 ألف ريال أو أكثر. ثم عندما تصبح صيانة هذه السيارة مكلفة، قوموا ببيعها مجدداً واشتروا سيارة أخرى مستعملة أيضاً. لكن النقطة المفصلية في الأمر هي كيفية التصرّف بالمال الذي توفّرونه في كل مرة. فإذا قمتم بإنفاقه لشراء السلع والخدمات، ستخسرون فرصاً كبيرة في الاستثمار، حيث بإمكانكم مضاعفة الـ 40 ألف ريال إلى 100 أو 200 ألف ريال خلال سنوات من الاستثمار المناسب.
4) الاستثمار المناسب يحتاج إلى دراسة
قد ينفق بعض الناس المبالغ التي يوفّرونها لشراء إلكترونيات للمنزل أو فرش جديد أو ربما سيارة لفرد آخر من أفراد الأسرة. قد يعتبرونه استثماراً، وهو كذلك نوعاً ما، لكن العيب في هذا الاستثمار هو أنّ السلع الجديدة التي حصلوا عليها ستخسر قيمتها تدريجياً، إذ تُعدّ من الأصول القابلة للاستهلاك. أمّا السر خلف الاستثمارات التي تجمع الثروة، فهو الاستثمار في أصول ستزيد قيمتها في السوق مع الوقت، مثل العقارات، والأملاك، والأسهم، وشهادات الإيداع، والمدخرات.
5) الثروة متعددة الجوانب
الثروة بحاجة إلى الإنفاق الواعي، والاستثمار الذكي، والادخار الذي يأتي بينهما. لكن هذا ليس كل ما في الثروة، خاصة للشباب الذين قد يشعرون أنّ المقال لا يخاطبهم وأنّ الطريق طويل قبل قدرتهم على الاستثمار في عقار أو ملك أو أي نوع من الاستثمارات باهظة الثمن. هنا يأتي الجزء الآخر من الثروة، وهو الثروة البشرية، أي المهارات والطموحات والحماسة التي يتحلّى بها الفرد ويخطط للعمل بناءً عليها مع سعي مستمر نحو الثقافة والتوعية المالية.
أخيراً، لا ننسى الوقت، وهو نوع آخر من الثروة التي نملكها جميعاً ومجاناً. فإذا أحسنتم توظيف كل هذه الثروات، لا بد أن تحققوا أهدافكم. تابعوا مقالاتنا للمزيد من النصائح التي قد تفيدكم خلال رحلة المليون وأكثر.