إسكندرية: تشهد مصر نهضة حضارية كبرى وطفرة عمرانية غير مسبوقة من بناء مدن جديدة وتطوير العشوائيات تحت توجيهات ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحظى الإسكندرية بمكانة كبرى في تلك المشروعات التي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وتزامنا مع الاحتفالات بثورتين عظيمتين 30 يونيو، و23 يوليو، نستعرض أهم المشروعات القومية والتنموية التي شهدتها مدينة الإسكندرية التي تعد العاصمة الثانية لمصر.
لقد حققت الدولة تقدما ملحوظا منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد، تشمل مسيرة التنمية على كافة الأصعدة، من بينها رفع مستوى معيشة المواطنين وتطبيق برنامج جاد للإصلاح الاقتصادي وتحفيز إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، فضلا عن تحسين خدمات الإسكان، والتعليم، والصحة، والنقل، وشبكات الحماية الاجتماعية وتنفيذ برنامج إصلاح أقتصادي شامل كان محل إشادة دولية من قبل كبار المسؤلين الدوليين والمنظمات الدولية.
المدينة تلقى اهتماماً رئاسياً خاصاً
اهتمام رئاسي بالإسكندرية
وتحظى الإسكندرية بنصيب هائل من تلك المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تطوير المدينة وتحقيق التنمية المستدامة.
ويؤكد محافظ الإسكندرية محمد الشريف في تصريحاته لـ«المجلة»، أن الإسكندرية تحظى باهتمام رئاسي غير مسبوق لتنفيذ مشروعات قومية وبنية تحتية، ولعل أبرز المشروعات والمبادرات على أرض الإسكندرية، الجاري تنفيذها، مشروعات عملاقة وتقدر تكلفتها بعشرات المليارات من الجنيهات، وتضم مشروع تطوير محور المحمودية «شريان الأمل»، بتكلفة 5.5 مليار جنيه، مما يساهم فى تحقيق سيولة الحركة المرورية، فضلًا عن مشروعات قومية لتطوير العشوائيات؛ ممثلة فى مشروعات «بشاير الخير»، بجميع مراحلها، بتكلفة 9.6 مليار جنيه، التي استهدفت تطوير العشوائيات، وساهمت فى تحويلها إلى مناطق حضارية متطورة.
محافظ الإسكندريه محمد الشريف
ويضيف أن المحافظة تسعى إلى تطوير العشوائيات وتحويل المناطق الخطرة إلى آمنة، من خلال تنفيذ مشروعات قومية، وأن الدولة، في ظل توجيهات الرئيس السيسي، تبذل جهودًا كبيرة فى ملف تطوير العشوائيات لتوفير حياة كريمة لقاطنيها ووحدات سكنية بديلة، عبر حصر كافة المناطق العشوائية، غير الآمنة، وغير المخططة.
ويتابع أن «المحافظة تبذل جهودًا كبيرة فى ملف تطوير العشوائيات وتوفير حياة كريمة لقاطنيها، تستهدف حصر المناطق العشوائية، غير الآمنة، وغير المخططة للوقوف على حجم الجهود المطلوبة لتغيير واقعها، على نحو يرتقي بالأحوال المعيشية للمواطنين وتوفير سُبل الحياة الكريمة للأسر القاطنة فيها، فضلًا عن ربطها بشبكة طرق جديدة، وبالمناطق المحيطة بها، وتوفير الخدمات الأساسية. وبشكل خاص فإن الإسكندرية حظيت باهتمام رئاسي كبير، بشأن تطوير المناطق العشوائية».
النهضة العمرانية انطلقت وهناك مشاريع قيد التنفيذ
بوابة ثقافية وسياحية
وفي سياق متصل، أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار، أن محافظة الإسكندرية، تمثل بوابة مصر السياحية والثقافية، ومركز مال وأعمال على المستوى القومي، وأن أولويات التنمية، ضمن المخطط الاستراتيجي للإسكندرية 2032 تشمل تحقيق التنمية المتوازنة والشاملة للاقتصاد المحلي وتحسين الاتصال بين نظم النقل العام، والتخطيط الجيد للمدينة ونموها الآمن وتوجيه النمو العمراني في اتجاه غرب المحافظة والاستثمار في البنية التحتية وتحسين كفاءة إدارة الموارد والمشاركة المجتمعية النشطة، وشفافية التخطيط.
وأضاف أن إجمالي المساحات المضافة للحيز العمراني بمحافظة الإسكندرية، ضمن الحيز العمراني المُقترح عام (2032)، تبلغ 18 ألف فدان، وتمثل 36 في المائة من إجمالي المساحات المُضافة للأحوزة العمرانية بخطة التنمية حتي عام 2032، مشيراً إلى أنه من ضمن مخرجات المخطط الاستراتيجي للإسكندرية 2032، إنشاء قاعدة بيانات كاملة لمدينة الإسكندرية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ( (GIS، ووضع الخطة الاستراتيجية للنقل لمدينة الإسكندرية (تطوير خط مترو أبوقير بطول 22.1 كم- تطوير خط ترام أبوقير بطول 22.1 كم- تأهيل خط ترام الرمل بطول 10.7 كم- خط أوتوبيس سريع على الكورنيش بطول 18.8 كم- خط أوتوبيس سريع على ترعة المحمودية بطول 14.5 كم- تطوير خط سكك حديد أبوقير/ إسكندرية، بجانب وضع منظومة واضحة للاشتراطات التخطيطية والبنائية تكون أساساً يعتمد عليه المطورون العقاريون والمستثمرون والمخططون لإدارة استثماراتهم داخل محافظة الإسكندرية.
وبدوره يتحدث الدكتور هشام الهلباوي مساعد وزير التنمية المحلية للريف المصري والمشروعات القومية وتطوير الإدارة المحلية في تصريحات خاصة إلى «المجلة»، أن الإسكندريه تستعيد مكانتها كعروس البحر المتوسط بتنفيذ العديد من المشروعات الهامة والقومية، خاصة أنها تعد من المدن التي تضاعف عدد سكانها في الآونة الأخيرة، حيث كان مليوني نسمه في 2004 وبلغ في الوقت الحالي 4.7 مليون نسمة.
تعتبر الإسكندرية عاصمة مصر الثانية
كما يؤكد أن الإسكندرية تنال اهتماما كبيرا من القيادة السياسية من خلال تلك المشروعات الكبرى التي تنفذ تحت رعاية وتوجيه الرئيس السيسي، مشيرا إلى التنسيق الدائم وانعقاد الاجتماعات بين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومحافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، لمناقشة ما تم إنجازه في تلك المشروعات الهامة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة المواطن.
وتطرق إلى الحديث عن التنسيق بين وزارتي الإسكان والتنمية المحلية ومحافظة الإسكندرية لتنفيذ مدن سكنية متكاملة داخل مدينة الإسكندرية في مناطق برج العرب والعديد من المواقع المختلفة من أجل توفير وحدات سكنية، هذا بالإضافة إلى المشروعات الكبرى (بشائر الخير) بمراحلها المختلفة التي تستهدف تطوير العشوائيات. ومن المقرر خلال 5 أعوام أن تكون المدينة خالية من العشوائيات.
مبادرة «حياة كريمة»
ويتابع الهلباوي: «من بين المشروعات الهامة تنفيذ مبادرة (حياة كريمة) في برج العرب غربي الإسكندرية بتكلفة بلغت 4.5 مليار جنيه، ومن المقرر أن تشمل المبادرة قرى العامرية لتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة المواطن».
كما يوضح وجود خطة متكاملة لإقامة منطقة تجعل من الإسكندرية منطقة تجارة عالمية ويشمل ذلك تنمية الثروة السمكية وتطوير بحيرة مريوط.
ويكمل أن «هناك خطة متكاملة تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية وترتكز على التجارة والصناعة وتنمياتهما فمن ثم هناك رؤية وخطط لتطوير المناطق الصناعية بشكل متكامل، خاصة وأن الإسكندرية تعد من المحافظات الاقتصادية وبها 45 في المائة من الصناعات في مصر، فكان لا بد من وضع وتنفيذ هذا المخطط المتكامل لتحقيق التنمية الصناعية، فضلا عن ذلك تعد الثغر ثاني أكبر محافظات مصر التي تستقبل الهجرة الداخلية ومن ثم فكان لا بد من وجود رؤية متكاملة أيضا لتطوير البنية الأساسية في الإسكندرية والتي بدأ تنفيذها الفعل».
كما يوضح أن الإسكندرية تعد من أكثر المدن تأثرا بتغير المناخ وآثار الاحتباس الحراري وتأثير ارتفاع منسوب البحر ومن ثم كان من اللازم تنفيذ منظومة متكاملة لمواجهة ذلك وبدء تنفيذ مشروع متكامل لصرف الأمطار ومن ثم فإن هذا المشروع يهدف لمواجهة نحر البحر وحماية المناطق الهامة ومنها قلعة قايتباي في الإسكندرية.