تبنت الفنادق والمرافق السياحية في دولة الإمارات معايير الاستدامة، بالتزامن مع احتفالات العالم باليوم العالمي للسياحة، عبر تطبيق حلول خضراء في تصاميم المباني وإطلاق المبادرات التي تستهدف الحفاظ علي البيئة وتخفيض استهلاك الكهرباء والمياه، فضلاً عن استخدام الطاقة النظيفة في توليد الكهرباء.
ويحتفل العالم اليوم الموافق 27 من سبتمبر، بيوم السياحة العالمي والذي يحمل عنوان «السياحة والاستثمارات الخضراء»، ليتواءم مع الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في مجال الاستدامة واستضافتها لمؤتمر كوب 28 نهاية نوفمبر المقبل.
وتقوم مجموعات فندقية عالمية أيضاً بمبادرات وبرامج مستدامة في مجال الخفض من انبعاثات الكربون والتحول الأخضر.
ومن المباني التي تطبق معايير الاستدامة، «سي وورلد جزيرة ياس أبوظبي» التي تضم مشروعاً للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة إنتاجية تصل إلى 8.2 ميجاواط، في وقت يضم عالم وارنر براذرز أبوظبي، مشروع محطة طاقة شمسية كهروضوئية بقدرة 7 ميجاواط عند الذروة على سطح مبنى «عالم وارنر براذرز أبوظبي» في جزيرة ياس، ليكون أكبر مشروع طاقة شمسية على سطح مبنى في العاصمة أبوظبي.
ويعد مشروع «الاتحاد أرينا»، أول أرينا داخلية متعددة الأغراض والأول من نوعه في أبوظبي، والتي حصدت جائزة «تصميم العام في فئة المباني المستدامة» لعام 2018 نظراً لما يتميز به من تطبيق للمعايير الخضراء، كما حصلت مدينة ياس ووتروورلد في جزيرة ياس، على درجة اللؤلؤة لنظام تقييم الاستدامة «اتباع أسلوب المباني الخضراء».
وفي دبي، يحصل متحف المستقبل على 37% من طاقته الكهربائية عبر إنتاجها من الطاقة الشمسية من خلال ألواح الطاقة الشمسية المتصلة بالمتحف، فيما تمثل حديقة المتحف نموذجاً للبيئات المستدامة، وتضم الحديقة أكثر من 120 نوعاً من الأشجار والنباتات الأصيلة التي تعكس التراث البيئي والثقافي للإمارات، وهي مزودة بنظام ري ذكي وآلي يقوم على الري الشبكي تحت سطح الأرض لتقليل الهدر وتعزيز كفاءة الطاقة والمياه.
تصاميم فريدة
أما في جزيرة السعديات، فيظهر متحف اللوفر أبوظبي بتصميمه الفريد والمتميز، حيث تَخدم قبة اللوفر أبوظبي عدداً من الأغراض البيئية، فهي بمثابة مظلة تحمي الساحة الخارجية والمباني الواقعة أسفلها من حرارة الشمس، كما أنها تُوفّر تجربة مُريحة للزوار، حيث تتيح لهم فرصة التجول بين مباني المتحف، وهم يستمتعون بشعاع النور، وتم تصميم متحف اللوفر أبوظبي على مستوى المرتبة الفضية في الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LED).
وحقّق المتحف تصنيف 3 لآلئ من نظام الاستدامة للتقييم بدرجات اللؤلؤ، وينشئ المتحف نظاماً بيئياً مُصغراً من خلال تقنيات التصميم وفق معطيات الطاقة الشمسية المستوحاة من الروح الثقافية الإماراتية، بما في ذلك مفهوم العمارة الإقليمية التقليدية، وتقنيات تصفية المياه من الرواسب الحديدية والطاقة وأنظمة التكييف عالية الكفاءة والإضاءة والتجهيزات الصحية، وتشمل التقنيات الأخرى استخدام تأثير التظليل الشمسي لسقف القبة والتظليل الذاتي للمباني، ومنافذ السقف للتهوية المحسّنة للسماح بدخول نور النهار من دون زيادة حرارة المبنى أو تدفق الرياح والكتلة الحرارية المكشوفة مثل الأرضيات الحجرية والتغطية التي تسمح بالتبريد الليلي.
أولوية الاستدامة
«الاتحاد» التقت عدداً من المسؤولين في مجموعات فندقية حول تطبيق فنادقهم لمعايير الاستدامة، حيث قال كارلوس خنيصر نائب رئيس هيلتون للتطوير في الشرق الأوسط وأفريقيا، «تعد الاستدامة أولوية لنا، فهي المستقبل».
أولوية المشاريع
من جانبه، أكد إيدي طنّوس، الرئيس التنفيذي للعمليات في روتانا للفنادق: «تعد الاستدامة أولوية في مشاريعنا ومبادراتنا، حيث مع استمرار توسّعنا في المنطقة، نسعى لتوفير منتجات مستدامة وعالية الجودة».
وأضاف طنّوس: «عززت روتانا التزامها بالحد من التأثيرات السلبية على تغير المناخ، حيث طرحت المجموعة عروضاً مستدامة ومحسّنة في الفنادق التابعة لها في الإمارات وخارجها، وذلك ضمن استعداد المنطقة لاستضافة أكبر مؤتمر للمناخ لهذا العام تحت اسم مؤتمر الأطراف (COP28) في مدينة (إكسبو دبي) خلال نوفمبر 2023». وقال: «تستمر روتانا في مواصلة العمل لتقليل استهلاك الطاقة والمياه، واعتماد التقنيات النظيفة وتحسين الكفاءة التشغيلية».
ويضيف: «وكجزء من أهداف منصتها «روتانا إيرث» المعنية بكل ما يخص استدامة الشركة، رفعت «روتانا» نسبة استخدامها للمواد القابلة لإعادة التدوير بمعدل 8%، وخفضت نسبة تخلصها من النفايات في المكبّات إلى 17%، فضلاً عن خفضها نسبة استهلاكها للطاقة الكهربائية بمعدل 8%».