اهتمام الكثير من الاقتصاديين والمفكرين حول العالم لمعرفة مدي تأثيره علي اقتصاد اي دولة . كيف أثر فيروس كورونا علي الاقتصاد العالمي والمصري ؟

وهذا التساؤل يتفرع منه العديد من التسأولات الفرعية :

ما هو وضع التجارة الدولية في ظل هذا الوباء ؟
ماهي تطورات تأثير فيروس كورونا علي الاقتصاد العالمي ؟
ماهي الاجراءات التي اتخذتها الدول للحفاظ علي اقتصادها من التدهور ؟

بناء علي ما تقدم فان هذه الدراسة تستوفي الاجابة علي التسأولات التي طرحت في المشكلة البحثية وهي وضع الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية في ظل أزمة كورونا والاجراءات التي اتخذتها الدول في مواجهة فيروس كورونا حتي لا تدخل في الركود العميق .

اعتمدت هذه الدراسة في منهجها علي المنهج الاستقرائي التي تتمحور مبادئه حول ملاحظة واقع جائحة كورونا وتأثيرها علي الاوضاع الاقتصادية العالمية والتجارة الدولية وتقوم ايضا علي ملاحظة جهود الدول في وضع السياسات الاقتصادية لمواجهة هذا الوباء والخروج منه بأقل خسائر ممكنة .

ما هو فيروس كورونا :

فيروسات كورونا تعد سلالة واسعة من الفيروسات التي تسبب المرض للحيوان والانسان وتصيبه بالعديد من الامراض التنفسية منها نزلات البرد الشائعة والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة التي تعرف باسم (سارس).ولكن فيروسات كورونا تسببت في فيروس جديد يسمي كوفيد _19 وظهر فيروس كوفيد_19 في وهان الصينية حيث لم يكن هناك علم بانتشار هذا الفيروس الجديد قبل بدء انتشاره في مدينة وهان الصينية في ديسمبر عام 2019 .وقد تحول الان الي وباء اصاب كل دول العالم .ويسبب هذا الفيروس اعراض كثيرة مثل الحمي والسعال الجاف والارهاق والصداع وفقدان حاسة الشم والتذوق كما أنه يسبب صعوبة التنفس ويسبب ايضا احتقان الانف .والسبب الذي أدي الي انتشار هذا الفيروس بشكل سريع هو أن اعراضه قد لا تظهر علي الشخص المصاب في حال اصابته بفيروس كوفيد_19 وقد يكون الشخص مصاب بهذا الفيروس ولا تظهر عليه اعراض المرض الا بعد مرور اسبوعين .ومن الاسباب التي ساعدت في انتشار هذا الوباء هو أنه ينتقل عن طريق لمس الاشياء والاجسام التي تتساقط عليها القطيرات من الشخص المصاب من خلال فمه او أنفه عندما يتكلم او يسعل او يعطس .ونتيجة لانه ينتشر من خلال الكلام او العطس او السعال جاءت قرارات اي دولة بتقليل أعداد الافراد في كافة قطاعات الدولة وغلق العديد من النوادي والاماكن الترفيهية وغلق العديد من القطاعات الاقتصادية في الدولة لتقليل الاختلاط بين الافراد والحد من انتشار هذا الفيروس التي يدعي بفيروس كوفيد_19.وينتشر هذا الفيروس بين كبار السن الذين يعانون من الامراض المزمنة مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم والقلب ومرض السكري .

تأثير فيروس كورونا علي الاقتصاد العالمي :

يقف العالم كله في حالة خوف وقلق من الجائحة التي اجتاحت كل دول العالم في الايام الاخيرة ,ويشاهد بصمت تطورات هذا الفيروس اللعين التي نبع من الصين والتي تعد اكبر ثاني قوة اقتصادية في العالم والتي حققت خسائر فادحة جراء هذا الوباء ,ونتيجة لهذا الوباء فقد توقفت كل عمليات التنمية الاقتصادية وانخفضت معدلات التجارة الدولية علي مستوي العالم .

وضع التجارة الدولية في ظل أزمة كورونا:

لقد اثرت ازمة كورونا علي التجارة الدولية في ثلاث الشهور الاولي من هذا العام بالسلب بعد ان كانت في طريقها نحو الانتعاش الجيد .ولكن جائحة كورونا تحمل في طياتها جوانب ايجابية وجوانب سلبية وتتمثل الجوانب الايجابية في انخفاض أثمان مواد الطاقة التني تستخدم في الصناعات الكبري وذلك بسبب خفض الصين الطلب علي المواد البترولية ونتيجة لذلك انخفض سعر برميل النفط من 52.5 دولار الي حوالي 45.3 دولار .ولكن الجوانب السلبية تفوق الجوانب الايجابية أضعاف مضعفة وتتمثل في انخفاض مبيعات العديد من كبري الشركات التي تتركز في الصين مثل شركة أبل وشركة شيفرولية ونتيجة انخفاض مبيعات تلك الشركات فقد تأثرت اقتصاديات العديد من دول العالم ومنها الاقتصاد الامريكي لان تمثل ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم .

والسبب الذي جعل التجارة العالمية تتأثر في ذلك الوقت القصير هو أن الصين ظلت لسنوات طويلة مهيمنة علي الكثير من مصادر الاقتصاد العالمي ونتيجة لذلك فقد أثرت علي العديد من المدن الصناعية مثل القطيف في المملكة العربية السعودية واحدي مدن الصين والتي تتمثل في وهان التي كانت منبع الوباء والتي تعد في الوقت نفسه المسؤلة عن اغلب الصادرات الصينية من السوفت وير والتكنولوجيا مما أدي الي انخفاض أثمان النحاس علي المستوي العالمي لانه المادة الخام الاساسية التي تدخل في صناعة الالكترونيات .وبالرغم من الاثار السلبية التي سببتها هذه الازمة الا أنها كانت تحمل العديد من الجوانب الايجابية أن أزمة كورونا جاءت الي حد ما في صالح الدول النامية التي تحصل علي وارداتها من الدول الكبري مثل الصين ونتيجة لانخفاض طلب الدول الكبري علي المواد الخام التي تدخل في الصناعات الكبري أدي ذلك الي انخفاض الاستيراد من الدول الكبري من قبل الدول النامية وحيث يساعد الدول النامية علي استغلال مواردها والاعتماد علي نفسها في تصنيع ما تحتاجه من منتجات بدل من الاستيراد من الدول الاخري .

أن فيروس كورونا لايمثل المعاناة البشرية التي يواجها البشر في كافة انحاء العالم فقط بل يمثل ايضا معاناة اقتصادية لكافة دول العالم لذلك هو ليس فيروسا معديا علي المستوي الطبي فحسب بل فيروسا معديا علي المستوي الاقتصادي ايضا .ففي بداية العام الجديد كان الاقتصاد العالمي يتجه في طريقه الي انتعاش جيد ولكن منذ أن بدأت هذه الازمة التي لا يعرف الاقتصاديين في أي وقت ستنتهي وتعود التجارة الدولية لما كانت عليه ولكن انقلب كل شئ رأسا علي عقب نتيجة هذه الجائحة وفي 4 مارس 2020 أكد صندوق النقد الدولي أن اقتصاديات الدول تتجه نحو مسارات أكثر ركودا وأكثر خطورة .واكد ايضا أن هذا الوباء يختلف عن باقي الاوبئة التي مر بها العالم في العصور القديمة لانه ضرب بشدة اقتصاديات الدول الكبري ومن اهمهم (الصين واليابان والمانيا وبريطانيا وايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية ) ونتيجة لتأثر هذه الاقتصاديات بأزمة كورونا تراجعت معدلات التجارة الدولية علي المستوي العالمي والسبب في ذلك هو ان هذه الدول تمثل حوالي 41%من الصادرات الصناعية علي مستوي العالم وتمثل حوالي 65% من التصنيع العالمي وتمثل حوالي 60% من الناتج المحلي الاجمالي . وبتعبير أحد الاقتصاديين عندما تعطس هذه الدول تصاب بقية دول العالم بالبرد فهذه الاقتصاديات تتمثل في الولايات المتحدة

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG