لقد وصلنا إلى هذه المرحلة من التطوير، وأغلبنا لا يملك فكرة واضحة عن المراحل السابقة التي مهدت الطريق لوصولنا إلى الهواتف الذكية، الروبوتات وغيرها الكثير من تقنيات عصرنا المذهلة. دعنا من كل هذا، سوف آخذكم في رحلة في عصر الحوسبة، منذ البداية وصولًا إلى يومنا هذا!
تمر الصناعة الحاسوبية بدورتي حياة مستقلتين: الدورة المالية والإنتاجية، كان هناك العديد من الجدل مؤخرًا حول أين نحن في الدورة المالية. تحصل الأسواق المالية على الكثير من الاهتمام، وتتقلب بشكل لا يمكن التنبؤ به في معظم الأحيان، أمّا دورة الإنتاج فلا تحصل على المقدار نفسه من الاهتمام، رغم أنّها ما يدفع هذه الصناعة إلى الأمام.
تعزز دورات المنتجات التقنية التفاعل بين المنصّات (أي بيئة عمل التطبيق) والتطبيقات، حيث تمهد المنصّات الطريق لتطبيقات جديدة، مما يجعل بدوره المنصّات ذات أهمية أكبر. تحدث دورات المنتجات التقنية الصغيرة بشكل مستمر، وكل مرة في فترة زمنية معينة – لنقل ما بين 10 إلى 15 سنة – تبدأ دورات جديدة كبرى تعيد تشكيل المفاهيم الحاسوبية كليًا.
على سبيل المثال، مكّنت الحواسيب المستثمرين من ابتكار معالجات النصوص، جداول البيانات وتطبيقات سطح المكتب الأخرى، وكذلك مكّن اختراع الإنترنت من وجود محركات البحث، التجارة الإلكترونية، البريد الإلكتروني والمراسلة، شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير من التطبيقات التي لا تعد ولا تحصى في وقتنا الحالي، أمّا الهواتف الذكية فقد مكنتنا من استخدام الرسائل النصية، خدمات التواصل الاجتماعي، والخدمات الفورية مثل المشاركة الفورية. واليوم، نحن في منتصف عصر الهواتف المحمولة، ولا تعلم ما هي الابتكارات الجديدة التي قد تفاجئنا في المستقبل القريب في مجال الحوسبة.
أمّا عن عصر هذه المنتجات فكذلك يمر بمرحلتين: مرحلة التقديم عندما يتم طرح المنصة للمرة الأولى، حيث تكون غالية الثمن ومن الصعب التعامل معها، ومرحلة التطوير عندما يتم طرح منتج جديد يحل تلك المشكلات.
بدأت مرحلة تقديم الإنترنت في الثمانينيات والتسعينات، أمّا مرحلة التطوير فبدأت مع إطلاق متصفح “Mosaic web browser” عام 1993 وما زالت هذه المرحلة مستمرة إلى الآن!
ورغم وجود الهواتف المحمولة منذ التسعينات وبداية الألفية الجديدة مثل أجهزة بلاكبيري، فلم تبدأ مرحلة التطوير بشكل فعلي إلّا عام 2007-2008 مع إطلاق أجهزة آيفون وأندرويد، ومنذ ذلك الحين انتشرت الهواتف المحمولة بشكل كبير، قرابة 2 مليار شخص يمتلكون هواتف محمولة اليوم، وبحلول 2020 سيمتلك 80% من السكان هاتفًا محمولًا.
في حال تكرر نمط 10-15 سنة، فنحن على عتبة عصر جديد في مجال الحوسبة جديد ويجب أن يدخل مرحلة التطوير خلال السنوات القليلة القادمة، بالتالي نحن الآن في مرحلة التقديم!
المكونات المادية: صغيرة، رخيصة وواسعة الانتشار
كما تعلمنا سابقًا وسمعنا أنّ الحواسيب كانت في بدايتها تحتاج إلى غرف كبيرة لاحتوائها! من الصعب التصديق وخاصةً في حال كنت تقرأ هذه المعلومات من على جهازك اللوحي، أو تمتلك ساعة ذكية، أليس كذلك؟
حسنًا، لم يحدث هذا التغير بين ليلة وضحاها بالطبع، فقد بدأ الأمر منذ الخمسينيات إلى وقتنا هذا، وربما خلال عدة سنوات سوف نستغني عن كل هذه القطع والأجهزة وستكون الحواسيب ضمن أدمغتنا… أمر مثير للاهتمام وبعيد المنال صحيح؟ ليس بالضرورة!
الآن نحن على أبواب عصر جديد حيث تستمر المعالجات والحساسات بالتضاؤل أكثر وثمنها يصبح أقل … إلى أن نصل لعدد حواسيب يفوق عدد البشر!
في عصرنا هذا يتم الانتقال من وحدات المعالجة المستقلة إلى حزم الشرائح التي تعرف باسم “نظام على شريحة” systems-on-a-chip.
ومنه إلى المتحكمات الصغرية ومعالجات الجرافيك GPUs… وصولًا إلى الحوسبة الكمومية quantum computing! حيث توجد الحواسيب الكمومية حاليًا في المختبرات الكبرى، وفي حال تم تسويقها تجاريًا في المستقبل فسوف تشكل تطورًا هائلًا في الأداء في مجال الخوارزميات، مثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا!
المكونات البرمجية: العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي
ما يعد أهم إنجاز برمجي حاليًا هو الذكاء الاصطناعي AI، عبر التاريخ الطويل من الضجة والحماس وخيبات الأمل!
تنبأ آلان تورنغ “Alan Turing” بنفسه أنّ الآلات ستكون قادرة على محاكاة البشر بحلول عام 2000.
وعلى حد قول المدير التنفيذي في غوغل، سوندار بيشاي “Sundar Pichai” : “الأساس هو تعلم الآلة، الطريقة الجديدة التي نعيد من خلالها التفكير بكل ما نفعله.”
باستخدام التعلم العميق تتزايد دقة الخوارزميات بشكل كبير، وفي 2015 تجاوزت