الرباط – يخطط المغرب للتحول إلى وجهة عالمية للسياحة مراهنا على حالة الاستقرار السياسي والأمني، حيث ينظر له عالميا على أنه من بين الوجهات الآمنة ليس فقط للسياحة بل للاستثمارات الأجنبية فيما تشهد المملكة تحولات ونقلة نوعية في مختلف المجالات بينها قطاع السياحة والتنمية المستدامة، في حين تشهد الصحراء المغربية ثورة اقتصادية على طريق التحول إلى قطب استثماري عالمي.

 

ويقود العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ سنوات خطة انتقال المملكة إلى آفاق اقليمية ودولية أرحب مع انفتاح وازن ومدروس لتعزيز مكانة المغرب في فضائه الإقليمي والدولي، بينما يشكل قطاع السياحة ركيزة من ركائز خطة النمو الطموحة وتنويع وتعزيز مصادر الدخل، فيما خصصت القيادة المغربية استثمارات ضخمة سواء تلك التي تم توجيهها لانجاز مشاريع ضخمة في الأقاليم الجنوبية أو في عموم البلاد لتطوير المناطق السياحية والفنادق وتعزيز البنى التحتية لقطاع يبدو واعدا ومحل رهان لكسب التحديات القائمة.

 

وقالت الحكومة المغربية اليوم الجمعة إنها تعتزم إنفاق 6.1 مليار درهم (580 مليون دولار) حتى عام 2026 لتطوير قطاع السياحة من أجل استقطاب المزيد من السواح وجلب عملة صعبة والاستفادة من المؤهلات السياحية التي تتمتع بها المملكة.

 

وبحسب مكتب رئيس الوزراء عزيز أخنوش، فإن الحكومة تعتزم إنفاق المزيد من الأموال على التسويق وتطوير أنواع أخرى من مناطق الجذب للسائحين ورفع مستوى الفنادق وبناء أخرى جديدة وتدريب المزيد من الأشخاص على العمل في هذا القطاع.

 

ويهدف المغرب إلى جذب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026 ارتفاعا من 11 مليونا العام الماضي. وفي عام 2019 استقبلت المملكة 13 مليون زائر. وقالت الحكومة إن الخطة ستساعد في خلق 200 ألف فرصة عمل جديدة في هذا القطاع على مدى السنوات الأربع المقبلة.

 

وحققت السياحة المغربية زيادة في إيراداتها لتصل إلى 91.3 مليار درهم في عام 2022 متجاوزة الأرقام المسجلة في العام 2019، فيما يساهم القطاع بنحو 7 في المئة من الناتج الاقتصادي للمملكة، موفّرا مواطن شغل لأكثر من نصف مليون مواطن.

 

ويأتي أغلب الزوار الأجانب من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا بنسبة تناهز 70 في المئة من إجمالي عدد السواح، بينما يسعى البلد إلى اقتحام أسواق أخرى على غرار ألمانيا وبريطانيا، إلى جانب الترويج في أسواق القارتين الأميركية والآسيوية.

 

ويتطلّع المغرب إلى مضاعفة عدد السياح ليبلغ 26 مليون زائر في أفق 2030، من خلال خطط تقوم على تنويع المعروض والرفع في الطاقة الاستيعابية لفنادق المملكة.

 

ونجح قطاع السياحة في استعادة 84 في المئة من السياح خلال 2022 مقارنة بعام 2019، أي فترة ما قبل تفشي جائحة كورونا، كما سجلت السياحة الداخلية مؤشرات إيجابية، محققة انتعاشة قياسية.

 

وحرصت المملكة في إطار مخطط استعجالي على دعم السياحة بنحو 200 مليون دولار، بالإضافة إلى تكثيف جهود الترويج والتسويق وتأمين النقل الجوي إلى الوجهات السياحية.

 

وأكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والإدماج الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور في مطلع يناير/الثاني الماضي أن المملكة تشهد انتعاشة سياحية مهمة بتحقيقها لنسبة استرجاع وصلت إلى 84 في المئة من السواح خلال عام 2022 مقارنة مع 2019، مشيرة إلى أن النسبة العالمية لم تتجاوز 65 في المئة، مضيفة أن المداخيل السياحية من العملة الصعبة حققت نسبة استرجاع بنحو 112 في المئة.

 

ووقّع المغرب اتفاقيات مع شركات طيران بتكلفة منخفضة بهدف الرفع في وتيرة الرحلات إلى البلاد، كما اتفق مع مواقع ووكالات أسفار عالمية لجعل المملكة وجهة سياحية مميزة، إلى جانب إطلاق حملة ترويجية في 20 دولة تحت شعار “المغرب أرض الأنوار” لاستقطاب السياح الأجانب.

 

ويطمح المغرب إلى إثراء المنتوج السياحي من خلال توفير عروض ووجهات عديدة بهدف جذب أعداد هامة من السواح والعمل على إطالة المدة التي يقضيها السائح في المملكة.سياحة

المغرب

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG