وسأثيرُ إعجاب الجميع، وبما أنّي أعرفُ مسبقًا ما سيحصل، كنتُ سأتفادى العديد من المواقف، وأعيدُ صياغة ماضيّ، وأمحي منه كلَّ ما يشعرني بالخجل.

يبدو هذا مثيرًا للشفقة، أليس كذلك؟! لكن ماذا لو استطعنا فعلًا العودة بالزمن، أو تمكنا أيضًا بالسفر للمستقبل، ألن يكون هذا شيقًا ومثيرًا للفضول؟!

لطالما كان هذا الأمرُ موضوعًا خصبًا في مجال الخيال العلمي، هذا المقال سيخمدُ فضولك حولَ السفر عبر الزمن، ولعلّه سيجيب على أسئلتك، سواءٌ أكنت من معجبي هذه النظرية أم لا، هذا المقال سيكونُ إضافةً جيدةً لمخزونك المعرفي. لذلك، تابع القراءة.

العودة بالزمن

يقولُ أحدُ العلماء أنَّنا دائمًا نسافر عبر الزمن، ولكن في اتجاه واحد فقط، فنحن وبشكلٍ حتميّ نتحرك لثانية واحدة في كلِّ مرة نحو المستقبل، ويمكننا أن نسير بوتيرة أسرع إذا أردنا ذلك.

“في الواقع، يمكننا أن نتقدم إلى المستقبل بقدر ما نريد، إنّها مسألةٌ تتمحور حول السرعة، والسرعة العالية جدًا”.

هذا ما قاله بول سوتر، وهو عالمٌ في الفيزياء الفلكية في جامعة ولاية أوهايو لموقع Space، حيثُ بدأَ حديثه بأدلة مأخوذة من نظرية ألبرت أينشتاين عن النسبية الخاصة، والتي تبين أنَّ الوقتَ هو أمرٌ نسبي ويعتمد على سرعة تحركك، فكلما تحركت بسرعة عبر المكان، كلما كانت حركتك أبطأ عبر الزمان.

لقد تمكّن العلماءُ من قياس ذلك بساعات ذرية فائقة الدقة موجودة في الطائرات النفاثة، أمَّا بالنسبة لدقة القياس فهذا أمر يوفّره نظام GPS. عمومًا حسب وجهة نظر الخيال العلمي يبدو أنَّ الأمرَ يتطلّب دائمًا وسائل معقدة للقفز في الوقت، لكن في الحقيقة كلّ ما تحتاج إليه هو صاروخ كبير جدًا.

رواد الفضاء يسافرون عبر الزمن

هذا يعني أنَّ روّاد الفضاء. على سبيل المثال، أصبحوا بالفعل مسافرين عبر الزمن نوعًا ما. ذلك؛ لأنَّهم يذهبون إلى الفضاء ويعيشون في محطة الفضاء الدولية، وأحيانًا يقضون عدّة أشهر في كلِّ مرة. يتحرك روّاد الفضاء على متن المحطة الفضائية أسرع من الأرض، بسرعة حوالي 5 أميال (8 كيلومترات) في الثانية، وهذا يعني أنَّ روّاد الفضاء في المحطة هم أبطأ قليلًا مما كانوا عليه على سطح الكوكب.

فعندما عاد رائد الفضاء سكوت كيلي بعد قضائه عامًا في الفضاء، كانت الفجوةُ العمريةُ مع توأمه الأكبر سنًا منه “مارك” بدقائق قد ازدادت قليلًا.

العديدُ من اهتمامات الخيال العلمي تتمحور حول السفر عبر الزمن إلى الماضي. مثل هذا السفر يثير أسئلةً كثيرةً، مثل ما إذا كان يمكنك العودة في الوقت وإيقاف حصول حدثٍ سيّئ. أشارَ العالمُ سوتر إلى أنَّ فيزياء كوننا تبدو وكأنَّها تمنع حصول ذلك، على الأقل بقدر ما يمكننا رؤيته وفهمه، ولكن من المدهش أنَّ بعض معادلات أينشتاين من نظرية النسبية العامة قد تسمح بالعودة عبر الزمن إلى الماضي، حيثُ تناقش هذه النظرية بشكلٍ أساسي كيف أنَّ الأجسامَ الضخمة تشوه الزمكان، واللّذين نشعر بهما كما نشعر بالجاذبية.

إذن كيف يمكن لنظرية أينشتاين أن تجعل السفر عبر الزمن ممكنًا؟ حسنًا، إحدى الطرق هي كسر الحد الأقصى للسرعة الكونية، والانتقال بسرعة أكبر من سرعة الضوء، ولكن هذا يُعتبر شططًا علميًا؛ لأنَّ الجسم الذي يسير بهذه السرعة سيكون له كتلة غير محدودة، والاحتمال الآخر هو تشكّل “ثقب دودي” بين النقاط في الزمكان. هناك المزيد من الاحتمالات الغريبة، مثل استخدام الثقوب السوداء أو الأسطوانات الضخمة أو الأوتار الكونية للعب مع نسيج الزمكان.

عندما يتعلق الأمر بالماضي، فإنَّ رياضيات نظرية النسبية العامة تسمح لبعض السيناريوهات الغريبة بالحصول، ومن خلالها يمكن أن ينتهي بك المطاف في ماضيك، لكن كلّ هذه السيناريوهات تنتهي في نهاية المطاف بخرق فيزياء أُخرى معروفة، أي دائمًا يحدث تعارض بينها، فلماذا تسمح النسبية العامة بالسفر إلى الماضي، بينما الفيزياء الأُخرى تقفز دائمًا لإفساد المرح؟ نحن بصراحة لا نعرف.

ثقب دودي

رسم نظري لما يبدو عليه الثقب الدودي

لكن هذا لا يعني أنَّ العلماء يستسلمون، ففي عام 2015 قال علي أوغون من جامعة شرق البحر المتوسط ​​في قبرص أنَّ الثقوبَ قد تكون ممكنةً في المناطق ذات المادة المظلمة، وهذا شكل نظري للمادة لا يمكن رؤيته أو استشعاره بالتلسكوبات، ولكنّه يظهر نفسه في تأثيراته التثاقلية على الأجسام الأُخرى. تُظهِر معادلاته أنَّ الثقوبَ الدودية يمكن أن تحدث في هذه المناطق، ويقول أوغون إنّه لا يزال يبحث عن دليل، وقال إنَّ كلّ ما توصل إليه يعتمد على دليل رياضي فقط، وهو يأمل في يوم من الأيام أن يكون من إمكانه العثور على أدلة تجريبية مباشرة.

حتى عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج، قد انبهر بفكرة السفر عبر الزمن قبل وفاته هذا العام، عندما ناقش في صحيفة “ديلي ميل” كيف يمكن أن يجعل الثقب الأسود ذلك ممكنًا.

عمومًا ستبقى فكرةُ السفر عبر الزمن نظريّةً على الأقل في الوقت الحالي، وهذا مما نستنتجه بعد قراء

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG