معرض الصحة العربي في دبي هو حدث سنوي ينتظره الكثيرون لعرض أبرز التطورات المتعلقة بقطاع الرعاية الصحية والأدوية بهدف تحسين الممارسات الطبية. كما يساعد المعرض على ربط الشركات والمؤسسات فيما بينها. خلال فعاليات المعرض، تُكشف أهم المشاريع التي لعبت دورًا حيويًا في تعزيز مستقبل الرعاية الصحية، إضافة الى الخدمات الطبية التي يتم تقديمها عالمياً وفق أحدث التقنيات، كما تعرض المؤسسات والمنشآت الصحية تجربتها في التحول الرقمي للخدمات الصحية خاصة في ظل جائحة كورونا التي فرضت العديد من التغييرات في طرق تقديم الخدمات الصحية الآمنة للمرضى. بعض الشركات العالمية تنتظر هذا الحدث العالمي لعرض ما لديها من منتجات وخدمات تم استحداثها في مجالات عدة، حيث تجد في هذا المعرض فرصة استثمارية فريدة لعقد الصفقات وتبادل المعلومات وبناء شبكة تواصل مع غيرها من الشركات العارضة.
الاستثمار في تكنولوجيا الرعاية الصحية
في هذه النسخة من معرض ومؤتمر الصحة العربي 2022، سوف يتم التركيز على الاستثمار في تكنولوجيا الرعاية الصحية الجديدة بعدما تسببت به جائحة كوفيد– 19 والأزمة الصحية العالمية والتي فرضت تحولاً واضحاً في الأولويات مع التركيز على تقنيات جديدة لتقديم رعاية صحية أفضل. يشكل الذكاء الاصطناعي ثاني أكثر مجالات التكنولوجيا تأثيرًا بشكل عام، تليها الروبوتات التي تحظى اليوم بأولوية أعلى بكثير للاستثمار في هذا المجال من التكنولوجيا الجديدة على مستوى المنطقة بحسب آخر الإحصاءات. فالرعاية الطبية الرقمية بدأت تمثل أولوية كبيرة للمستثمرين بعد تفشي جائحة كورونا مثل التطبيب عن بُعد في محاولة لتقليل الإصابات وتلقي رعاية طبية متميزة من دون اختلاط.
إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية
الابتكار التكنولوجي والروبوتات وإنترنت الأشياء (IoT) كلها تقنيات أدت إلى تزايد استعمال الأجهزة الرقمية المختلفة من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية والعاملين في المستشفيات وغيرهم، إلى جانب السجلات الصحية الإلكترونية (EHR) التي سهّلت علاج العديد من فئات المرضى في ظل وجود مجموعة متزايدة من البيانات الرقمية المتعلقة بأساليب العلاج.
إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية يمثّل البنية التحتية المتصلة بالشبكات للأجهزة الطبية وتطبيقات البرامج التي حققت نمواً ملحوظاً في المستشفيات والمنشآت الصحية على اختلافها فساعدت الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية في تطوير عملية التشخيص السريري وسرعة اتخاذ القرارات الصحيحة مع الحد من فرص التشخيص الخاطئ، إلى جانب تحسين جودة الخدمات الطبية من خلال إدارة الأمراض المزمنة ومراقبة المرضى في المستشفيات.
مع تزايد انتشار الأجهزة، تشكل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءًا رئيسياً من استراتيجيات العلاج والوقاية الصحية. فقد استطاع هذا المجال أن يجذب إليه حجم واسع من الاستثمارات والتمويل وهو مؤشر على التوسع بمجال التكنولوجيا الصحية خلال الفترة المقبلة بالمنطقة، حيث يتم التركيز على المريض والاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة مع الإلتزام بتحسين نتائج الرعاية الصحية.
اليوم، بإمكان الطبيب معرفة الكثير عن حالة المريض ومراقبته باستمرار من دون التواجد بقربه أو حتى من دون تواجد المريض في المستشفى فيتمكّن الطبيب من التعامل مع الحالة بحسب التغيرات التي يقرأها على أجهزة التتبع مثل نسبة السكر في الدم أو معدل ضربات القلب أو نسبة أكسجة الدم والضغط وغيرها. بدلاً من الأساليب القديمة التي تتطلب الحضور المباشر لمعرفة بيانات المرضى أو انتظار إنذار صوتي للاستجابة للحالات الخطرة، تفيد تقنيات إنترنت الأشياء الطبية بإزالة الحاجة للتفقدات الدورية خلال فترات متقاربة. هذه الطريقة تتيح التعامل مع عدد أكبر من المرضى وتقليل الجهد المبذول من الطواقم الصحية أيضاً، وبالمجمل تحسين الرعاية الصحية ككل.
ملايين الإستثمارات في قطاع التكنولوجيا الصحية
اليوم، وبعد جائحة كورونا، برز قطاع التكنولوجيا الصحية بشكل واسع وسط امتلاكه عدد من المميزات والفرص التي يمكن أن تجعله على رأس قائمة الاستثمارات بالمنطقة بحيث تسمح التكنولوجيا للمرضى بتلقي الرعاية المناسبة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتعلّم الآلي.
العام الماضي كان كفيلاً بجذب عشرات ملايين من الدولارات لتطوير التكنولوجيا الصحية مما جعل البعض يرجح أن ينجح هذا المجال في منافسة نظيره التقليدي خلال الفترة المقبلة؛ وتعتبر التقنيات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة احد الركائز الرئيسية في مثل هذه التحولات في أنظمة الرعاية الصحية. منصات الرعاية الصحية عن بُعد انتشرت بشكل كبير في العامين الاخيرين بعد ما فرضته جائحة كورونا حيث أنها تقدم استشارات طبية عن بُعد عبر الإنترنت، وهو ما عكس دور التكنولوجيا الصحية في الكف عن مراحل المرض وعلاجها ومتابعته. لقد شهدت منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا إقبالاً متزايداً على إنشاء التطبيقات والمنصات الإلكترونية لتقديم مختلف الخدمات والاستشارات الطبية عن بُعد، والتي من المتوقع أن تشهد نموًا قياسيًا خلال السنوات المقبلة، بخاصة مع انتشار التطبيقات الجديدة وحلول الذكاء الاصطناعي، لتدخل في منافسة حامية في جذب الاستثمارات تشهدها المنطقة لأول مرة بين ذلك المجال الجديد نسبيًا، والطب التقليدي المنتشر بالفعل منذ عقود ماضية.
الأجهزة القابلة للإرتداء
الأجهزة القابلة للإرتداء كان لها الأثر الكبير في إحداث تحول على مستوى الرعاية الصحية الشخصية في ضوء الإعتماد المتزايد على التقنيات الحديثة وهي تعتبر وسيلة فعالة للتخلص من العادات الصحية السيئة والمحافظة على حياة صحية؛ كما أن المراقبة المستمرة تساعد على إدارة الصحة بشكل أفضل، وتزود المستخدم بتجربة حياة نشطة ومريحة. يوجد اليوم الكثير من الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الطبية التي دخلت في صناعة الأجهزة الطبية القابلة للإرتداء؛ فهي تسهم في تقليل زيارات الطبيب أو اختصاصي العلاج الطبيعي، وخصوصا بعد الجراحة، وتراقب الأنشطة الحيوية.
هناك الكثير من الأجهزة القابلة للإرتداء المستخدمة بكثرة في المجتمعات منها الساعات الذكية التي تقيس الوظائف الحيوية في الجسم وتعطي تنبيها في حال حدوث أي شيء مفاجئ، وهناك الملابس الرياضية التي تعلم المستخدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل صحيح بحيث لا يتعرض لإصابات، وأجهزة أخرى يتم وضعها على الظهر للإشارة إلى وضعية الجلوس السيئة التي تضر بالعمود الفقري.
من شأن أجهزة من هذا النوع أن تشجع أفراد المجتمع على اتباع السلوك الصحي وإدارة حياتهم بشكل أفضل مع السيطرة على الحالة الصحية في حال وجود أمراض مزمنة. الاستفادة من الأجهزة القابلة للارتداء وجمع معلومات المريض بشكل مستمر ودوري يساعد المريض على حصوله على عناية أفضل في أي وقت ومكان لأنها لم تعد محصورة بزيارة الطبيب أو المؤسسة الصحية.
هذه التطورات أسهمت بشكل فعال في إتاحة فرصة جديدة في سبيل تحسين النتائج العلاجية في المستشفيات وعيادات الأطباء، وحتى في ما يتعلّق برعاية المرضى لأنفسهم من خلال تلك التقنيات المتطورة القابلة للإرتداء وانترنت الأشياء التي تسمح لهم بالتحكم في محيطهم وفي مراقبة وظائفهم الحيوية من خلال حلول تشمل تطبيقات المحمول التي يمكن للمريض أن يتحكم بها.