كما هو الحال مع الرياضة وتناول الطعام الصحي والتأمّل… كل العادات الحسنة تتضاعف ثمارها عندما تقومون بها بشكل يومي، والإدارة المالية ليست دخيلة على هذه العادات.
لذلك، سنناقش فيما يلي 5 خطوات تدخل في روتين الإدارة المالية. فتقول الدراسات أنّ الفرد بحاجة إلى معدّل 66 يوماً ليحوّل أي سلوك إلى عادة، لكن الأمر يختلف حسب الأفراد. فإذا اخترتم ما يناسبكم ويلبّي احتياجاتكم من القائمة، قد تبدأوا روتيناً مالياً فعّالاً في فترة قريبة جداً.
1) الادخار
بدلاً من النظر إلى الادخار على أنه جهد وتنازل، لمَ لا ننظر إليه كفرصة للهروب من القيود المالية؟ فقد يكون المبلغ المدّخر هو ما يجعلكم غير متردّدين في مكافأة نفسكم مادياً عندما ترغبون بشراء سلعة أو الانطلاق إلى تجربة لم تكن ضمن ميزانيتكم الأولى. ففي محاولة لتبنّي هذا المفهوم الجديد، قوموا بادخار على الأقل 20% من راتبكم في بداية الشهر، ثم ادخروا يومياً حتى لو ريال واحد. هذا لن يعزّز ثقافة الادخار لديكم فقط بل سيعطيكم مصروفاً إضافياً في نهاية الشهر.
2) مراجعة أهدافكم المتعلقة بالمال
لتطبيق هذه النصيحة على أفضل وجه، لا تفكّروا فقط بالأهداف القريبة الأجل بل خطّطوا لحياتكم على المدى البعيد، سواء على مستوى فردي، أو عائلي، أو مهني. فالرؤية المستقبلية شكّل دافعاً كبيراً للمثابرة نحو إدارة مالية سليمة وحافزاً للبحث عن أفضل السبل لتحقيقها. فإذا كنتم ترغبون في السفر أو شراء ملابس جديدة أو إنشاء شركتكم الخاصة أو الخروج مع أولادكم في رحلة مميزة، ذكّروا نفسكم بهذه الأهداف يومياً، لأنها ستضفي معنىً إلى جهودكم كما ستجعل عاداتكم الشرائية أقل عشوائية.
3) تدوين النفقات
أعدّوا قائمة بالمال الذي تنفقونه يومياً، سواء لشراء القهوة أو التسوق في السوبرماركت أو تعبئة وقود السيارة، إلخ. فهذا سيسهّل حساب مصاريفكم بنهاية الشهر، كما سيجعلكم تراجعون أنماطكم الشرائية، وبالتالي تفهمون طبيعة إنفاقكم بشكل أوضح. للقيام بذلك، يمكنكم الاحتفاظ بدفتر لتدوين النفقات في نهاية اليوم أو تسجيل الأرقام على جوالكم، أو حتى أسهل بعد، الاستفادة من التطبيقات المجانية للإدارة المالية وربطها بحسابكم المصرفي ليتم تسجيل النفقات تلقائياً. قد يكون هذا سبباً إضافياً لاستخدام الدفع الالكتروني، فاحذروا أن يودّي إلى زيادة مصاريفكم.
4) تفقّد تطبيقات الجوال
قوموا بجولة سريعة على الإيميل والرسائل والتطبيقات الأخرى حيث تتسوّقون غالباً، لكي تكونوا على اطلاع بكل ما يتعلّق بشؤونكم المالية. قد تختارون إلغاء اشتراككم في خدمة لا تحتاجون إليها أو تتنبّهون من اقتراب موعد سداد نفقات البطاقة الائتمانية. ليس من الضروري اتخاذ أي إجراء على ضوء هذه الخطوة، إنما الهدف هو البقاء على دراية وتحكّم بأموركم المالية. ولا تنسوا الدخول إلى التطبيق المصرفي من وقت إلى آخر للتأكّد من رصيد حساباتكم لا سيما إذا كنتم تربطونها بدفعات مؤتمتة لفواتير الكهرباء، والهاتف، وغيرها.
5) أخذ خطوة نحو الوعي المالي
الطريق إلى الوعي المالي يحتاج سلسلة من الخطوات والعديد من السنوات ليصل الأفراد إلى مستويات متقدّمة تمكّنهم من إدارة أموالهم بشكل محترف. فإنّ المثابرة على هذا الهدف سيعود عليكم بفوائد تتخطى المستوى المادي، مثل التدرّب على التحليل والتخطيط والنظر إلى الأمور من زاوية أوسع تكشف لكم معطيات أكثر وتحسّن نوعية قراراتكم. ليكون هذا جزءاً من روتينكم، خذوا خطوة نحو الوعي المالي يومياً، مثل قراءة مقال، أو الاطلاع على رأي أحد الخبراء، أو تحديد أخطائكم ومخاوفكم المالية ووضع خطة لمعالجتها.
هناك الكثير لإنجازه في هذا الإطار. لكن يبقى السؤال: أي من هذه الخطوات والعادات هو الأسهل والأقرب إلى أسلوب حياتكم وتفكيركم؟ شاركونا إيّاها وانطلقوا منها نحو روتين بنّاء وحياة مالية متوازنة.