تعد قلة النساء في عالم الاقتصاد ميزة عربية، فالعالم كله بشرقه وغربه يشكو من هذه المعضلة، فهل للاقتصاد مشكلة مع النساء أو أن للنساء مشكلة مع الاقتصاد؟
يشير تقرير نشرته مجلة لونوفيل إيكونوميست، إلى أن طرق تدريس الاقتصاد والقيود العائلية قد يكونان السبب وراء هذا، لكنه يرصد كيف تمكنت الأميركية أيلينور أوستروم من أن تكون أول فائزة بجائزة نوبل في الاقتصاد بعد أن أخرجت من المجال، ودرست الرياضيات قبل أن تنخرط في دراسة العلوم السياسية.
حين أصبحت إيلينور أوستروم أول امرأة تفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2009، قالت مازحة «لن أكون الأخيرة».
ورغم أن ما حصل بعد ذلك أكد أنها كانت محقة، فإن مثل هذا الحدث تأخر كثيراً. والأغرب أن أوستروم التي توفيت في 2012 فازت بجائزة نوبل حين أصبحت خارج التيار الرئيسي للاقتصاد، فأين المشكلة؟
في بداية الصيف الماضي، نشرت الجمعية الاقتصادية الملكية البريطانية تقريراً عن وجود فروقات بين الجنسين في دراسة الاقتصاد في المملكة المتحدة، إذ أشار إلى أن الاقتصاد الاكاديمي ما يزال مجالاً يسيطر عليه الذكور، وكلما كان المنصب رفيعاً زادت سيطرة الرجال عليه.
ولا تمثل النساء سوى 32 في المئة من طلبة الاقتصاد و26 في المئة من الاقتصاديين الجامعيين في بريطانيا، وعلى مدار ربع قرن لم يحدث أي تقدم مثير في هذا الشأن.
وتقول الخبيرة الاقتصادية وأستاذة السياسة العامة في جامعة كامبردج ديان كويل «يستحيل دراسة العلوم الاجتماعية بشكل صحيح إن كنا لا نمثل المجتمع».
مسألة قيود عائلية
تبدو المشكلة أكثر حدة بالنسبة للاقتصاد الجامعي مقارنة بالاقتصاد عموماً، فنصف خريجي الاقتصاد في المملكة المتحدة هن من النساء، لكنهن يتجهن فيما بعد نحو القطاع الخاص مثل البنوك ومكاتب الاستشارات وتكنولوجيات المعلومات، أو نحو مراكز الأبحاث أو بنك إنكلترا حيث القسم الاقتصادي للحكومة، الذي يوظف أكبر عدد من النساء الاقتصاديات مقارنة بالجامعات.
وعلى الصعيد الدولي، فقد تولت النساء منذ فترة قصيرة رئاسة الاحتياطي الأميركي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولذلك يبدو من غير المعقول أن يتعذر وصول النساء إلى الاقتصاد الأكاديمي أو أن يبقى غير جذاب لهن.
ويعود سبب جزء من هذه المشكلة إلى عدم استقرار الوظائف الجامعية بالنسبة للمبتدئين، والحاجة إلى النشر بوتيرة سريعة، حتى في الوقت الذي تفكر فيه العديد من النساء بالحصول على إجازة أمومة. لذلك ينبغي إعادة التفكير في الوظائف الجامعية حتى تكون أكثر جاذبية بالنسبة للنساء.