تراجع خدمات الاتصال وبالتالي تراجع مردودية خدمات القطاع الرقمي رغم ما تكتسبه من مهارات في اليد العاملة المختصة.
وتقدمت ليبيا في مفاجأة من مفاجآت هذا التقرير إلى المركز الأول قاريا بعدما كانت تحتل المرتبة الخامسة العام الماضي بعد أن حققت ليبيا طفرة بتسجيلها 88.1 نقطة، وبزيادة 11% عن الرقم المسجل العام الماضي. الأمر الذي جعلها تتفوق على المغرب التي حلت ثانية في التصنيف القاري بواقع 86.8 نقطة، تليها سيشيل بـ84.7 نقطة، ثم موريشيوس بـ84.2 نقطة، وفي المرتبة الخامسة جنوب إفريقيا بـ83.6 نقطة.
وقد ورد في هذا التقرير، «بتحقيقها لطفرة بـ11% لتصل إلى 88.1 نقطة، حققت ليبيا أفضل تقدم إفريقي وأطاحت بالمغرب لتصعد إلى صدارة التصنيف القاري. وفي غضون عام واحد، انتقلت ليبيا من المركز الخامس في التصنيف إلى المركز الأول». وتشير النقطة العالية البالغة 88.2 للاتصال الشامل و87.9 للاتصال الملموس إلى حدوث تقدم ملحوظ في تغطية الشبكة والقدرة على تحمل التكاليف وحركة البيانات المتنقلة حيث تمكنت هذه الأخيرة من تطوير بنية تحتية متينة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
أما بخصوص المغرب الذي جاء في المركز الثاني برصيد 86.8 نقطة، اعتبره هذا التقرير «قاطرة رقمية في إفريقيا على الرغم من أنه تراجع قليلا لفائدة ليبيا في ما يتعلق بالاتصال الشامل (81.9) وحقق درجة عالية ( 91.7 ) فيما يتعلق بالاتصال الملموس». وبعود هذا الأداء بشكل خاص إلى انتشار البنيات التحتية المتطورة مثل الألياف الضوئية والجيل الرابع، وعروض الخدمات الرقمية المتنوعة بالإضافة إلى الجهود المتواصلة في مجال الحكومة الإلكترونية وتنمية القدرات والمهارات.
واحتلت الجزائر المرتبة السادسة وبوتسوانا المرتبة السابعة ومصر (76.8) المرتبة التاسعة وبينما حلت الغابون في المرتبة العاشرة افريقيا.
ويرى المشرفون على هذا التقرير (الاتحاد الدولي للاتصالات) انه يتعين على المغرب مواصلة جهودها لتقليص الهوة الرقمية خاصة في المناطق القروية والجبلية التي ما تزال في كثير من الأحيان بعيدة عن الشبكات وتوسيع الاتصال في جميع أنحاء البلاد بهدف تمكين جميع المواطنين من اتصال جيد بالإنترنت وبأسعار في متناول الجميع.
وفي ما يخص دولتي سيشيل وموريشيوس اللتين وصفهما التقرير بـ«رأسي الحربة في اقتصاديات المنطقة»، فقد جاءت سيشيل في المركز الثالث برصيد 84.7 نقطة بعد أن حققت اتصالا شاملا متطورا (81.8)، بينما تتميز موريشيوس، التي تحتل المركز الرابع برصيد 84.2 نقطة، بمستواها في ما يخص الاتصال الملموس البالغ 89.9.
وأوضح التقرير، انه بالنسبة لهذين البلدين، «يشكل التميز في التكنولوجيا الرقمية عاملا اقتصاديا مهما للغاية يتماشى مع تميزها في مجال الخدمات والسياحة الراقية» موضحا أنه من الضروري أن توفر هذه الجزر يد عاملة مؤهلة في مجالات الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات.
يشار إلى أن سيشيل تعزز مركزها الثالث الذي حصلت عليه في تصنيف 2023 بفارق 5 نقاط. وفي المقابل، تتراجع موريشيوس، التي كانت في المركز الثاني في عام 2023، مركزين في عام 2024 لتحتل المركز الرابع، مع زيادة في نقاطها بـ3 نقاط.
أما جنوب أفريقيا التي جاءت في المركز الخامس برصيد 83.6 نقطة، فقد فرضت نفسها كقوة رقمية رئيسية في منطقة جنوب الصحراء بحكم انها حققت درجات متوازنة تبلغ 82.6 للاتصال الشامل و84.6 للاتصال الملموس غير ان «استمرار عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ما يزال يعيق وصول جزء من السكان إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتعين عليها أن تواجه التحدي المتمثل في التملك الرقمي الشامل والآمن والمنتج من قبل جميع المواطنين لتحقيق إمكاناتها بالكامل في هذا المجال» وفق ما جاء في التقرير.