7 يوليو، 2023

 

في مقال سابق كنا قد تناولنا الحديث عن ما هو الاستثمار بشكل عام، من خلال توضيح مفهوم الاستثمار وأهميته، وكذلك مخاطره وطرق الحد منها، والكثير من الأمور الأساسية الهامة المتعلقة بعملية الاستثمار.

 

أهم سؤال يمكن أن يسأله الكثيرون الآن هو: ما هي أهم وأفضل طرق استثمار المال؟

لذلك سوف نتناول في مقال اليوم بشكل أكثر عمقاً الجانب العملي من العملية الاستثمارية، وهو طرق استثمار المال.

 

في البداية أود أن أحكي لك قصة رجل استطاع أن يحقق ثروة ضخمة عن طريق الاستثمار.

وارن بافيت رجل الأعمال الأمريكي، وهو واحد من بين أغنى عشرة رجال في العالم، وتُقدر ثروته بحوالي 86.6 مليار دولار.

 

قد يتوقع الجميع أن رجلاً مثل هذا قد صنع ثروته عن طريق الإرث، أو المتاجرة في النفط والبنوك كأحد أهم القوى الاستثمارية التي تُحقق أرباحاً هائلة.

 

لكن وارن بافيت اعتمد على طريقة أكثر بساطة وذكاءً في نفس الوقت، فكان استثماره قائماً على شراء الأسهم في الشركات التي يعتقد أنها تستحق أكثر من قيمتها، وقد استثمر في العديد من الشركات التي حققت له أرباحاً هائلة بعد عدة سنوات، ولعل من أهمها العلامة التجارية المعروفة “كوكاكولا”.

 

بدأ بافيت بالعمل في سن صغيرعن طريق بيع العصائر والمخبوزات، وعلى الرغم من أن عائلته كانت تمتلك شركة بالفعل، إلا أنه استطاع الاعتماد على نفسه في مجال الاستثمار، وقام ببناء علامته التجارية الخاصة، ذلك به بعد أن قرر ترك العمل في شركة والده كموظف للاستثمارات بسبب الخلافات مع الشركاء.

 

وقد وضع بافيت الكثير من المبادئ للمستثمرين الجدد التي أنصحك بالبحث عنها، والاستفادة من عقلية هذا المستثمر العظيم.

 

في البداية يجب أن تتعرف على أنواع الاستثمارات، وذلك حتى تتمكن من اختيار الاستثمار المناسب الذي يُمكنك من تشكيل محفظتك الاستثمارية بما يتناسب مع طريقة تفكيرك وخبراتك وطباعك الشخصية، وكذلك حجم الأموال التي تنوي استثمارها.

 

تنقسم الاستثمارات المالية إلى

 

أ) استثمارات قصيرة الأجل:

 

وهي المبالغ المالية التي تقوم باستثمارها لمدة لا تزيد بل يمكن أن تقل عن عام واحد، ويُعد الاستثمار في السندات واحداً من أهم الاستثمارات قصيرة الأجل انتشاراً في الأسواق المالية، وكذلك شراء سلعة أو منتج معين خلال العام ثم القيام ببيعه مرة آخرى وتحقيق الأرباح.

 

ب) استثمارات طويلة الأجل:

 

وهي المبالغ المالية التي تقوم باستثمارها لمدة طويلة تصل إلى 10 أو 15 عاماً، والهدف منها هو الحصول على عائد مادي قوي بعد عدة سنوات، ويُعد الاستثمار في الأسهم واحداً من أهم الاستثمارات طويلة الأجل المتعارف عليها، وكذلك الاستثمار في الأصول العقارية والذهب والمعادن النفسية.

 

وإليك أهم طرق طرق استثمار المال:

  1. الاستثمار في تمويل المشروعات الريادية

 

إذا نظرت حولك ستجد أن جزءاً من البشر يمتلك الفكرة، وجزءاً آخر يمتلك المال.

 

يبحث صاحب الفكرة عن ممول أو مستثمر لتمويل فكرته، والخروج بها إلى حيز التنفيذ الفعلي على أرض الواقع، ويبحث صاحب المال عن فكرة جيدة ليقوم باستثمار ماله فيها ومضاعفته.

إن التحالف الذكي بين الفكرة الجيدة والمال يصنع الثروات، فالثروات تُصنع من التحالفات دائماً.

 

ومع تطور مفهوم ريادة الأعمال، ظهر الكثير من رواد الأعمال الذين يمتلكون الكثير من  الأفكار الإبداعية أو المختلفة أو الغريبة، والتي تناسب عصرية الحياة التي نعيشها، ويبحث الكثير منهم عن مستثمرين في تمويل المشروعات، وتحقيق شراكة ناجحة بين الأفكار والأموال.

المستثمر الذكي هنا يبحث دائماً عن الفكرة المربحة والفرصة الجيدة!

 

مثال بسيط وحي على ذلك، وهو شركة الدفع الإلكتروني الشهيرة فوري، التي بدأت بفكرة في عام 2007 في السوق المصري. فوري كانت فكرة بسيطة شديدة التعقيد في نفس الوقت (تقديم طريقة دفع إلكترونية بسيطة وسهلة للمستخدم).

 

فكرة بسيطة في غاية التعقيد، وقد واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات، فكان من الصعب إقناع المستثمرين والشركات بإمكانية عمل منصة دفع إلكتروني، تُمكن العملاء من دفع فواتيرهم من أقرب محل بقالة أو صيدلية أو سوبر ماركت.

 

ولم تكن الصعوبة فقط في إقناع المستثمرين باستثمار أموالهم في هذه الفكرة، لكن كان من الصعب أيضاً إقناع شركات الاتصالات والشركات الحكومية بأن الجمهور سوف يستخدم هذه الخدمة، ثم التحدي الأكبر كان في إقناع الجمهور نفسه باستخدام طريقة دفع إلكتروني.

 

أما اليوم فقد حصلت فوري على صفقة بيع مقابل 100 مليون دولاراً..

 

فهل يمكنك تخمين قيمة الأرباح التي كان من الممكن أن تحصل عليها اليوم إذا قمت بالاستثمار بمبلغ من المال في شركة فوري منذ عشرة سنوات تقريباً؟

 

هذا هو ما يعنيه التحالف الذكي بين الفكرة الجيدة والمال، الذي يرغب صاحبه في استثماره بشكل أكثر ذكاءً وإحترافيةً..

خطوات الاستثمار في المشروعات الريادية

 

ابحث عن فكرة مميزة بسيطة، فالإبداع دائما يأتي من بساطة الأفكار.

تواصل مع صاحب الفكرة، واطلب منه التفاصيل الأولية التي تمكنك من فهم الفكرة بشكل أكثر دقة.

قم بدراسة السوق الذي تستهدفه هذه الفكرة، وتأكد من احتياجه لها، فقد تكون هناك فكرة رائعة لكن السوق المستهدف لتنفيذها ليس السوق المناسب.

لذا فمرحلة دراسة أبعاد السوق المستهدف وإمكانية تنفيذ الفكرة به أهم مرحلة تساعدك على تحديد قرارك في الاستثمار في هذه الفكرة أو تغييرها.

قم بمناقشة الفكرة مع المتخصصين في نفس المجال، وتذكر دائماً إن لم تكن متخصص فرأي خبير أو متخصص في أي مجال يوفر عليك سنوات من المجهود في البحث وخسارة الأموال.

لا تدفع بسهولة، فالمستثمر الذكي لا يدفع إلا بعد أن يتأكد من أن احتمالية نجاح الفكرة أكبر بكثير من احتماليات فشلها.

 

  1. الاستثمار في السوق العقاري

 

يندرج الاستثمار في العقارات تحت مسمى الاستثمار في الأصول، ويُعد من أكثر الاستثمارات ضماناً وأقلهم مخاطرة، لأن الأسواق العقارية تتسم دائماً بالطلب المتزايد، حتى وإن واجهها بعض الركود أوالكساد لفترة ما، فلن تخسر الأموال المستثمرة فيها لأن تمتلك “أصل ثابت”.

 

فالعقارات كانت ولازالت من أهم الأدوات الاستثمارية التي تضاعف الأموال.

كيفية الاستثمار في السوق العقاري

 

يتميز مجال العقارات بتنوع الطرق التي يمكنك أن تستخدمها للقيام في الاستثمار من خلاله.

 

أ) قم بشراء قطعة أرض وقم بالبناء عليها، وتقسيمها إلى محلات تجارية وشقق سكنية، ثم قم ببيعها للأفراد، وكرر العملية مرة آخرى.

 

ب) يمكنك  أيضاً استخدام أنظمة الإيجار المتعددة، والحصول على مصدر دخل شهري ثابت، مع الاحتفاظ بقيمة الأصل كاستثمار طويل الأجل، ومضاعفة قيمته بعد عدة سنوات.

 

ج) قم بشراء شقة أو أكثر ويُفضل في أحد المناطق الراقية، ثم قم بفرشها بأحدث الأجهزة وتأجيرها، حيث يبلغ معدل إيجار الشقق المفروشة داخل مصر مثلا من 4000ج إلى 15000 جنيهاً شهرياً حسب المنطقة.

 

إذا لم ترغب في عرض هذه الشقق للإيجار، يمكنك أن تتركها لعدة سنوات، ثم القيام ببيعها وتحقيق ثروة من فرق السعر بين وقت البيع ووقت الشراء، والذي سوف يكون الضعف على أقل تقدير، وقد يتجاوز ثلاثة أضعاف سعر الشراء حسب توقيت البيع.

 

د) قم بشراء أصل عقاري ثم استغلاله في عمل مشروع آخر، وفي هذه الحالة أيضاً سوف تحصل على استثمار طويل الأجل من الاحتفاظ بالأصل، واستثمار قصير الأجل من استغلال الأصل العقاري في مشروعك.

 

إقرأ أيضاً: أفكار مشاريع صغيرة (ستنقلك لمستوى مالى آخر)

  1. الاستثمار في الذهب

 

الذهب واحد من أكثر المعادن رواجاً وقيمة على مر العصور، وهو يندرج تحت قائمة الاستثمارات طويلة الأجل التي لا يمكنك أن تنتظر منها أرباحاً سريعة، لذلك فإن الذهب لا يناسب الكثيرين ممن يبحثون عن أرباحاً قصيرة المدى أو يخشون المخاطرة، وذلك لأن تغيرات الأسواق المالية لا يمكنها أن تعطيك مؤشرات ثابتة عن قيمة الأرباح التي يمكنك أن تحصل عليها بعد 10 إلى 15 عاماً من اليوم.

 

في عام 2006 أي منذ حوالي 13 عاماً كان سعر جرام الذهب بالتقريب من (88-92) جنيهاً.

عن تجربة شخصية قمت بشراء بعض الحُلي المصنوعة من الذهب في ذلك العام تقريباً، وقد اضطررت إلى بيعه منذ عامين نظراً لمروري بأزمة مالية.

 

أتذكر أنني قمت ببيع الجرام الواحد من الذهب بأكثر من 600 جنيهاً أي بأكثر من خمسة أضعاف ثمنه وقت الشراء، بالطبع أنا لم أكن أخطط في عام 2006 إلي أي نوع من الاستثمار في الذهب، ولم يكن لدي كذلك أي معرفة بالأسواق المالية، وكان الهدف من الشراء وقتها استخدامه للزينة فقط.

 

لكنني اليوم وأنا أكتب هذا المقال تذكرت ذلك الموقف ونظرت له كفرصة استثمارية!

فماذا لو كنت اشتريت وقتها عشرة أضعاف الكمية التي اشتريتها؟ كم كانت الأرباح التي كنت سأحققها؟

نصائح لتحقيق الاستثمار الأمثل في الذهب

 

متابعة بورصة الذهب والاطلاع على الأسعار بشكل مستمر، حتى تتمكن من الشراء وقت هبوط الأسعار.

أن يُشكل الاستثمار في الذهب جزءاً من المحفظة الاستثمارية مثلاً من (20-40%) من قيمة استثمارتتك، لأن كل الأموال التي ستضعها في شراء الذهب يفترض أنك لن تحتاج إليها على أقل تقدير لمدة 10 سنوات، لأننا كما ذكرنا أنه استثمار طويل الأجل لن تجني منه أرباحاً خلال فترة قصيرة.

شراء سبائك الذهب وليست الحُلي فقيمة (المصنعية) التي يتم إضافتها على السبائك أقل كثيراً من المضافة على الحُلي.

الشراء من أماكن البيع الموثوقة خاصةً إذا لم تكن لديك خبرة كافية، فيجب أن تستعين بمتخصص منعاً لتعرضك للغش التجاري.

متابعة سوق العملات الأجنبية وكذلك التغيرات الاقتصادية العالمية، لأنها عامل مؤثر رئيسي في تغييرات الأسعار، وبذلك تستطيع أن تُحدد الوقت المناسب للبيع بسعر يحقق لك أرباحاً ضخمة.

 

اقرأ أيضاً: أسباب فشل المشاريع الجديدة (تعرف عليها لكي تتجنبها)

  1. الاستثمار في تنمية مسارك المهني

 

إذا كنا نتحدث عن تنمية المحفظة الاستثمارية الخاصة بك، وتطوير مخططاتك المالية فلا يجب أن نهمل الجزء الأهم على الإطلاق، وهو تنمية المسارالوظيفي أو المهني لك.

 

وهو جزء لا يتجزأ من بناء الثروات، فالإنفاق المالي على تنمية حياتك المهنية يؤثر في تنمية مهاراتك المالية، ويضيف إلى سجل خبراتك البشرية مما يمكنك من بناء ثروة ضخمة على المدى البعيد.

 

إن أغلب البشر يبحثون عن طرق لصناعة الثروة بعيداً عن تخصصهم الرئيسي الذي يعملون به، ظناً أن  كل التخصصات الآخرى تجلب الثراء إلا تخصصهم، على الرغم من أن الأثرياء الذين قد وضعوا مبادئ صناعة الثروات أكدوا أن هذه المبادئ يمكن أن تُطبق على أي تخصص لتصنع منه ثروة هائلة.

 

أنا لا أقول أن تتوقف عن التفكير في الاستثمار خارج تخصصك أو مجالك الذي تعمل به، ولكن أحاول أن أوجه تفكيرك أيضاً إلى نقطة شديدة الأهمية وهي الاستفادة من عملك الأساسي وتطويره، لأن ذلك سوف يجلب لك أرباحاً إضافية كبيرة في المستقبل، سوف تساعدك على تشكيل محفتظك الاستثمارية بذكاء.

كيف توجه جزءاً من استثماراتك نحو تنمية مسارك المهني والمالي؟

 

كُن خبيراً في تخصصك فإذا كنت تعمل (كمحاسب)، وجه جزءاً من محفظتك الاستثمارية نحو الحصول على الشهادات شديدة التخصصية في مجال المحاسبة من الجامعات العالمية المعترف بها.

 

الثروات تُصنع ويمكن أن تُفقد أيضاً، لكن ما لا يُفقد هو الاستثمار في نفسك فهو يساعدك على الحصول على طرق جديدة لاستعادة ثروتك في أي وقت إذا خسرتها، و يساعدك على تنمية محفظتك المالية مرة آخرى.

  1. الاستثمار في السلع الاستهلاكية

 

السلع الاستهلاكية التي لا يمكن لأحد الاستغناء عنها حتى في أسوء الظروف الاقتصادية هي الأغذية والمشروبات، وهي تمثل أحد أهم نماذج الربح المتكرر، والتي تقوم على شراء الأشخاص للسلعة أكثر من مرة نظرًا لأن الاحتياج إليها لا ولن يتنهي، فقد يكون احتياج يومي أو أسبوعي أو شهري، وهو نوع من الاستثمارات قصيرة المدى قليلة المخاطرة.

 

ينقسم الاستثمار في السلع إلى

 

الاستثمار في المواد الخام: المستخدمة لتصنيع المنتج النهائي الذي يتم تداوله في الاسواق، فالقمح مثلاً هو السلعة المستخدمة لتصنيع الخبز.

 

الاستثمار في السلع اللينة: والتي لا يمكن تخزينها لفترات طويلة مثل الكاكاو، السكر،و البن.

 

الاستثمار في المنتج النهائي: كأن تقوم بشراء منتج مستهلك ومطلوب بشكل كبير في الأسواق بكميات كبيرة، ثم تقوم ببيعه بالتجزئة لتجار الجملة- السوبر ماركت- محلات البقالة، مثل المكرونة- الأرز- وغيرها من المنتجات التي نستخدمها بشكل يومي.

 

ولأن هامش الربح في هذا النموذج من الاستثمار يكون ضعيفاً، فتحقيق الأرباح منه يعتمد على تكرار بيع نفس المنتج عدة مرات خلال العام، ولأنه يمتلك دورة رأس مال قصيرة، لذا فإنه يحقق أرباحاً كبيرة من خلال التوسع الكمي.

  1. الاستثمار الموسمي

 

الاستثمار الموسمي يعتمد على شراء سلعة مطلوبة في وقت معين خلال العام بكميات كبيرة، ثم بيعها في الأسواق من خلال التعاقد مع منافذ بيع بالتجزئة أو البيع للمستهلك مباشرةً.

 

ويعتمد هذا النموذج من الاستثمار على مراقبة الأسواق، ومتابعة الفترات الموسمية قبل بداية الموسم بفترات طويلة، حتى تتمكن من معرفة احتياجات السوق، وتوفير المنتج قبل بداية الموسم بفترة كافية.

 

مثال على ذلك موسم بداية العام الدراسي، في هذا الموسم يحتاج السوق إلى الأدوات المدرسية بكل أشكالها وأنواعها، ويتم بيعها في الأسواق بكميات كبيرة.

 

هذا النموذج من الاستثمارات البديلة يعتمد على دراسة احتياجات الأسواق في البلد التي تقيم فيها بشكل مستمر، واستغلال كل الفرص الاستثمارية المتاحة إليك.

  1. الاستثمار في السيارات

 

مجال النقل هو واحد من نماذج الربح المتكرر، حيث أننا نحتاج خدمات النقل من مكان إلى مكان آخر بشكل يومي متكرر.

 

ومن أمثلة الشركات التي تعتمد على هذا النموذج هي شركة أوبر الشهيرة التي توفر خدمات النقل من مكان إلى مكان آخر، وذلك بالاعتماد على سيارات خاصة يتم طلبها من خلال تطبيق إلكتروني.

 

وقد اتجه الكثير من الأفراد في الآونة الأخيرة إلى الاستثمار في هذا المجال ولكن على نطاق أقل من حيث محدودية رأس المال.

 

يُمكنك أن تشتري سيارة أو أكثر بحسب الأموال التي سوف تقوم باستثمارها، وتوجيهها إلى نقل الأفراد بالاستعانة ببعض الحملات التسويقية الموجهة.

 

أما على المدى البعيد فيمكنك بيعها بعد فترة إذا أردت ذلك، ولن تخسر لأن الأسعار في ارتفاع متزايد، ونفس موديل السيارات الذي اشتريته اليوم سيرتفع سعره في سوق السيارات المستعملة بعد فترة.

 

أحد أصدقائي قام بشراء سيارة مستعملة موديل قديم وليس حديث للاستخدام الشخصي، ثم قام ببيعها بعد عام واحد وحقق أرباحاً خمسة ألاف جنيهاً.

 

يمكنك استثمار سيارتك الخاصة أيضاً مع إحدى سيارات النقل التي تقدم خدمات النقل الخاصة كشركة أوبر وغيرها، ويمكنك أيضاً تأجيرها مقابل مبلغ شهري للكثير من الشركات السياحية، ويمكنك إعادة بيعها مرة أخرى وتحقيق أرباح من فرق السعر بين البيع والشراء.

 

إن فكرة الدمج في الاستثمار فكرة ذكية، تمكنك من تحقيق أرباحاً على المدى القصير والبعيد أيضاً.

  1. الاستثمار في التطبيقات الإلكترونية

 

التطبيقات الإلكترونية أو تطبيقات الهواتف الذكية كما يُطلق عليها، هي برامج يتم بناؤها إلكترونياً عن طريق البرمجة، ومن أشهرها فيسبوك-انستجرام-سناب شات-أوبر- كريم وغيرها، والتي تحولت فيما بعد إلى شركات عملاقة تم الاستحواذ عليها من خلال صفقات استثمارية ضخمة، أو دمجها مع شركات عالمية أخرى.

كيف تحقق التطبيقات الذكية الأرباح؟

 

التطبيقات الذكية هي نشاط تجاري ضخم يهدف إلى ربح المال، ومن أهم طرق الربح من التطبيقات الذكية:

أ) الإعلانات

 

بعض التطبيقات المجانية التي لا تطلب منك اشتراكاً لاستخدامها، مثل فيسبوك وواتساب واليوتيوب وانستجرام، تعتمد على الإعلانات للشركات والمنتجات، فهي تحقق أرباحها من استخدامك لها لأطول فترة ممكنة.

هناك قاعدة تقول إذا لم تدفع ثمن السلعة فاعلم أنك أنت السلعة.

ب) الاشتراكات المدفوعة

 

بعض التطبيقات توفر لك اشتراك مجاني لتجربة المحتوى الذي تقدمه لفترة معينة، ثم تطلب منك دفع اشتراك سنوي أو شهري لتتمكن من مواصلة استخدامها، مثل نتفليكس تطبيق مشاهدة الأفلام والمسلسلات أون لاين.

ج) تقديم مزايا إضافية مدفوعة

 

تتبع هذه الطريقة تطبيقات الألعاب المختلفة، والتي يكون استخدامها مجاني، لكن تتطلب منك لمواصلة اللعبة بشكل أفضل دفع المال للحصول على أدوات ومزايا عن باقي المنافسين داخل اللعبة.

د) أن يكون البرنامج أو التطبيق نفسه مدفوعاً وليس مجانياً

 

كالتطبيقات التي يتم تحميلها مقابل دولار لكل تحميل، وقد تتوافر من التطبيق نسخة مجانية لكن دون مميزات النسخة المدفوعة.

هـ) تطبيق خدمة على أرض الواقع من خلال التطبيق

 

مثل التطبيقات التي تقوم بتوصيل المنتجات إلى المنازل، والتي تمثل حلقة وصل بين المستهلك وطالب الخدمة، أو التطبيقات التي تقوم بتوصيل الأطعمة من المطاعم إليك فتقوم بطلب الأوردر من مطعم معين، ثم يقوم التطبيق بالتواصل مع المطعم وعمل الأوردر وتوصيله إليك مقابل قيمة إضافية يتم إضافتها على إجمالي فاتورتك.

 

من أشهر هذه التطبيقات اطلب-المنيوز-جلوفو، والتي خرجت مؤخراً من السوق المصري بعد حصولها على تمويل قدره 150 مليون يورو.

و) بيع التطبيق نفسه لأحد الشركات العملاقة

 

التطبيقات التي تحقق نجاحاً وانتشاراً كبيراً، تتلقى الكثير من العروض الاستثمارية من قبل الشركات العملاقة، كالصفقة التي حصلت عليها شركة فوري وكذلك واتساب حينما استحوذت عليها شركة فيسبوك.

كيف يمكنك الاستثمار في مجال التطبيقات الذكية

الطريقة الأولى للاستثمار في تطبيقات الجوال

 

هي أن تعثر على فكرة تطبيق ذكي ومميز، تستطيع من خلاله تقديم خدمة أو منتج معين يحتاجه السوق كالأمثلة التي سبق ذكرها، ثم تقوم بدراسة هذه الفكرة جيداً، ثم تتواصل مع إحدى شركات البرمجة الموثوقة للقيام بعمل التطبيق.

 

بعد ذلك سوف تحتاج إلى عمل حملات تسويقية وإعلانية قوية (أون لاين وأوف لاين) للترويج للتطبيق، وحتى تتمكن من الوصول إلى أكبرعدد من المستخدمين (تستطيع عمل ذلك بالتعاقد مع أحد شركات الدعاية والتسويق). بمجرد اشتهار التسويق يمكنك تحقيق أرباح منه من خلال أحد الطرق التي تم ذكرها بالأعلى.

الطريقة الثانية للاستثمار في تطبيقات الجوال

 

هي الشراكة مع أحد رواد الأعمال الذين لديهم فكرة تطبيق جديدة، ويبحث عن مستثمر لتمويل التطبيق.

فإذا كنت تبحث عن أهم طرق لاستثمار المال في 2023 سيصبح التفكير في التطبيقات الذكية واحداً من أهم مصادر الاستثمارات القوية التي بإمكانك تحقيق ثروة كبيرة من خلالها.

 

اقرأ أيضاً: طرق الربح من تطبيقات الجوال (6 طرق حقيقية)

  1. الاستثمار في الأسهم

 

الاستثمار في الأسهم هو واحد من أقدم طرق استثمار المال المتداولة، ومع ذلك يظل من أهم  طرق الاستثمار حتى في عام 2023، وذلك في حالة إنك تبحث عن استثمار طويل الأجل.

 

الأسهم هي عقد شراء حصة في شركة معينة، وتُحدد القيمة المالية لسعر السهم الواحد بناء ًا على موقف الشركة المالي في السوق، وكذلك الأرباح التي تحققها.

 

يتم تحقيق الأرباح من الاستثمار في الأسهم من خلال طريقتين:

 

الأولى: عن طريق العوائد الربحية التي تُحققها هذه الأسهم، بحيث أنك تحصل كمالك لأسهم شركة ما على نسبة من الأرباح التي تحققها الشركة، وذلك وفقاً لنظام الشركة المالي، ووفقاً لعدد الأسهم التي تمتلكها وقيمة السهم.

 

الثانية: عن طرق المتاجرة في الأسهم، أي الشراء بسعر معين، والانتظار فترة، ثم القيام بالبيع بسعر أعلى.

 

ومع أن الاستثمار في الأسهم يُعد واحداً من أقوى الاستثمارات طويلة الأجل تحقيقاً للأرباح الضخمة، إلا أنه يظل غير مناسب للكثير من المستثمرين، نظراً لأنه مع تحقيقه للفوائد الكبيرة، إلا أنه يتميز أيضاً بنسبة مخاطرة عالية وخصوصاً لمن ليس لديهم خبرة.

متى يكون الاستثمار في الأسهم مناسباً

 

إذا توفرت لديك القدرة على تحمل التذبذب المستمر في الأسواق.

إذا توفرت لديك القدرة الكبيرة على تحمل هذا النوع من المخاطرة، فإذا كنت شخصاً لا تحب المخاطرة، أو لديك تحفظ على تغيرات الأسواق المستمرة، سيصبح الاستثمار في الأسهم وسيلة غير مجدية بالنسبة لك، إذ يصعب توقع الفوائد نظراً للتغيرات الطارئة في الأسواق المالية.

إذا كان لديك تنوع في محفظتك الاستثمارية، بحيث يصبح الاستثمار في الأسهم واحداً من أدواتك الاستثمارية التي تضع فيها بعض استثماراتك، لكن لا يمكنك الاعتماد عليها كاستثمار  بشكل كامل.

في حالة أنك تسعى للنمو، وليس الحصول على أرباح وفوائد فقط، سيصبح الاستثمار في الأسهم مثالياً بالنسبة لك.

إذا توفرت لديك القدرة المالية على تحمل الخسائر لفترة معينة، لأن الاستثمار في الأسهم يجعلك تتحمل كلاً من الأرباح والخسائر التي قد تحققها الشركة أيضاً.

 

ما يجب عليك مراعاته إذا قررت خوض مجال الاستثمار في الأسهم

 

عدم المجاراة الفورية لتغيرات السوق الوقتية، (أي لا تحاول وضع استراتيجية خاصة بك بناءً على بعض المؤشرات أو المعطيات الأولية، التي تجعلك تقرر بيع أو شراء الأسهم التي تمتلكها في وقت ما)، وذلك ما ينصح به خبراء الاقتصاد والمال دائماً، فالأسواق تتميز بالتذبذب والتغير الشديد كما ذكرنا.

يُفضل لغير المتخصصين شراء الأسهم عن طريق شركات وساطة مالية معروفة وموثوق منها، واختيارها بعناية وحرص شديدين.

 

  1. الاستثمار في السندات

 

الاستثمار في السندات أيضاً من أقدم الأدوات الاستثمارية، والتي لازالت تصلح كأهم طرق استثمار المال في 2023، ذلك إذا كنت باحثاً عن استثمارات قصيرة الأجل، يمكنك تحقيق أرباح من خلالها لفترة قصيرة.

 

و السندات هي وسيلة استثمارية تلجأ إليها الشركات لتمويل مشروعاتها عن طريق الاقتراض، فهي حق إدانة الشركة بمبلغ معين لفترة معينة مقابل نسبة من الأرباح مُحددة مسبقاً.

 

تتميز السندات بأنها استثماراً أقل مخاطرة من الاستثمار في شراء الأسهم، إذ أنك لا تتحمل  أية خسائر إذا تعرضت الشركة للخسارة بعكس الأسهم، ولكن تحصل على الأرباح بالإضافة للقيمة الأصلية التي قمت بإقراضها للشركة.

في نفس الوقت فإن الفوائد التي يمكن تحقيقها من السندات أقل كثيراً من فوائد الأسهم.

متى يصبح الاستثمار في السندات مناسباً

 

إذا كنت ترغب في الاستثمار لفترة قصيرة.

إذا كنت ترغب في تحقيق الفوائد ولا تسعى للنمو.

إذا كنت تخشى المخاطرة ولا تستطيع التكيف مع تذبذبات الأسواق.

إذا كنت تود حماية استثماراتك بشكل أكبر.

إذا لم يكن لديك القدرة على تحمل الخسائر التي قد تنتج عن الاستثمار في الأسهم.

 

لقد كان الهدف من مقال اليوم هو اطلاعك على أهم طرق استثمار المال التي يمكنك الاستفادة منها لبناء محفظتك الاستثمارية، وأتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك.

 

إن الاستثمار يُمكن أن يبدأ بفكرة، ثم يصل بك إلى عدد  لا نهائي من الأفكار والفرص، وذلك في حال حرصت على تنمية ثقافتك الاستثمارية، وطورت من طرق تعاملك مع المال.

 

لا تنسى إذا أعجبك المقال أن تشاركه مع أصدقائك المهتمين بالاستثمار لكي يستفيدوا من المعلومات التي تمت مشاركتها خلاله، كما أننا في انتظار مشاركتكم لنا أرائكم في التعليقات بأفكار استثمارية أخرى لم نتطرق إليها.

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG