تعتبر عودة الشركات العالمية خطوة جادة لتأكيد التزام الشركات القوي نحو السوق المصرية الواعدة.
ورصدت “بوابة أخبار اليوم” عددا من الشركات العالمية وحجم استثماراتهم وأنشطتهم بالسوق المصرية خلال الفترة الأخيرة.
ميرسيدس بنز
لا يختلف اثنان أن مرسيدس بنز الألمانية هى من كبرى وأهم شركات صناعة السيارات فى العالم، وربما يعود تاريخ إنشائها إلى السنوات الأولى من اختراع السيارة.
الشركة الكبرى بالتأكيد لها استثمارات فى كل دول العالم، إلا أن بداية تصنيع مركبات مرسيدس فى مصر كانت فى ثمانينات القرن الماضى، حين أعلنت مرسيدس فى مؤتمر صحفى بالقاهرة أنها تنوى إنشاء مصنع لإنتاج الشاحنات والحافلات بالتعاون مع شركاء مصريين.
استغرق الأمر سنوات طويلة حتى تم إنشاء شركة MCV عام 1994 لتمثيل مرسيدس بنز فى مجال إنتاج المركبات التجارية بمصر، وقام المصنع بإنتاج أسطول كامل من الأتوبيسات وسيارات النقل متنوعة الأحجام والتصميمات.
وفى الثالث من يونيو 1997، بدأت عمليات تجميع السيارات بمصنع الشركة فى مدينة 6 أكتوبر، والذى تم فيه استثمار 150 مليون جنيه وقتها.
واستمر التعاون وتصنيع السيارات فى مصانع مرسيدس فى مصر لفترة طويلة، وباستثمارات كبيرة، حتى جاء 2015، والذى شهد إعلان الشركة تعليق عملها فى مصر، وقيل حينها أن السبب يمكن فى اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية التى جعلت من تجميع سيارات مرسيدس فى مصر أمرا غير مجدٍ.
ومؤخرا أعلنت وزارة المالية إنهاء نزاع بأكثر من 700 مليون جنيه (39.2 مليون دولار) بين مصلحة الجمارك وشركة مستوردة لسيارات مرسيديس بشأن تقييم أسعار السيارات.
وأضاف بيان الوزارة وقتها أن اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار التابعة لمجلس الوزراء أصدرت قرارا بتسوية وإنهاء النزاع القائم، فيما أجرى ماركوس شيفر رئيس قطاع الإنتاج فى مرسيدس بنز الألمانية زيارة إلى مصر حيث التقى برئيس الوزراء وأعلن عن نية شركته استئناف إنتاج السيارات فى القاهرة، ووصف شيفر وقتها، مصر، بـ”موقع تنافسى وجذاب لإنتاج ودعم اللوجيستيات”، موضحا أن وجود مصنع تجميع هنا يُمكن مرسيدس بنز من توسيع موقعها السوقى، وهو ما حدث الجمعة الماضية، حيث أعلنت وحدة سيارات مرسيدس بنز التابعة لمجموعة دايملر الألمانية، عن إعداد خطط لفتح مصنع لتجميع السيارات فى مصر.
وقالت مرسيدس فى بيان، إن مصنع سيارات الركاب من المقرر بناؤه بواسطة شريك محلي، موضحة أن المشروع يتم “بتعاون وثيق” مع الحكومة المصرية.
وأضاف البيان: “علاوة على ذلك، مع محفظة منتجاتنا واسعة النطاق، ومبادرتنا فى مجال السيارات الكهربائية وكذلك خبرتنا فيما يخص مفاهيم التنقل الحديثة، فإننا جاهزون لدعم السلطات المصرية فى المشاريع ذات الصلة”.
وفيما يختص بالعاصمة الإدارية الجديدة فى مصر و”المدن الذكية” الجديدة المزمعة، قال البيان إن دايملر، الشركة الأم لمرسيدس بنز، عرضت خبرتها فى مفاهيم التنقل الحديثة، والنقل الكهربائى والسيارات الكهربائية، وكذلك القيادة الذاتية.
إلى جانب استثمارات مرسيدس، يوجد كثير من الشركات اختارت الاستثمار فى مصر، ومنها:
سيمنز الألمانية
بدأت أول تواصل تجارى لها مع مصر تحت اسم “سيمنز آند هالسكاز” عام 1856، فيما أُنشئ أول مكتب تقنى لها 1901.
فى 1928، عملت الشركة فى مصر من خلال مكتبها الفنى الذى تم إعادة تسميته ليصبح “سيمنز الشرق الأوسط”، وفى 1951 تم توقيع اتفاقية بين الشركة العامة للكهرباء وشركة إلجيكو وهى الوكيل الوحيد لسيمنز.
فى الألفية الثالثة كان التعاون وثيقا بين الجانبين، حيث تم الاتفاق على أن تُسلِّم شركة سيمنز محطة الجهد العالى لربط محطة الكريمات لتوليد الكهرباء بشبكة الكهرباء القومية، كما قدمت الشركة الألمانية تكنولوجيا الرعاية الصحية لمستشفى سرطان الأطفال، وقامت كذلك بتنفيذ التجهيزات التكنولوجية اللازمة فى منجم السكرى للذهب.
وفى 2010 قدمت سيمنز الدعم الكامل للخط الثانى الأتوماتيكى لشركة الدخيلة للسكر، وبعدها وتحديداً فى 2015 تسلمت الشركة أكبر مشروع فى تاريخها وهو إنشاء أكبر 3 محطات لتوليد الكهرباء فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقدرة إنتاجية تصل إلى 14.4 ألف ميجا وات، وفى 2017 أعلن أن استثمارات الشركة فى مصر وصلت إلى 10 مليارات دولارات.
إينى الإيطالية
من بين الشركات المهمة الأجنبية العاملة فى مصر، وتحديداً فى مجال الاكتشافات البترولية، شركة إينى الإيطالية، حيث كشف مديرها التنفيذى كلاوديو ديسكالزى والذى زار مصر مؤخراً والتقى الرئيس السيسى، أن مصر تأتى فى مقدمة الدول التى تولى الشركة اهتماماً بتطوير الاستثمار فيها، موضحاً أن حجم استثمارات الشركة فى مصر بلغ 13 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.
وشركة إينى إحدى الشركات المهمة التى كان لها دور مهم فى مجال تشغيل حقل ظهر للغاز الطبيعى، وكذلك أعلن فى أغسطس 2018 عن 3 اتفاقيات جديدة للتنقيب عن النفط والغاز فى مصر وقع عليها وزير البترول طارق الملا مع عدة شركات، منها إينى الإيطالية بقيمة إجمالية بلغت نحو 139.2 مليون دولار لحفر 15 بئرا جديدة.
الوزارة أوضحت أن أحد الاتفاقات تم إبرامه مع شركة إينى الايطالية وإينا نافتابلين الكرواتية لحفر 9 آبار فى الصحراء الغربية بقيمة استثمارات 11.7 مليون دولار، وقامت الوزارة أيضا بالاتفاق مع هيئة البترول وإينى وبى بى البريطانية لحفر 4 آبار فى منطقة الدلتا بقيمة 22.5 مليون دولار.
جلوفو الإسبانية
بعد إعلانها عن تصفية أعمالها فى السوق المصرية قبل نحو 6 أشهر، عادت “جلوفو” العاملة في خدمات توصيل الطلبات عبر تطبيق الهاتف المحمول، لتعلن عن افتتاحها أحدث مركز لتدريب ودعم مندوبي التوصيل “جلوڨرز” ليكون مركز التدريب الثالث للشركة في مصر والثاني بالقاهرة.
ويأتي المركز الجديد ليعكس اهتمام الشركة بالتوسع في السوق المصرية، وزيادة شبكة العملاء لتتضمن الأفضل من كل الفئات وليس الطعام فقط.
وقال ساشا ميشود، الشريك المؤسس لشركة “جلوڨو” العالمية: “نحن من الشركات الخدمية المتميزة التي تمكنت من تحقيق نجاح كبير وملفت منذ إنشائها في إسبانيا عام ٢٠١٥. واليوم نحن سعداء للغاية للإعلان عن افتتاح المركز الثالث لنا في مصر، والذي يعتبر خطوة جادة لتأكيد التزامنا القوي نحو السوق المصري.
وأضاف أن الشركة ستضخ استثمارات جديدة في السوق المصري بقيمة 5.1 مليون يورو، وأن السوق المصري يعد واحداً من الأسواق الحيوية التي نعمل بها على مستوى العالم”.
شركة جوجل
عودة شركة جوجل العالمية الرائدة في جمع وتحليل وعرض البيانات عبر الإنترنت للعمل في مصر، بعد غياب 8 سنوات، هي شهادة ثقة للمستثمرين في قطاعات التكنولوجيا والاتصالات.
وقال هشام الناظر مدير عام شركة جوجل في مصر، إن الشركة تعتزم تدريب حوالي 100 ألف شخص في مصر على المهارات الرقمية الأساسيّة ضمن برنامج “مهارات من Google” مع نهاية عام 2019، مشيرا إلى أن التدريب سيؤدي إلى مساعدة 25 ألف شخص على إيجاد وظيفة أو التطور في وظيفتهم الحاليّة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة اليوم الاثنين، أن أوليات الشركة في مصر تركز على الشركات والشباب وتحسين مهارتهم الرقمية وكذلك المستخدمين، لافتا إلى تخصيص فريقًا لمصر لتحسين تجربة المستخدمين في مصر عن منتجات جوجل.
وأشار الناظر، إلى أن الشركة ستبدأ خلال الأشهر القادمة، بتشكيل فريق من الكوادر المحليّة في مكتبها في القاهرة لإدارة المشاريع والمبادرات المختلفة.
وأكد على أن “جوجل” تدعم تواجد الشركات المصرية على الإنترنت وتخطط لمساعدة 200 ألف شركة مصرية في التواجد على الإنترنت عبر إبراز نشاطها التجاري على Google مع نهاية العام الجاري، وإطلاق برنامج جديد اسمه “اد وورد إكسبريس” بالعربي لتبسيط إطلاق حملات إعلانية على الإنترنت بشكل مبسط.
ولفت مدير عام شركة جوجل في مصر إلى أن الشركة تخطط لتحسين المهارات الرقمية للشباب المصري، وبدأت ذلك من خلال برنامج