د تُحدث تحولًا كبيرًا في عالم الإنترنت والتكنولوجيا قد تجد شركة ألفابت الشركة الأم لجوجل نفسها مضطرة لبيع متصفح كروم، وهو الأكثر استخدامًا على مستوى العالم.

إذا ان وزارة العدل الأمريكية تسعى لإجبار الشركة على بيع كروم في محاولة لتفكيك هيمنتها على سوق محركات البحث والإعلانات الرقمية، إلا ان جوجل من جانبها اعتبرت هذه الخطوة “جذرية” وقد تضر بكل من المستخدمين والشركات الأمريكية على حد سواء.

التوجه نحو تفكيك جوجل لم يكن مفاجئًا بالكامل، إذ جاء بعد سلسلة من التحقيقات القضائية التي أثبتت هيمنة جوجل على سوق محركات البحث.

في أغسطس الماضي أصدر القاضي الأمريكي “أميت ميهتا” حكمًا تاريخيًا يؤكد أن جوجل تعمل بشكل احتكاري في مجال البحث عبر الإنترنت.

وقد بدأت وزارة العدل الأمريكية منذ ذلك الوقت في طرح عدة خيارات لعلاج هذا الاحتكار، بما في ذلك فرض عقوبات على الاتفاقيات الحصرية التي تبرمها جوجل مع شركات مثل “آبل” لتكون محرك البحث الافتراضي على أجهزتها، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان فإن الحكومة الأمريكية قد تطلب من المحكمة أن تأمر جوجل ببيع متصفح كروم كجزء من هذه الإجراءات، وذلك كوسيلة لتقليص هيمنتها في مجالات عدة مرتبطة بشبكة الإنترنت.

يذكر أن متصفح كروم يتحكم حاليًا في نحو 90% من سوق المتصفحات العالمية، ويسيطر على حوالي 61% من السوق الأمريكي، ولم يكن مستغربًا أن يُصنف متصفح كروم كجزء أساسي من استراتيجية جوجل التي تهيمن على سوق محركات البحث والإعلانات الرقمية.

إذا تم النظر إلى كروم، فهو ليس مجرد أداة تصفح، بل هو جسر تواصل رئيسي بين المستخدمين ومحتوى الإنترنت، وقد أدى ذلك إلى تعزيز موقع جوجل كمحرك بحث مهيمن في جميع أنحاء العالم.

منذ عام 2008، عندما تم إطلاق متصفح كروم، أخذ المتصفح في النمو بسرعة ليصبح الأداة المفضلة للملايين حول العالم، ووفقًا لموقع StatCounter، فإن كروم كان يسيطر على حوالي 90% من سوق المتصفحات عالميًا حتى أكتوبر 2024.

هذا التوسع الكبير لا يشمل فقط المستخدمين العاديين، بل يشمل أيضًا المؤسسات الكبرى التي تعتمد على متصفح كروم في أعمالها اليومية، ما يعزز دور جوجل في التحكم في البيانات والإعلانات الرقمية.

في ردود فعلها على هذه المقترحات، وصفت جوجل هذه الإجراءات بأنها “جذرية”، محذرة من أن بيع كروم سيتسبب في أضرار كبيرة للمستهلكين والشركات في الولايات المتحدة، إضافة إلى إضعاف قدرة أمريكا على التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي.

كما ذكرت جوجل في بيانها أنه في حال تنفيذ هذا الإجراء، سيؤدي ذلك إلى تغيير نماذج أعمالها بشكل جذري، ورفع تكاليف الأجهزة، مما سيؤثر سلبًا على التنافس مع منتجات مثل هواتف “آيفون” ومتجر “آب ستور” من “آبل”.

ووفقًا لصحيفة الجارديان، فإن جوجل ترى أن تقسيم الشركة وفصل أجزاء منها مثل متصفح كروم ونظام أندرويد سيؤدي إلى تقويض استراتيجيتها التجارية ويضر بالاقتصاد الرقمي الأمريكي بشكل عام.

إذا تمت الموافقة على بيع كروم، فإنه من المتوقع أن يُدرّ هذا القرار ما يتراوح بين 15 إلى 20 مليار دولار، وذلك بالنظر إلى أن المتصفح يحتوي على أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريًا، وفقًا لتقديرات محللي بلومبرغ.

هذا الرقم يوضح الحجم الكبير للقيمة التجارية للمتصفح ويعكس أهمية الحفاظ على هيمنة جوجل في هذا السوق.

في خطوة لم تكن مفاجئة، أعلنت جوجل أنها تخطط لاستئناف على الحكم في حال صدوره، من المتوقع أن يصدر القاضي “أميت ميهتا” حكمه النهائي في أغسطس 2025، مما يمنح جوجل فرصة لتقديم المزيد من الطعون والمقترحات قبل اتخاذ القرار النهائي.

سيكون هناك أيضًا جلسة في ديسمبر المقبل لمناقشة تفاصيل القضية بشكل أكبر، مما يعني أن الصراع القانوني بين جوجل ووزارة العدل الأمريكية قد يستمر لفترة أطول.

إن قرار وزارة العدل الأمريكية بفرض تقسيمات على جوجل قد يشكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الإنترنت، وقد يؤثر بشكل كبير على نماذج العمل الخاصة بالشركات الكبرى في وادي السيليكون.

 

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG