شكّل نقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا أحد المحاور الرئيسة في إستراتيجية تحول الطاقة في القارة العجوز وتلبية جزء كبير من احتياجاتها من وقود المستقبل.

ووفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مشروع الممر الجنوبي (Corridor Sud H2) لنقل الهيدروجين الأخضر المنتج في الجزائر إلى إيطاليا والدول الأوروبية يشكّل شراكة مبنية على المصالح المشتركة بين الجانبيْن.

وأكد رئيس مكتب المغرب العربي في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، فيليبو كولومبو -في ندوة حول “الطاقة والسياحة من أجل التنمية المستدامة في البحر الأبيض المتوسط”-، أن “مشروع الممر الجنوبي (Corridor Sud H2) لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا عبر تونس يجسّد مبدأ المقاربة المبنية على المصالح المشتركة في إطار (خطة ماتي) والاهتمام بتنويع مصادر الطاقة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في منطقة المتوسط”.

وقال الدبلوماسي الإيطالي، خلال الندوة التي نظّمتها رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط في إطار أعمال جمعيتها العامة الـ32 المنعقدة في روما: “خطة ماتي تهتم بمسائل التغيرات المناخية وتعمل على تطوير الطاقة المتجددة مع شركاء من الضفة الجنوبية للمتوسط لا سيما الجزائر وتونس”.

وأضاف: “نعكف حاليًا على تنفيذ إستراتيجيتنا من خلال هذا النوع من الشراكة مع إطلاق دراسات تقنية للمشروع الطموح لنقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا”.
ممر الهيدروجين

تعمل عدة دول من القارة العجوز وفي مقدمتها إيطاليا وألمانيا على تطوير ممر الهيدروجين إلى أوروبا ودعم مشروعات البنية التحتية الخاصة به.

ويشكّل ممر الهيدروجين الجنوبي -وهو خط أنابيب مخصص وجاهز للهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر- امتدادًا لخطط نقل الهيدروجين من الجزائر إلى أوروبا.

ويهدف المشروع (متوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030) إلى ربط أفريقيا مع إيطاليا والنمسا وألمانيا، ما يسمح بإمداد الهيدروجين الأخضر المنتج في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، للوصول إلى المستهلكين في القارة العجوز.

الخريطة التالية من إعداد منصة الطاقة المتخصصة تستعرض ممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا:

خريطة ممر الهيدروجين من شمال أفريقيا إلى أوروبا والجزائر قد تنضم

ويمكن أن يوفّر ممر الهيدروجين نحو 40% من الهدف الذي حددته إستراتيجية الاتحاد الأوروبي، مع قدرة استيراد الهيدروجين التي تزيد على 4 ملايين طن سنويًا من شمال أفريقيا.

وتهدف أوروبا إلى إنتاج 10 ملايين طن واستيراد الكمية نفسها من الخارج، وتظهر دول شمال أفريقيا -وفي مقدمتها الجزائر- من بين الأسواق الواعدة للقارة العجوز.

وتخطط الجزائر لإنتاج وتصدير ما بين 30 و40 مليار كيلوواط/ساعة (ما يصل لمليون طن عند تحويله إلى هيدروجين)، في شكل هيدروجين غازي وسائل ومشتقاته.
خطة ماتي

أبرز رئيس الوكالة الإيطالية للتكنولوجيات الحديثة والطاقة والتطوير الاقتصادي المستدام، جيلبرتو ديالوس، جهود الهيئة التي يمثّلها في تطوير الشراكات في مجال الطاقة المتجددة لا سيما مع دول من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط.

وأشار إلى تعدد هذه الشراكات وتنوعها، انطلاقًا من تبني المعايير اللازمة في عملية الإنتاج إلى إطلاق مبادرات في مجال الهيدروجين، وهو من المحاور الرئيسة في خطة ماتي.

وتمتلك الحكومة الجزائرية مخططًا يستهدف توليد نحو 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، من خلال الاعتماد على الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى التوليد المشترك، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني قد أعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال القمة الإيطالية الأفريقية، ما يُسمّى خطة ماتي، وهي شراكة إستراتيجية تهدف إلى تطوير موارد أفريقيا وفي مقدمتها الطاقة.

وتُقدر ميزانية خطة ماتي بـ5.5 مليار يورو (5.98 مليار دولار) تشمل “القروض والمنح والضمانات”، إذ يدعم صندوق المناخ الإيطالي المبادرة بـ3 مليارات يورو (3.26 مليار دولار) و2.5 مليار يورو (2.72 مليار دولار) من صندوق التعاون الإنمائي.

ويُطلق على المبادرة اسم “خطة ماتي” تيمنًا بإنريكو ماتي، مؤسس شركة الطاقة الإيطالية العملاقة “إيني”، الذي دعا في الخمسينيات إلى إقامة علاقة تعاون مع الدول الأفريقية، من خلال مساعدتها على تطوير مواردها الطبيعية.

وتشكل الطاقة أحد القطاعات المركزية في خطة ماتي، إذ تهدف إلى جعل إيطاليا مركزًا للطاقة، وجسرًا حقيقيًا بين أوروبا وأفريقيا، إذ تعمل على تعزيز كفاءة استعمال الطاقة والطاقة المتجددة من خلال إجراءات تهدف إلى تسريع انتقال أنظمة الكهرباء، لا سيما توليد الكهرباء إلى مصادر متجددة وتطوير البنية التحتية للنقل والتوزيع

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG