
تُعرِّف “فيرا سميث” المصارف المركزية بأنَّها “النظام المصرفي الذي يوجد فيه مصرف واحد، له السلطة الكاملة على إصدار النقد”.
يُعرِّف “سامويلسون” المصرف المركزي بأنَّه “المصرف الذي يُنظِّم ضخ النقود عبر شرايين الحياة الاقتصادية، ويُحدد مستوى سعر الفائدة، ويتولى إدارة الشؤون النقدية في البلاد”.
يُعرفه “علي كنعان” – دكتوراه في علم الاقتصاد – “هو مؤسسة مصرفية تُعنى بشؤون الإصدار النقدي والإدارة النقدية، وتعمل على استقرار قيمة النقد الوطني”.
ثانياً: نشأة وتطوُّر البنوك المركزية
لم يكن الظهور الأول للمصارف المركزية بشكلها الحالي؛ بل كانت البنوك التجارية هي ما تتمتع بميزة إصدار العملة الوطنية أو الإشراف على الإصدار، وكان ذلك خطيراً كونه غير محصور بجهة مختصة، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى مؤسسة مستقلة ومختصة، تكون مهمتها الأساسية هي إصدار النقد.
كان المصرف السويدي أول مصرف مركزي في العالم، والذي أُسِّس في عام 1668، وكانت مهمته إصدار النقود مقابل تقديم القروض للدولة.
ثم أُسِّس مصرف إنكلترا عام 1694 على شكل شركة خاصة بمرسوم ملكي، والذي يُعَدُّ أول مصرف مركزي يمتلك خبرة في الصيرفة المركزية، وكانت مهمته منح القروض للدولة مقابل حقه في إصدار النقود، ثم تطورت وظائفه لاحقاً.
أُسِّس مصرف فرنسا عام 1800، بالمشاركة بين الدولة والقطاع الخاص، بحيث تتولى الدولة تعيين المحافظ ونائبه، ويُعيِّن القطاع الخاص مجلس الإدارة.
وفي هولندا، أُسِّس المصرف المركزي الهولندي عام
وفي الدنمارك، أُسِّس المصرف المركزي الدنماركي عام 1917، وأخذ مهمة إصدار النقود.
وأما في ألمانيا، فقد كان يقوم 33 مصرفاً بإصدار النقد الألماني، ثم حصرت الإمبراطورية الألمانية حق الإصدار ببنك سُمِّي ببنك الرايخ.
أما في أمريكا، فأُسِّس المصرف المركزي الأمريكي عام 1914، بعد أن كانت مصارف تتولى إصدار النقد.
بعد ذلك ومنذ عام 1920، أوصى مؤتمر المصارف بإنشاء المصارف المركزية، نظراً لأهميتها للاقتصاد الوطني لكل دولة، وبدأ يتوالى إنشاء المصارف المركزية في باقي دول العالم.
أما بالنسبة إلى الدول العربية؛ فقد كان البنك المركزي العراقي من أوائل البنوك المركزية الذي أُسِّس عام
ثم تلاه المصرف المركزي السوري عام
ومن ثم تتالت الدول العربية في تأسيس مصارفها المركزية.
ثالثاً: خصائص المصرف المركزي
يتمتع المصرف المركزي بالخصائص الآتية:
المصرف المركزي مؤسسة مصرفية عامة تتبع ملكيتها للدولة وليس إلى جهات خاصة.
يترأس المصرف المركزي الجهاز المصرفي للدولة، ويمارس سلطة رقابية على كافة المصارف العاملة فيها.
يهتم المصرف المركزي بتحقيق المصلحة العامة أكثر من الاهتمام بتحقيق الأرباح.
يحتكر المصرف المركزي عملية إصدار النقود.
يوجد مصرف مركزي واحد في كل دولة.
لا يتعامل المصرف المركزي مع الأفراد أو المنشآت؛ وإنَّما تعامله مع المصارف والمؤسسات المالية حصراً.
يتميز المصرف المركزي بقدرته على تحويل الأصول الثابتة إلى أصول نقدية.
يتولى إدارة المصرف المركزي شخص يُدعى “حاكم المصرف المركزي” أو “مُحافظ المصرف المركزي”، ويُعيَّن من قِبل رئيس الدولة أو من قِبل حكومتها.
رابعاً: موارد المصرف المركزي
تتكون موارد المصرف