هذا الأمر انعكس على نظرتهم لحياتهم الاجتماعية؛ حيث بدأ المجتمع ينظر إلى الفرد كأساس للمجتمع منفصلٍ عن الجماعة، ويخضع الفرد المعاصر لمجموعة من القوانين المبنية على النهج العلمي، دون الارتكاز على العادات والتقاليد الاجتماعية.[٢] تطّورت الحياة الاجتماعية في العصر الحديث على صعيديْ السعادة وطول العمر، ووصعيد الرفاهية المتمثلة بمستوى معيشة أفضل، حيث يبذل الفرد مجهودًا أقل عمّا كان ليبذله في العصور السابقة بسبب التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، كما أنّ عدد الوفيات بسبب الحوادث والأمراض والحروب أقل في هذا العصر من أي وقت مضى.[٣] أدّت هذه الرفاهية الاجتماعية في العصر الحديث إلى ظهور عدة مشكلات على الصعيد الاجتماعي أيضًا كالتعاطي، والإجرام، ورفض التعليم، والطلاق، والصراعات العرقية والسياسية، وهذا عائد لانفتاح العالم على بعضه، مما يحفز فكرة المقارنة ويبعث على عدم الرضا، وتراجع الاهتمام الدّيني بسبب الانشغال في التطور الحياتي وكثرة الملهيات الاجتماعية والتكنولوجية في هذه العصر.[٣] مما يعطي اعتقادًا لدى الكثيرين بأنّ الحياة في العصور الماضية كانت أفضل على المستوى الاجتماعي، بسبب الطبيعة المحافظة التي اتسمت فيها الحياة الاجتماعية في العصور السابقة، ويفتقر لها هذا العصر.[٣] طبيعة الحياة الطبقية في العصر الحديث قسّم علماء الاجتماع الحياة الطبقية إلى ثلاثة أقسام؛ العليا، والمتوسطة، والعاملة، وقد كانت لكل طبقة فيهم ميّزاتها المادية والاجتماعية التي تمنح المكانة الطبقية، فكانت للطبقة العليا ثروات كبيرة بسبب امتلاكها لمصادر الإنتاج في الدولة، أما عن الطبقة العاملة فتكوّنت من العمّال المأجورين، وأمّا عن الوسطى فتقع بين الطبقتين السابقتين، وتكونت من العمال المشرفين أو المدراء.[٤] ساهم التطور الصناعي والسياسي الذي بدأ في القرن العشرين، في التقليل من وجود الطبقات وانصهارها؛ حيث أصبح من الممكن أن يشارك الأفراد من أي طبقة في عملية صنع القرار والوصول إلى السلطة بسبب انتشار التعليم والتطوّر في الجوانب المؤسساتية في الدول الحديثة، وبالتالي تنقّل الأفراد في الطبقات دون قيود، إذ ترحب طبيعة العصر الحديث بتطوير الذات الفردية وتساعد على ترقيها.[٤] ومع الثورة الصناعية الحديثة انخفض عدد العمّال الذين يعتمدون