الاجتماعي وخلق شعور قوي بالوطنية، وهذه القصص الخيالية لا تستدعي الفخر فقط، بل تستحق تحمل المتاعب من أجلها، والقتال والموت في سبيلها.
وخلق الأساطير ليس فقط تأليف النخبة لقصص مختلفة وتوجيهها إلى الجمهور، ولكنَّ الناس العاديين يحتاجون بشدة إلى مثل هذه الأساطير التي تشعرهم بأنهم أخيار، ومن ثَم فهو فعل مدفوع من الأدنى كما هو مدفوع من الأعلى، وأيضًا يتم خلق هذه الأساطير لاكتساب مشروعية دولية، ولتعزيز الإحساس بالهوية، ولذلك فهذه العملية مستمرة، وتحتاج إلى تحديث من وقت إلى آخر مع ظهور معلومات جديدة عن الماضي، يتم خلق أساطير جديدة تتلاءم معها.
وأغلب الناس لا يريدون الاعتراف بأن ولادة دولهم جاءت من رحم الخطيئة، ومدى فداحة هذه الأكاذيب يعتمد على حجم الوحشية التي صاحبت هذه الدولة، ومدى حداثتها، وعلى سبيل المثال: الخمس عشرة دولة التي ظهرت إثر تفكك الاتحاد السوفييتي بطريقة سلمية، فلم يكن للنخبة هنا حاجة إلى تلفيق القصص عن كيفية ظهور هذه الدول، وعلى النقيض فإن إسرائيل وأمريكا تبذلان قصارى جهديهما لتصوير تاريخيهما بأنه مشرق بدلًا من كل تلك القسوة الحقيقية الظاهر