مفهوم اقتصاد المعرفة:

يتمحور مفهوم اقتصاد المعرفة حول: أنَّه الاقتصاد الذي يعتمد على صناعة وتداول وتقييم المعرفة؛ وذلك لأنَّه في هذا النوع من الاقتصاد تقلُّ الأهمية المترتبة على تكاليف العمالة، كما لا يستخدم المفاهيم التقليدية للاقتصاد، مثل النُدرة في الموارد.

ويتم تعريف اقتصاد المعرفة: بأنَّه ذلك النوع من الاقتصاد القائم على نوعيَّة وكميَّة المعلومات التي يتيحها من أجل تحقيق نموِّه، بالإضافة إلى إتاحة أكبر قدر من التسهيلات للحصول عليها واستخدامها.

كما أنَّه نوع من أنواع الأنظمة الاقتصاديَّة التي تعتمد على استخدام رأس مال فكري في الإنتاج والاستهلاك، وقد يحصل هذا الاقتصاد على حصة كبيرة ضمن النشاطات الاقتصاديَّة للدول ذات النموِّ الاقتصادي المتقدم.

وإذا كان الاقتصاد بمفهومه التقليدي هو علم الندرة؛ أي الندرة بالموارد التي تقابلها الزيادة المضطردة لحاجات الناس ومتطلباتهم، فإنَّ اقتصاد المعرفة هو اقتصاد الوفرة.

ومع تطوُّر المعرفة البشرية التي لا تستنفد بل تتوالد ذاتياً بالاستهلاك، وذلك عند مشاركتها ونقلها من طرف إلى آخر، وأيضاً بفضل التكنولوجيا الرقمية، فإنَّ التكلفة الحدية لأيَّة نسخة تأتي بعد النسخة الأولية تنخفض تدريجياً إلى أن تصبح أقرب إلى الصفر، وهذا ما يخلق الوفرة في الإنتاج، ليصبح مبدأ الوفرة هو السمة الأساسية لاقتصاد المعرفة.

وباختصار إنَّ اقتصاد المعرفة هو الاقتصاد الذي يكون فيه خلق المعرفة ونشرها واستخدامها، هو الدافع الأبرز لعملية النمو المستدام ولزيادة الثروة وفرص العمل في كل المجالات المتاحة.

لذلك، فإنَّ وجود المعرفة يعتمد أساساً على وجود تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والابتكار والإبداع؛ أي إنَّ المعلومات هي العنصر الوحيد في العملية الإنتاجية‏، والمعلومات هي المنتج الوحيد في هذا الاقتصاد‏، والمعلومات وتكنولوجياتها هي التي تُشكِّل أو تحدد أساليب الإنتاج وفرص التسويق ومجالاته‏.‏

ويُعرِّف الباحث الاقتصادي “دومينيك فورا” اقتصاد المعرفة بأنَّه: “تخصص فرعي من علم الاقتصاد، يهتم أساساً بالمعرفة من جهة، ومن جهة أخرى يعاير ظاهرةً اقتصادية حديثة تتميز بتغيُّر سير الاقتصاديات من حيث النمو وتنظيم النشاطات الاقتصادية”.

كما يُعرِّف الأستاذ “عبد الرحمن الحاج” اقتصاد المعرفة بأنَّه: “الاقتصاد الذي تُحقِّق فيه المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة؛ وهذا يعني أنَّ المعرفة في هذا الاقتصاد تُشكِّل مكوناً أساسياً في العملية الإنتاجية كما في التسويق‏،‏ وأنَّ النمو يزداد بزيادة هذا المكون‏ القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصال‏،‏ كونها المنصة الأساسية التي يُطلَق منها”.

فيما يُعرِّفه آخرون بأنَّه: “الاقتصاد الذي ينشئ الثروة من خلال عمليات المعرفة وخدماتها كالإنشاء، والتحسين، والتقاسم، والتعلُّم، والتطبيق، والاستخدام للمعرفة بأشكالها في القطاعات المختلفة بالاعتماد على الأصول البشرية وغير الملموسة ووفق خصائص وقواعد جديدة”.
إقرأ أيضاً: مفهوم الإدارة الإلكترونية وأهميتها
تاريخ اقتصاد المعرفة:

يعود تاريخ ظهور اقتصاد المعرفة إلى خمسينيات القرن العشرين؛ حيث بدأ بالانتشار عندما اجتاحت موجة من التطور قطاع الصناعة على حساب قطاع الزراعة؛ وهذا ما أدَّى إلى ظهور هذا القطاع الاقتصادي الجديد في الدول المتطورة، فكان بذلك نواةً لنظام اقتصاد جديد، وأُطلِق عليه اسم “مرحلة ما بعد الصناعة”.

وقد تمَّ بناء القطاعات الاقتصاديَّة الحديثة على فكرة المعرفة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وهذا ما ساهم مساهمةً كبيرةً في حدوث تطوُّرٍ كبير بالنشاط والفكر الإنساني في المجالات كافةً، فلم يَعُد كل من النفط والذهب يسيطران على الصناعة التقليديَّة؛ بل أصبح إمكان إنتاج برامج معلوماتيَّة أحد أولويات القطاعات الاقتصادية الحديثة

المدونات
ما هو الاتجاه الجديد

المدونات ذات الصلة

الاشتراك في النشرة الإخبارية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات

النشرة الإخبارية BG